ترجمات عبرية

يديعوت: كيف تمنع إسرائيل حرباً متعدّدة الجبهات؟

يديعوت 2023-08-9، بقلم: غيورا آيلند: كيف تمنع إسرائيل حرباً متعدّدة الجبهات؟

ثمة خط يربط بين رسالة وزير الدفاع في آذار حين دعا إلى وقف الإصلاح القضائي بسبب الوضع الأمني، وبين زيارته المغطاة إعلامياً، أول من أمس، إلى الحدود اللبنانية. بعد خمسين سنة من حرب “يوم الغفران” ازداد تهديد الحرب.

السبب الأساس هو تغيير لدى إيران يجد تعبيره في ثلاثة أمور: أولاً، إيران “تشعر بخير” أكثر: روسيا تحتاجها، الصين تغازلها، السعودية تنبطح أمامها، والولايات المتحدة تخشاها. ثانياً، تنجح إيران في أن تتزود فروعها بسلاح دقيق. حتى قبل نحو عقد، كان السلاح الدقيق تفوقاً إسرائيلياً حيال صواريخ ومقذوفات صاروخية “غبية” لدى العدو. أما اليوم، فتدفع إيران قدماً بنجاح إنتاج الصواريخ والمسيّرات الهجومية أو تحويلها إلى دقيقة.

ثالثاً، تؤمن إيران بأنها إذا ما نجحت في “توحيد” الساحات وتفعيل “حزب الله” من لبنان، وميليشيات من سورية والعراق وحتى من اليمن، وإثارة الفلسطينيين في “المناطق”، بل الكثير من مواطني إسرائيل العرب، كلهم بشكل منسق، فإن إسرائيل لن تتمكن من الصمود أمام هذا.

هذا لا يعني أن الحرب مؤكدة، وليس واضحاً متى، إذا كانت ستحدث. يعتقد الإيرانيون أنه نشأت الظروف المناسبة، لكن الحديث يدور عن سيناريو أكثر خطراً ومعقولية ممّا قدرنا حتى قبل تسعة أشهر. نعم، الإيرانيون بالتأكيد متشجعون أيضاً لما يقدرونه ضعفاً إسرائيلياً. يدفع هذا التشجيع “حزب الله” ليزيد الاستفزازات، ونتيجة لذلك تزداد احتمالية الحرب أيضاً.

ثمة أربعة أمور يتعين على حكومة إسرائيل أن تفعلها: أولاً، أن تفهم أن هذا تهديد من شأنه أن يتطور إلى تهديد وجودي في غضون أشهر، وبالتالي من الصواب وقف الانشغال بالترهات التي تمس بشدة الجيش والشرطة.

مؤرخ يحلل سياسة حكومة إسرائيل بعد 50 سنة أو بعد 2000 سنة سيصعب عليه أن يصدق ما الذي كان على جدول أعمال الحكومة، وكيف دهورت عن عمد إسرائيل إلى وضع يصعب عليها فيه الدفاع عن نفسها.

ثانياً، يجب أن نشرح للعالم مسبقاً أنه إذا فتح “حزب الله” النار، فإن الأمر سيتسبب بحرب رسمية مع دولة لبنان، وليس فقط مع “حزب الله”. إعلان وزير الدفاع، أول من أمس، كان صحيحاً، لكنه ليس بديلاً عن الحوار مع الولايات المتحدة في هذه المسألة.

ثالثاً، تعرف إسرائيل كيف تعطي تحصيناً معقولاً للسكان. لكن ليس للبنى التحتية الوطنية – المدنية. سيطلق السلاح الدقيق بقدر أقل نحو المراكز السكانية، وبقدر أكبر كي يشل محطة توليد طاقة، منشآت تحلية، مواقع خدمات، موانئ، ومطارات، وما شابه. وبشكل لا يقل دهشة، ليس ثمة أحد في دولة إسرائيل مسؤولاً عن إعطاء جواب معقول على هذا التهديد. لا يدور الحديث عن مشكلة ميزانية أو تكنولوجيا. بل ببساطة عن خلل رهيب. لو كنت رئيس الوزراء لوضعت هذا الموضوع في أولوية عليا.

رابعاً، الموضوع الفلسطيني: الإيرانيون، كما أسلفنا، يبذلون جهداً كبيراً ليزودوا مزيداً من الشبان في “المناطق” بالسلاح، وبالطبع أن يخلقوا دافعاً للمسّ بإسرائيل. بخلاف السياسة التي كانت في العشرين سنة السابقة، والتي أساسها كان مساعدة السلطة الفلسطينية ومنع الاحتكاكات في الميدان، فإن قسماً من أعضاء الائتلاف يحاولون اليوم تحقيق نتيجة معاكسة – تشجيع الاحتكاكات، الدفع نحو “التطرف” لدى المزيد من الفلسطينيين، وإضعاف قدرة الجيش، و”الشاباك”، والشرطة للتصدي للواقع.

لا يدور الحديث عن أخطاء. يدور الحديث عن أجندة واضحة لقسم من أحزاب الائتلاف، غايتها خلق فوضى في “المناطق” على طريق تحقيق أيديولوجيتها. هذا ما يجب تغييره! وبالشكل ذاته يجب أن نفهم أن حكومة تخلق عن عمد اغتراباً وإحباطاً في أوساط “عرب إسرائيل” يجب ألا تتفاجأ إذا ما كان من شأننا في زمن الحرب أن نرى المزيد فالمزيد من العرب الإسرائيليين يقاتلون ضد الدولة.

منذ 1973 نجحنا في أن نعزل الساحات، وأن نقاتل في كل مرة ضد عدو آخر. إذا ما نجح الإيرانيون بالتنسيق بين كل أعدائنا سنجد أنفسنا أمام تحد أكبر حتى من تحدي حرب “يوم الغفران”. يفهم الجيش هذا، ويعمل بما يتناسب مع ذلك، لكن دون تغيير دراماتيكي في سلّم أولويات الحكومة فإن هذا لن ينجح.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى