ترجمات عبرية

يديعوت: كسر قوة حماس في غزة ثم الذهاب إلى معركة قاسية في لبنان

يديعوت 2023-11-10، بقلم: غيورا آيلندكسر قوة حماس في غزة ثم الذهاب إلى معركة قاسية في لبنان

بعد شهر ونيف من بدء الحرب يمكن أيضاً تقدير إنجازاتها وإمكانية تطورها بحذر.

فقد أعلن كل زعماء إسرائيل منذ اليوم الأول أن الهدف هو هزيمة حماس أو حتى إبادتها تماما.

في محاولة لتقدير مدى النجاح ينبغي الحذر من خطأين ارتكبهما الأميركيون في حروبهم، سواء في فيتنام أو في أفغانستان.

الأمر الأول هو إحصاء «الغلال» – كم هجوما نفذنا، كم قنبلة ألقينا، كم هدفا هاجمنا.

هذا المعطى يكاد يكون عديم الأهمية إذ إنه لا يعبر عن النجاعة.

خطأ آخر هو إحصاء الجثث. فالحروب ليست مباراة كرة قدم والنتيجة لا تتقرر حسب عدد القتلى لكل طرف، رغم أن هذا المعطى ليس عديم الأهمية. فما هو المهم إذن؟

بالفعل، الحرب هي بين منظومتين متخاصمتين والانتصار يتحقق عندما تكف منظومة أحد الطرفين عن أداء مهامها.

الأمر يمكن أن يكون نتيجة استسلام أو انهيار المنظومات. صحيح حتى الآن لا نرى مؤشرات استسلام لا من جانب زعامة حماس ولا من جانب المقاتلين على الأرض أو من تحتها، فهؤلاء يفضلون أن يقتلوا على أن يستسلموا.

بالمقابل نحن نرى بالفعل بوادر أولية لإمكانية انهيار المنظومة. يجد الأمر تعبيره بتآكل القدرة على تحريك القوات، على تنفيذ الهجمات المضادة المنسقة.

يوجد نقص متزايد للذخيرة، يوجد في مستوى قادة حماس الصغار تعابير ضغط بل وحتى يأس.

حماس التي نجحت في الأسبوع الأول من العملية البرية في منع رحيل السكان جنوبا فشلت في ذلك في الأيام الأخيرة، وبالتوازي توجد منذ الآن نجاحات إسرائيلية أولية في القتال تحت الأرض.

يمكن إذن التقدير بحذر أنه إذا لم نتردد في المواصلة والعمل بعدوانية حتى في أماكن حساسة مثل مستشفى الشفاء فإن معقل حماس في شمال قطاع غزة سينهار.

لشدة الأسف، حتى لو حصل هذا، وحتى لو حصل قريبا – فإن هذا هو نصف العمل فقط. فنصف قوات حماس تقريبا توجد في القسم الجنوبي من غزة ويحكمونه.

هذه القوات لم تهاجم تقريبا وبالتالي فهي لا تبدي أي فقدان للقدرة أو للروح القتالية.

وكما أسلفنا آنفا بالنسبة لقيادة حماس. وهنا من الصواب الإشارة إلى ثلاثة تحديات أخرى: الأول، الضغط الدولي. فليس سراً أن الولايات المتحدة كانت معنية في أن تنتهي الحرب في غزة في أقرب وقت ممكن، وكلما تزايدت الصور القاسية من هناك هكذا سيزداد الضغط. ثانيا، تنجح إسرائيل في العمل بحرية نسبية في شمال القطاع كوننا نجحنا في إقناع نحو 70 في المئة من سكانه بالتحرك جنوبا. عندما سنعمل في جنوب القطاع سيكون هناك قرابة مليوني نسمة، بمن فيهم السكان الأصليون الذين لا يعرفون إلى أين يرحلون وكذا قرابة 900 ألف من سكان الشمال.

القدرة على الامتناع عن المس بالمدنيين، الصعبة الآن أيضا، ستكون باعثة جدا على التحدي.

ثالثا، عنصر الزمن – طالما يستمر القتال – تستمر النار في الشمال أيضا، وفي المنطقتين لا يمكن بعد على الإطلاق البدء بالحديث عن عودة السكان. كما أن نحو 300 ألف رجل (وامرأة) مجندون والكلفة الاقتصادية هائلة وتتعاظم.

يمكن إذن أن نجمل بحذر أنه توجد مؤشرات مشجعة بالنسبة لإمكانية انهيار منظومة حماس في الشمال لكننا لا نزال بعيدين عن تحقيق ذاك الهدف الأدنى والضروري ألا وهو كسر كل قوة حماس.

فضلا عن ذلك، بقدر ما يتعلق الأمر بإسرائيل فإننا على ما يبدو لن نبادر إلى توسيع الحرب ضد حزب الله طالما لم نحقق الحد الأدنى اللازم في الجنوب، لكن حدود الشمال ستبقى تشتعل على نار هادئة الآن أيضا. سيتعين علينا إذن أن نثبت مثابرة وتصميما في غزة، أن نصمد أمام ضغط أميركي متزايد، الوصول إلى إنجاز عسكري مبهر في القطاع لكن في ظل الامتناع عن مصيبة إنسانية، وبعد كل هذا وباحتمالية غير قليلة، الدخول إلى معركة قاسية في لبنان.

يمكن وصحيح أن نتأثر بل وحتى ننفعل لعملية الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة، لكن أيضا أن نفهم حجم التحديات التي لا تزال أمامنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى