ترجمات عبرية

يديعوت: قبل أن تصبح الضفة غزة أُخرى

يديعوت 2023-06-21، بقلم: يوسي يهوشع: قبل أن تصبح الضفة غزة أُخرى

ستصبح الحملة في جنين، أول من أمس، علامة طريق في الجيش الإسرائيلي، ليس فقط بسبب الزمن الطويل الذي استغرق للخروج من الورطة (الحملة الأطول منذ الانتفاضة الثانية)، بل جراء السبب الذي أدى ذلك: إدخال عبوات شديدة الانفجار، تجعل الجبهة منطقة تشبه جنوب لبنان في التسعينيات، حتى لو كانت هذه العبوات أقل شدة من تلك التي رأيناها في حينه.

لم يولد هذا الواقع، أول من أمس، بل كان قبل سنة ونصف السنة، مع عبوة أُنتجت في جنين (ولم تأتِ من الخارج). وكما قال مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي: في ضوء كمية العبوات التي استخدمت ضد المقاتلين فإن يوم معركة، كما حصل أول من أمس، لم يحصل حتى اليوم.

العبوة التي كانت محلية الصنع وكبيرة زرعت بمهنية، والمشكلة هي أنه في ظل هذه الوتيرة من تطوير إنتاج العبوات من شأن الجيش الإسرائيلي أن يجد نفسه مضطراً لأن يدخل بمجنزرات محصنة، كتلك التي هي مخصصة للبنان ولغزة، إلى المدن في “المناطق” أيضا. من كان يصدق؟!

يوجب هذا التهديد نظرة أخرى من الجيش الإسرائيلي إلى المجال الذي تخرج منه خلايا العمليات في الأشهر الأخيرة، إذ هناك بالضبط يحتاج الجيش و”الشاباك” إلى حرية عمل. على المنظومة أن تكون قادرة على أن تدخل مقاتلين بشكل متواصل لأجل “جزّ العشب”، مثلما يستطيبون في الجيش أن يقولوا. في جنين تنبت مزروعات عشوائية، مثل مختبرات لإنتاج الصواريخ، مثلما كشف رئيس “الشاباك”، رونين بار، مؤخراً، ومثلما رأينا في محاولة الإطلاق الفاشلة قبل شهرين في المنطقة ذاتها.

ما نراه أمام ناظرينا ليس مجرد ارتفاع درجة في العنف في شمال الضفة، ضد مدنيين في المحاور (ضد قوات الجيش الإسرائيلي بعامة)، بل أيضاً جهد مرتب ومنظم غايته ردع دخول القوات إلى المجال؛ لأجل تعاظم القوة، مثلما في قطاع غزة.

إسرائيل لا يمكنها أن تسمح بهذا، وعليه فعليها أن تجد جواباً في نمط العمل الآخذ في التطور.

الصور التي خرجت من جنين، أول من أمس، سيئة جداً للردع: فقد صور سكان فلسطينيون أنفسهم مع قطع الآليات التي بقيت في الميدان، ومن الواضح جداً أن كل فشل سيشجع الدافع للاستمرار.

ثمة ثلاثة أمور مهمة يجب الإشارة إليها: أولاً، رغم نتائج الحملة الحالية، تعمل القوات في فرقة الضفة الغربية كل ليلة في مخيمات اللاجئين في نابلس وفي جنين. وتحقق الوحدات العملياتية نتائج طيبة، ورغم المخاطرة الشديدة بالاشتباكات وبالعبوات من مسافة قريبة من بداية السنة لا يوجد قتلى في صفوف قوات الجيش الإسرائيلي.

ثانياً، معظم العمليات تخرج من مصدرين: في جنين في منطقة مخيم اللاجئين، وفي نابلس في مخيم بلاطة وفي القصبة. باستثناء هذا، معظم المدن هادئة بشكل نسبي.

ثالثاً، وفقاً لكل التقديرات في قيادة المنطقة الوسطى لا يبشر المستقبل بالخير: تفقد السلطة الفلسطينية السيطرة في مزيد من “المناطق”، وفي اليوم التالي لأبو مازن – الذي بدأ منذ الآن، عملياً – سيتفاقم الوضع مع مخططات “حماس” للسيطرة. وعليه فإن هناك ساحتين تقلقان الجيش الإسرائيلي: إيران وربيبها “حزب الله” في الشمال، والفلسطينيين في الضفة الغربية، أما غزة فستنتظر دورها.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى