ترجمات عبرية

يديعوت: في الطريق إلى الضمّ: سيثور المجتمع الدولي في مواجهة إسرائيل

يديعوت 2022-12-07، بقلم: عاموس جلعاد: في الطريق إلى الضمّ: سيثور المجتمع الدولي في مواجهة إسرائيل

القرار المتوقع بنقل تبعية الإدارة المدنية، ومنسق الأعمال في “المناطق”، وحرس الحدود من وزير الدفاع ورئيس الأركان إلى وزيرين مختلفين، في انفصال عن جهاز الأمن، هو قرار بائس يمكنه أن يصبح بكاء للأجيال. لماذا؟

يستند تواجد إسرائيل في “يهودا” و”السامرة” إلى أربعة أعمدة أساسية: الجيش الإسرائيلي، “الشاباك”، الشرطة/حرس الحدود، وتنسيق الأعمال في “المناطق” والإدارة المدنية.

كل هذه المنظومة التداخلية تتبع عملياتياً قائد المنطقة الوسطى، ضابطا برتبة لواء، يتبع رئيس الأركان، الذي يتبع وزير الدفاع والحكومة.

تسهل منظومة الإدارة المدنية ومنسق الأعمال التصدي لـ “الإرهاب”، كونها مسؤولة عن العلاقات المركبة مع السكان الفلسطينيين واليهود، وإلى جانب ذلك مع السلطة الفلسطينية التي تملك صلاحات مدنية واسعة في مجالات الحكم المختلفة كالتعليم، الصحة وغيرها.

المهمة العليا، التي تنجح حتى الآن، هي أن الجمهور الفلسطيني والسلطة الفلسطينية لا يوجدون في صدام جبهوي مع إسرائيل وبخاصة مع قوات الأمن.

يسمح هذا لجهاز الأمن بأن يركز في العثور على بؤر “الإرهاب” وإحباطها.

في الساحة الدولية احتلال من جانب واحد لـ “يهودا” و”السامرة” ليس مقبولا – على أقل تقدير – من الساحة الدولية كلها، بما في ذلك الولايات المتحدة، الصديق والحليف المركزي لإسرائيل.

تنطبق هذه الميزة المهمة أيضا على علاقاتنا الخاصة التي تحظى بازدهار مذهل مع معظم الدول العربية، التي هي لباب العالم العربي.

من ناحية القانون الدولي تواجدنا في “يهودا” و”السامرة” يُعتبر احتلالا عسكريا مؤقتاً، ولن يكون مقبولا بأي حال من الأحوال كاحتلال دائم.

وبالفعل، ما الذي يمكن أن يحصل؟ الوزيران المرشحان سموتريتش وبن غفير، يكرسان جل وقتهما لتحقيق حلم ضم “يهودا” و”السامرة” بقوة حق ديني لإسرائيل، بملايين الفلسطينيين الذين يقيمون هناك. في قسم مهم من حياتهما كان سموتريتش وبن غفير في صدامات مع جهاز الأمن وإنفاذ القانون، ومن شأنهما الآن أن يصبحا ذوي التأثير المركزي، بل أن يصبحا المديرين الفعليين، لمستويات مركزية في تلك المنظومة. ستكون تحت تصرف الوزيرين الأدوات للسيطرة المباشرة على حرس الحدود الذي هو عنصر ذو قوة استثنائية في “يهودا” و”السامرة”، والذي رغم انتمائه التنظيمي إلى الشرطة، كان يخضع إلى القيادة الحصرية لقائد المنطقة الوسطى.

الإدارة المدنية، تحت قيادة سموتريتش أو عضو آخر من حزبه كـ “وزير دفاع ثانٍ” ستمنحهما القدرة على تحقيق حلمهما وستشق الطريق لضم كامل لـ “يهودا” و”السامرة” إلى إسرائيل.

سيفضلان خدمة مصلحة السكان اليهود كما يريانها وأولا وقبل كل شيء ضم المناطق ج التي هي 60 في المئة من “يهودا” و”السامرة”، وسيتجاهلان ما وصف حتى الآن كخروقات للقانون من أولئك السكان اليهود الذين يرتكبونها، وسيثقلان أيديهما على الفلسطينيين.

في مثل هذا الواقع ليس معقداً على الإطلاق التقدير بأن السلطة الفلسطينية ستخبو بوتيرة سريعة لدرجة إمكانية انهيارها، إذ إنه ليس معقولا أن توافق على أن تكون ذراعا مساعدة لأناس ذوي أيديولوجيا على هذا القدر من التطرف يسعى إلى ضم كامل مقابل جيش وشاباك كانوا يرونهما جهات شرعية للحوار والتنسيق الأمني ضد “الإرهاب” والعناصر “المتطرفة”.

ستجتذب إسرائيل أكثر فأكثر إلى واقع الاحتلال المباشر، وتقدر الكلفة المقدرة لانهيار السلطة الفلسطينية بمليارات الشواكل كما أنه من المعقول أن تتقلص المساعدات الأوروبية الدولية.

من هنا قصيرة الطريق إلى مواجهة واسعة في المستقبل. قوات الجيش، التي ستعالج هذا الواقع الصعب، ضرورية في وجه التهديد المركزي الإيراني، وستتضرر كفاءاتها عقب الانجذاب الزائد إلى الموضوع الفلسطيني.

ستبدأ في الساحة الدولية مسيرة خطيرة توشك فيها الجمعية العمومية للأمم المتحدة على التصويت في الأسابيع القادمة على تحريك مسيرة من شأنها باحتمالية عالية وبخاصة في الواقع الناشئ الحالي أن تسحب من إسرائيل الشرعية الدولية على مواصلة التواجد في “يهودا” و”السامرة”.

يدور الحديث عن شرعية ضرورية لمواصلة منظومات العلاقات والتعاون الدولي التي هي عمود فقري مركزي في أمن إسرائيل.

الولايات المتحدة هي الأخرى، بقدر ما يمكن أن نأخذ الانطباع من تصريحات الرئيس ومسؤولي الإدارة، ستتعاطى بانعدام صبر متزايد مع الواقع الناشئ وهذا، حسب سوابق الماضي، سيكون سلبياً أكثر على منظومة العلاقات الخاصة بين الدولتين.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى