ترجمات عبرية

يديعوت: روشتة سياسية للخروج من المأزق الراهن

يديعوت 2023-04-10، بقلم: غيورا آيلند: روشتة سياسية للخروج من المأزق الراهن

علقت دولة إسرائيل، ربما لأول مرة، في واقع ذي تحديات أمنية في القدس، وفي الضفة، وحيال “عرب إسرائيل”، وحيال غزة، وحيال لبنان، وحيال نشاط إيراني من سورية.

 

هذه هي الظاهرة الأولى المقلقة: توحيد الساحات. الظاهرة الثانية هي التغير في سلوك شباب الضفة، الذين منذ نحو سنة لا يثقون على الإطلاق بالسلطة الفلسطينية، حيث فقدوا الأمل في مستقبل أفضل، ولا يكتفون بوضع اقتصادي معقول، وبخلاف الماضي غير البعيد فهم مردوعون بصورة أقل. الظاهرة الثالثة هي القدرة الإيرانية على التأثير على كل الساحات، وإضافة إلى ذلك أن تخلق تهديدا عسكريا مباشرا على إسرائيل، من سورية أساسا.

في هذا الوضع على إسرائيل أن تحاول الفصل بين الساحات، ولهذا الغرض عليها أن تقوم بستة أمور. الأمر الأول: أن تصلح الضرر الذي نجم عن جملة تصريحات غير مسؤولة لوزراء ونواب فيما يتعلق بالحرم، الأردن، الإمارات، والولايات المتحدة. عندما تكون إسرائيل منعزلة سياسيا لا يكون ممكنا خلق الفصل اللازم.

لأجل تهدئة الفلسطينيين في الضفة وفي القدس هناك حاجة لمساعدة نشطة من الأردن، أبوظبي، والسعودية. لأجل تهدئة غزة نحتاج إلى مصر، ولأجل تهدئة إيران نحتاج أيضا إلى الولايات المتحدة. الأمر الثاني: التسوية مرة واحدة وإلى الأبد للوضع في الحرم. حيث يعود متحدثون إسرائيليون ليقولوا: “نحن نحافظ على الوضع الراهن”. لكن ما هو الوضع الراهن؟ لا أحد يعرف وعليه فإن تعريفا مشتركا إسرائيليا – أردنيا في هذا الموضوع هو أكثر من مطلوب. الأمر الثالث: عدم الإعلان عن ضم غور الأردن. مثل هذا الإعلان لن يحسن الواقع الأمني قيد أنملة بل سيسيء له.

الأمر الرابع يتعلق بغزة. يبدو أنه من الصواب ممارسة ضغط أكبر عليها، سواء أكان اقتصاديا أم عسكريا. حتى لو أدى الأمر إلى الحاجة لحملة كبيرة أقدر بأن “حزب الله” لن ينضم، إذ إن المشاكل الصعبة للبنان والحاجة إلى شرعية شعبية ستمنعه من محاولة “إنقاذ غزة”.

الأمر الخامس يتعلق بلبنان: إذا نشبت حرب في الشمال لا حاجة لتكون بين إسرائيل و”حزب الله”، بل بين إسرائيل ودولة لبنان. كما أن هذا سيكون الأمر الصواب عمله في المستقبل ومن الصائب قوله اليوم أيضا، إذ إنه فقط إذا ما عرف “حزب الله” بأنه في “حرب لبنان الثالثة” ستدمر دولة لبنان حتى الأساس، سيبقى أمامه ردع فاعل. الأمر السادس: الضفة. أعترف أنه ليس لدي جواب جيد عن سؤال كيف نوقف موجة العمليات، لكن هذا بالضبط السبب لماذا مطلوب في هذا الموضوع إجراء “إعادة تقويم”.

يحتمل أن تكون القدرات التكتيكية والاستخبارية الفائقة التي لدينا لم تعد كافية.

في إعادة التقويم من الصواب بسط كل الإمكانيات: من محاولة إنعاش السلطة الفلسطينية (التي حتى قبل سنتين نجحت نسبيا) وحتى العكس التام – الذي سينطوي على تنفيذ حصار حقيقي على قسم من مدن الضفة أو حتى “سور واق 2”.

هذا التقدير، مثل باقي الأعمال يجب القيام به بصبر وليس اعتباطا، ومرة أخرى من المهم التشديد على أنه دون تجنيد شرعية دولية لن يكون ممكنا النجاح.

يجدر بنا أن نتذكر حملة “الرصاص المصبوب” في غزة في 2009. رغم مئات القتلى الفلسطينيين، جاء في زيارة تأييد وتشجيع إلى إسرائيل ستة رؤساء وزراء هم الأهم في أوروبا.

لأجل خلق مجال مناورة عسكرية في لبنان نحن بحاجة إلى تأييد الولايات المتحدة، فرنسا، والأمم المتحدة، وفي المجال الفلسطيني نحن بحاجة إضافة إلى هؤلاء أيضا إلى الأردن، ودول معتدلة أخرى، وحيال إيران إلى دول أخرى أيضا.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى