ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – أحرق النادي

يديعوت – بقلم  ناحوم برنياع – 2/3/2020

ما يقلقني في الطريق الى الصندوق لن يكون الحاضر بل المستقبل. في الجولات السابقة أمل نتنياهو في تشكيل حكومة وحدة برئاسته. ولكنه أحرق هذه الامكانية. واليوم يعول على 61 يعطوه حكومة يمين. في هذه الحكومة سيحكم المستوطنون والاصوليون، سموتريتش وليتسمان “.

ستشرق الشمس اليوم في ضوء دافيء، حنون، مثلما تعرف أن تفعله في الايام الصافية، الرائقة، في نهاية الشتاء. وستبدو البلاد في حالة غير اكبر مما هي بالفعل. بلاد رائعة، سيقول الناخب في الطريق الى الصندوق. بلاد السمن والعسل. وعندها سيدخل الى ما وراء الستار لينتخب.

ظاهرا، يحتاج نتنياهو لينتصر في هذه الانتخابات سيرا على الاقدام. انظروا حولكم، عاد وقال لجمهوره. تذكروا كيف كنتم قبل عشر سنوات وكيف تعيشون الان؛ كم مرة سافرتم الى الخارج وكم مرة تسافرون اليوم؛ انظروا الى الابراج التي تنمو في كل مدينة، الى الجسور، الى التحويلات، الى الانفاق؛ لا توجد حرب، يوجد أمن؟ رئيس الولايات المتحدة صديقي، رئيس روسيا صديقي. وضعنا لم يسبق أن كان افضل منه اليوم.

لقد القى ذات الخطب في الجولتين السابقتين ايضا، ومع ذلك لم ينجح في تشكيل حكومة. وهو يلقي بالذنب على الاخرين: على الشرطة، النيابة العامة، الصحافيين، ليبرمان، أزرق أبيض. هو مخطيء: اسباب فشله تكمن قبل كل شيء فيه.

14 سنة بالتراكم يتولى نتنياهو منصب رئيس الوزراء، بما في ذلك، بشكل متواصل، في السنوات العشرة الاخيرة. الاسرائيليون، بمن فيهم اولئك الذين يصوتون لليكود، دخلوا في موسم الانتخابات هذا باحساس ثقيل. قبل الرفض الاخلاقي جاء التعب، ليس فقط المدة الزمنية اثرت عليهم بل وايضا وربما بالاساس، الطريقة التي امتص فيها نتنياهو كل الهواء حولهم، هو، زوجته وابنه. فهم لم يتركوا مجالا لاي شخص آخر. فقد تعلم اسرائيليون كثيرون كيف يعجبوا بالعائلة المالكة. ولكن هذه هي طبيعة عبادة الشخصية: مثلما يطور الاعجاب بالزعيم يطور المقت له. أزرق أبيض مدين بوجوده لنتنياهو: بفضله اتحد؛ بفضله نال انجازا كبيرا في الصندوق. لا غانتس، لا لبيد، لا يعلون، لا اشكنازي: بل نتنياهو.

بخلاف أماني خصومه، فان رفع لائحة الاتهام لم يمس به. من لم يقتنع حتى رفع لائحة الاتهام بذنبه لم يغير رأيه بعد رفعها. ولم يكن الجدال على لوائح الاتهام بل على نية نتنياهو الامتناع عن المحاكمة. نتنياهو، مثل السياسيين في كل العالم ممن يتصدون لاتهامات جنائية، اقام دفاعه على اساس حجتين: الاولى، لم يكن شيء؛ والثانية، الكل فاسدون. هذا الجهد كان كاذبا في اساسه. فهو يتمتع بتعاون بارز من الاعلام. في الاسبوع الذي سبق الانتخابات، خلق حراكا لليكود في الاستطلاعات. الى أي مدى أثر ذلك سنعرف الليلة فقط.

لقد كانت حملة نتنياهو مثيرة للانطباع. كان فيها طاقة، قطع، خفة واستعداد للسير حتى النهاية. وقد برزت بشكل خاص امام الحملة الهزيلة، الضعيفة لازرق أبيض. فالناخبون يحبون مرشحا يتحدث من البطن، بصدق، حتى وان كان الصدق زائفا. ترامب مثلا. غانتس لم يعرف يتحدث من البطن.

ولكن النزول الى الاسفل، الى قصص جنسية كاذبة، الى اهانات شخصية لم تكن ولم يكن لها اساس والى استخدام محققين خاصين ضد مرشحين وابناء عائلاتهم له ثمن. فقد اهين ليبرمان ورفض الغفران. اهين غانتس ورفض الغفران؛ اهين مندلبليت ورفض الغفران. نتنياهو قد يكون كسب بعض المصوتين ولكنه خسر، على الاقل حتى الانتخابات اليوم، القدرة على تشكيل حكومة. وقد تحول في نظرهم من خصم الى مجرم.

وعليه، فما يقلقني في الطريق الى الصندوق لن يكون الحاضر بل المستقبل. في الجولات السابقة أمل نتنياهو في تشكيل حكومة وحدة برئاسته. ولكنه أحرق هذه الامكانية. واليوم يعول على 61 يعطوه حكومة يمين. في هذه الحكومة سيحكم المستوطنون والاصوليون، سموتريتش وليتسمان. الهجوم على جهاز القانون سيزداد فقط؛ بدونه نتنياهو لن يتمكن من الحصول على القانون الفرنسي خاصته وعلى فقرة التغلب.

بالمقابل، فان حكومة اقلية لازرق ابيض، ليبرمان وبيرتس – ميرتس سيصعب عليها الوجود. امتناع العرب ليس مضمونا لها. الوحدة الداخلية في أزرق أبيض، التي تقوم على اساس رفض نتنياهو، ستختفي اذا ما وعندما سيضطر أزرق أبيض لادارة حكومة.

الحل هو حكومة وحدة بدون نتنياهو. فهل مثل هذا الحل ممكن؟ هذا ما سنعرفه غدا فقط، وربما حتى هذا لن يتحقق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى