ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم ميخائيل ميلشتاين – فشل “السلام الان” ..!

يديعوت – بقلم  ميخائيل ميلشتاين – 17/8/2021

” يشكل الفشل الامريكي دليلا على المصاعب عديدة السنين لدى اصحاب القرارات ومصمميها في واشنطن في أن يفهموا الثقافات المختلفة، ولا سيما تلك في العالم الاسلامي “.

تتم سيطرة طالبان على افغانستان في وقت قريب من الذكرى السنوية العشرين لاحداث 11  ايلول. فقد كانت افغانستان هي المكان الذي خططت فيه العمليات الرهيبة التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 2001، والمحطة الاولى في طريقها لاعادة تصميم الشرق الاوسط في اعقاب ذلك. 

ان عودة افغانستان الى النقطة اياها التي كانت توجد فيها الدولة قبل عقدين  تدل بقدر كبير على الفشل الاستراتيجي لعقيدة “السلام الامريكي” والتي في اطارها  جرت محاولة لاقامة دولة قومية مستقرة ومجتمعات حديثة وديمقراطية، وذلك حسب نموذج اعادة بناء المانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية.

ان الخطوة التي بدأت بها الولايات المتحدة فتحت عمليا عددا لا يحصى من صناديق المفاسد للكراهية بين الطوائف والاديان في المنطقة، اثارت حروبا مضرجة بالدماء وكانت محفزا للربيع العربي الذي نشب بعد بضع سنوات من مشاهدة جموع هذه المنطقة اعدام صدام حسين، الامر الذي شقق الخوف العميق من الحكام الطغاة في العالم العربي.  

يشكل الفشل الامريكي دليلا على المصاعب عديدة السنين لدى اصحاب القرارات ومصمميها في واشنطن في أن يفهموا الثقافات المختلفة، ولا سيما تلك في العالم الاسلامي. فقد اخطأ الامريكيون غير مرة في سحب منطقهم على “الآخر”، وفي محاولة فرض قيم وانواع من النظام تطورت على الخلفية الاجتماعية، الثقافية والسياسية الخاصة بالغرب. هذا  تراث يعود لعشرات السنين يتضمن محطات مثل تجربة روبرت مكنمارا، وزير الدفاع الامريكي، في اثناء معظم حرب فيتنام، في ادارة المعركة وفقا لعقيدة هندسة الصناعة والادارة؛ مساهمة كارتر في انهيار نظام الشاه في ايران من خلال الضغط للامتناع عن قمع الاحتجاج ضد حكمه؛ خطاب القاهرة في 2009 حيث انتقد اوباما بشدة غياب الديمقراطية في الشرق الاوسط؛ ومؤخرا “صفقة القرن” لترامب التي سعت لحل مواجهة عاطفية قديمة ومعقدة بادوات”تجارية”. 

يشكل الانسحاب الامريكي من افغانستان أنباء سيئة لاسرائيل والعالم العربي السُني. صحيح انها تحافظ على نفوذها في المنطقة ولكنها تبدي دافعا متدنيا لتصميمه، تفضل الخطاب الدبلوماسي وتركز على الحفاظ على المصالح الصرفة. يعكس الانسحاب صحوة يائسة للامريكيين من المعركة على “العقول والقلوب”  لابناء الشرق الاوسط. من شأن سياسة واشنطن ان تقوض صورتها في نظر لاعبين مثل روسيا، الصين وايران وتعزز جرأتهم على تحقيق خطوات استفزازية، تشجيع محافل متطرفة مثل القاعدة للعودة الى رفع الرأس وبالمقابل تعميق خوف حلفائها القدامى في العالم العربي من فقدان سندها الاستراتيجي. كل هذا يحصل بعد عقد من الربيع العربي، حين تكون المنطقة اكثر تضعضعا من اي وقت مضى وكل شرارة داخلية قد تتسبب بتقويض النظام في بؤر مختلفة فيها. 

ان التغيير في الوعي بعيد ومشكوك أن يكون قابلا  للتحقق.فتحولات دراماتيكية كهذه تتحقق ليس من خلال انفاذ القانون وعلى ما يبدو ايضا ليس من خلال تغييرات اقتصادية – اجتماعية، بل في اعقاب تغيير في عموم المراكز التي يتصمم فيها الوعي في الشرق الاوسط – المؤسسة الدينية، وسائل الاعلام وجهاز التعليم – والتي في هذه اللحظة على الاقل التغيير فيها في معظم المنطقة محدود وبطيء للغاية. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى