ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم متان تسوري- سياسة في علامة استفهام ..؟

يديعوت– بقلم  متان تسوري- 17/8/2021

” مشكلة غزة اكبر من المال القطري. صحيح اننا لا يمكن ان نقبل باطلاق النار من غزة ولكن علينا ان نوسع التفكير ونساهم في حل مشكلة غزة الى ما هو ابعد من مجرد المال القطري  “.

صافرة الانذار التي اطلقت ظهر امس في سدروت، في ايام الاجازة الكبرى، بعد ثلاثة اشهر فقط من انتهاء حملة حارس الاسوار طرحت مرة اخرى السؤال المغسول في اوساط السكان في غلاف غزة: حسنا، لماذا الان يطلقون النار؟ 

في كل مرة تطلق فيها منظمات الارهاب النار، يبحث المواطنون والزعماء عن تفسير معلل للنار، ذريعة ما تريح عقلهم. هذا الانشغال بمسألة سبب النار  هو بحد ذاته خطأ عميق في الفكر: فالنار امس تمت، وفقا للتقديرات، كـ “رد” على احداث النار في جنين او بسبب عقدة تحويل المال القطري.حتى هنا، يوجد تفسير مفهوم للنار. من هنا فصاعدا – لماذا هذا يشغلنا على الاطلاق؟ فاحداث كهذه كانت على اي حال ستقع مرة كل بضع سنوات، ولكن الوضع مختلف تماما: نار الصواريخ هي أمر معتاد، بحيث أن لا معنى للانشغال بسؤال لماذا وتوقع جوابا منطقيا. محظور على اسرائيل ان تقبل هذه النار. نقطة. 

كل نار تطلق نحو الغلاف هي ظاهرا فشل لفترة سابقة، نتيجة لغياب سياسة وتردد عسكري. عندما انتهت حارس الاسوار تباهى الزعماء بالضربة القاضية التي وجهت لحماس، ظاهرا. وتبين لاحقا ان المعطيات التي عرضت عن تصفية مخربين في انفاق الموت، هي اقل بكثير مما اعتقدوا من قبل. ونار امس وفرت دليلا آخر: الردع مفعوله كمفعول كرتونة الحليب في الثلاجة. حتى لو لم تكن حماس هي التي اطلقت النار هذه المرة – فقد سمحت بها بطريقتها حين غضت النظر. اسرائيل تعنى بمسألة المال القطري، في  كيفية ادخاله الى القطاع دون ان يمر عبر ايادي حماس. من السذاجة التفكير بان هذا ممكن حين تكون حماس هي صاحبة السيادة. وحتى في وحدة تنسيق اعمال الحكومة في المناطق يروون: ادخال عمال من غزة، فلنقل 2000 حتى 5000 في اليوم، يجدي الاقتصاد في غزة اكثر بعدة اضعاف من المال القطري. 

تعنى اسرائيل بالمال القطري وكأن هذا هو الحل لاستقرار غزة، وترفع عنها المسؤولية  في العمق بالمسألة التي هي اكثر تعقيدا ولكنها ممكنة بالتأكيد: كيف تحسن الحياة في غزة دراماتيكيا، الى جانب تفعيل قوة عسكرية بحيث تمس بقادة حماس ايضا. فتح معبر ايرز لخروج العمال، تنفيذ خطط التعاون الاقتصادي مع السلطات في الغلاف ولكن دون توقف للحظة عن المس بمنفذي  الارهاب. 

ان  تحسين الاقتصاد في غزة هو الوصفة للاستقرار. يعرف هذا رئيس الوزراء بينيت ووزير الدفاع غانتس. كما أن قائد المنطقة الجنوبية اليعيزر طوليدانو يؤيد هذا الطريق. اما ملاحقة القروش القطرية فهو هروب من المسؤولية. غزة بحاجة الى علاج جذري عميق، وليس كل شيء في ايدينا. ولكن في ايدينا بالفعل ان نربط دولا معنية بذلك. أخذنا على عاتقنا حقيقة أن حماس هي الحاكم في القطاع. ولكن من قال انها ستبقى هناك الى الابد؟ انقلاب يمكن أن يحصل هناك في كل لحظة لاسباب نحن حتى لا نفكر بها. لقد حصل هذا في العام 2007 حين سيطرت حماس على القطاع دون أن يقدر احد في اسرائيل بان هذا ممكن. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى