ترجمات عبرية

يديعوت: اليوم التالي للصفقة 

يديعوت 2024-02-01، بقلم: نداف ايال: اليوم التالي للصفقة 

بعد أن فجرت “حماس” صفقة المخطوفين السابقة ­كان واضحا جدا: لا صفقات أخرى قبل نهاية حرب إسرائيل في غزة والانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي. في إسرائيل قدروا بأن يحيى السنوار ندم على قرار الموافقة على تحرير 100 مخطوف (77 إسرائيليا و23 أجنبيا). أما في “حماس” فأرادوا الإيمان بأن المجتمع الإسرائيلي لن يتمكن من العودة إلى القتال، وان الضغط لإعادة المخطوفين وعدد الإصابات الكبير سيؤدي إلى إنهاء طبيعي للحرب.

عندما استؤنفت الحرب – بخلاف نبوءات الغضب على أنواعها والتي انطلقت في إسرائيل أيضا – بدؤوا في “محور المقاومة” يفهمون أن التصميم الإسرائيلي حقيقي. الإيمان الأصولي بضعف المجتمع الإسرائيلي الداخلي تبين كإيمان كاذب. تقدم الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة مبهر، جذري؛ الخسائر الفادحة لا تتسبب بعلة جوهرية في الإجماع المؤيد للحرب. اليوم (أمس)، سيقدم ممثلو “حماس” الجواب للمسؤولين المصريين والقطريين؛ إذا كانت لا تزال تصر على الإنهاء التام للحرب، فإنها يمكنها أن تعلن عن ذلك فورا. لكنها لم تفعل هذا. وإذا كانت “حماس” تراجعت بالفعل عن شرطها المركزي لوقف الحرب فهذا سيكون إنجازا إسرائيليا ملموسا جدا. نتيجة مباشرة للنجاحات في القتال في غزة، وبشكل محدد في خان يونس – من فوق ومن تحت الأرض.

في إسرائيل يريدون الصفقة. السبب الحرج مفهوم من تلقاء ذاته: إعادة المخطوفين. الاتهامات التي انطلقت في إسرائيل المرة تلو الأخرى في الأسابيع الأخيرة وكأن هذا الهدف اصبح ثانويا أو منسيا عديمة كل أساس. فلا يوجد موضوع عليه إجماع اشد في “كابينت” الحرب وأساسا في جهاز الأمن بكل أقسامه.

توجد شكاوى حادة ضد نتنياهو لكنها تكتيكية في أساسها: في انه يعرقل، لا يدفع بكثافة بما يكفي، لا يبدي ما يكفي من تصميم. لكن إعادة المخطوفين هو موضوع اكبر حتى من رئيس وزراء إسرائيل. رئيس “الموساد”، رئيس “الشاباك”، رئيس الأركان، اللواء نيتسان الون، منظومة الأسرى والمفقودين كلها، اللجنة النضالية للعائلات، الدور الأميركي، “كابينت” الحرب – كل هؤلاء وآخرون لن يسمحوا بدحر إعادة الإسرائيليين الذين يوجدون في أنفاق “حماس”. من يريد دليلا حصل عليه، أمس، تماما، بالطريقة التي عقب فيها جون كيربي من مجلس الأمن القومي على تصريحات نتنياهو: “هو حر في أن يتحدث باسم نفسه، يوجد تقدم لصفقة أسرى”.

القطريون والمصريون يعطون إحساسا بأن الصفقة خلف الزاوية. هذا منوط بجواب “حماس”، ومن الأفضل انتظاره. مسألة الثمن صعبة ومعقدة جدا. عندما تحدث نتنياهو في الكلية العسكرية “بني دافيد” في عاليه وقال، إن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من قطاع غزة ولن يحرر آلاف المخربين – فإنه تحدث لفهمي ولفهم محافل تعرف أكثر مني، عن المرحلة الأولى. تلك التي في إطارها سيتحرر حتى 40 إسرائيليا كـ”تحرر إنساني”. لكن تحرير المخطوفين يحتاج لمرحلتين أخريين. في النهاية يحتمل بالتأكيد (بل ومعقول في ضوء الثمن الذي ثبته نتنياهو نفسه في صفقة شاليت، لأكثر من 1000 سجين لقاء جندي واحد) بأن هذا سيصل إلى الآلاف.

الأسئلة الكبرى هي استراتيجية وذات مغزى اكبر، حتى من عدد السجناء أو هويتهم. فمثلا: هل إسرائيل في مرحلة معينة ستنسحب من رواق نتساريم، وهكذا تسمح عمليا بعودة الغزيين إلى شمال القطاع. هذا لن يحصل في المرحلة الأولى، من ناحيتها. لكن ماذا بالنسبة للمرحلة الثانية والثالثة؟ وسؤال آخر – هل سينال السنوار ورفاقه حصانة من الاغتيال، وماذا ستكون عليه طبيعة هذه الحصانة. مثلا، هل سنشاهد مؤتمر “النصر” للسنوار في رفح؟ شهران هما ليسا هدنة قصيرة، مثلما في المرة السابقة.

الصفقة تخدم إسرائيل من ناحية أخرى، استراتيجية: فاحتمال الوصول إلى تسوية في الشمال تمنع الحرب وتسمح بعودة السكان إلى هناك. في الهدنة السابقة، وضع “حزب الله” سلاحه. إسرائيل أيضا (بخلاف موقف وزير الدفاع يوآف غالانت الذي قال، انه محظور إعطاء حزب الله هذه المهلة). أما هذه المرة، فإسرائيل معنية بتوقف النار، لزمن طويل، لشهر ونصف – شهرين. الأمل هو أن هكذا يتمكن “حزب الله” النزول عن الشجرة العالية والخطيرة التي تسلقها: في أنه طالما توجد حرب في غزة، سيواصل الهجوم في الشمال. في أثناء هذا الوقت يمكن لإسرائيل أن تقرر إعادة قسم من السكان إلى بيوتهم، تسريع مسيرة سياسية مع مبعوث الإدارة عاموس هوكشتاين – وبالتوازي الاستعداد لإمكانية حملة عسكرية إسرائيلية مبادر إليها في لبنان، إذا ما فشلت الجهود كلها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى