ترجمات عبرية

يديعوت: اليمين يكتشف أن هناك ثمن لعدم وجود مفاوضات واتفاقيات مع الفلسطينيين

يديعوت 21-8-2023، بقلم آفي يسسخاروف: اليمين يكتشف أن هناك ثمن لعدم وجود مفاوضات واتفاقيات مع الفلسطينيين

العملية الأخيرة التي حدثت في جنوب جبل الخليل ليست استثنائية؛ فعمليات إطلاق النار على المحاور الرئيسة في الضفة الغربية هي ظاهرة موجودة منذ عشرات السنين، مرة تنفذها خلايا حماس، ومرات منظمات أخرى. تعد جبهة الخليل بالفعل معقل حماس، لكن الذي تبنى العملية هذه المرة هي الذراع العسكرية لـحركة فتح، كتائب شهداء الأقصى.

سارع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاتهام إيران بالمسؤولية عن العمليات وعن موجة محاولات العمليات. آخرون، وزراء في حكومة إسرائيل، أولئك الذين يعتبرون يميناً غريب الأطوار، ألمحوا بأنه ذنب وزير الدفاع يوآف غالنت، بسبب سياسته المترددة. “محللون” من اليمين المتطرف حاولوا الادعاء أن الحديث يدور في واقع الأمر عن ذنب اتفاقات أوسلو، التي وقعت قبل 30 سنة، وكأنه لم تكن عمليات من هذا النوع قبل اتفاقات أوسلو، وكأنه لم تتول حكومات يمين برئاسة نتنياهو كان يمكنها تغيير السياسة أو التكتيك. في نهاية المطاف، تكتشف حكومة “اليمين الخالص” أن ما اكتشفته سابقاتها آجلاً أم عاجلاً – لاتفاقات أوسلو “أ” و “ب”، ولاتفاقات الخليل التي وقع عليها بنيامين نتنياهو، كان ثمناً. لكن ولغياب الاتفاقات السياسية مع الفلسطينيين ولغياب مسيرة سياسية ثمن باهظ من النوع الذي ندفعه الآن في كل يوم تقريباً.

في الأسابيع الأخيرة لا تغيير واضحاً في الميدان؛ فالسلطة الفلسطينية لم تضعف أكثر، والسياسة الإسرائيلية تجاه السلطة لم تتغير. لكن لا شك أن القرب الزمني للعملية في حوارة يوم السبت، والتي قتل فيها أب وابنه، وكذا “انتقال” العمليات جنوباً، بعد أن تركزت في شمال الضفة، يثير إحساساً قاسياً بأننا نشهد صعوداً إلى مرحلة أخرى في إطار ميل دراماتيكي ارتفاع أعداد العمليات والقتلى.

قتل منذ بداية السنة 35 إسرائيلياً في عمليات عدد من الضحايا لم نشهد له مثيلاً في السنوات الأخيرة، ولا حتى مقارنة بالسنة الماضية التي اعتبرت دامية على نحو خاص، حين قتل 31 إسرائيلياً في العمليات. ويكمن تفسير ذلك في استمرار الميول التي نعرفها – تآكل في مكانة السلطة، رغم محاولاتها استعادة السيطرة في المناطق الإشكالية مثل نابلس وجنين. ففي جنين مثلاً، تبذل السلطة جهداً عظيماً في استعادة السيادة في مناطق بالمدينة اعتبرت خارج نطاق الصلاحيات من ناحيتها. 1200 رجل من أجهزة الأمن الفلسطينية يعملون الآن في نطاق المدينة في إطار هذا الجهد، بمباركة الجيش و”الشاباك” الإسرائيليين، اللذين يفهمان الحقيقة القاسية – الطريق الأسرع لتقليل عدد العمليات هو سلطة فلسطينية قوية تحبط العمليات بنفسها مثلما فعلت على مدى فترة طويلة منذ 2007 وحتى قبل بضع سنوات. غير أنه بالتوازي مع هذه المحاولة، السلطة تتآكل مكانتها، مثلما هي مكانة رئيسها محمود عباس (أبو مازن) أيضاً.

لا يملك الرئيس الفلسطيني ما يبشر به الجمهور الفلسطيني، في حين تعتبر الأجهزة في نظر الجمهور كمبعوثي الاحتلال الإسرائيلي، في ضوء محاولة حكومة إسرائيل الحالية العمل بكل ما هو ممكن كي تمتنع عن وضع تعتبر فيه السلطة كشريك لمسيرة سياسية. عملياً، في إسرائيل حكومة “اليمين بالكامل”، السلطة تعمل بصفة متعاون فقط، ليس أكثر. الجمهور الفلسطيني يرى ويفهم ذلك، لذا من الصعب التصديق بأن شيئاً ما في مكانة السلطة سيتغير في السنوات القريبة القادمة.

وينبغي الاعتراف: الأمر الملح أكثر لحكومة إسرائيل هو العناية بالانقلاب النظامي، أو بتنظيف الشرطة والإعلام من جهات غير يمينية أكثر من معالجة المسائل الأمنية المشتعلة. بهذه الأخيرة، يمكن دوماً اتهام الإعلام واليسار بدلاً من تحمل المسؤولية وقول الحقيقة القاسية: فشلنا.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى