ترجمات عبرية

يديعوت: الوهم مقابل الواقع

يديعوت احرونوت – مقال – 16/4/2024، ميخائيل ميلشتاين: الوهم مقابل الواقع

احباط الهجوم الإيراني كان إنجازا عسكريا لامعا بلا ادنى شك. لكن البحث الإسرائيلي في تداعيات الحدث يعكس خروجا دائما عن التوازن الى جانب انعدام استراتيجية مبلورة وقصور في التحليل العميق لمنطق اللاعبين في المنطقة – مشكلة أساسية مركزية كامنة في اخفاق 7 أكتوبر. 

يتراوح الخطاب الإسرائيلي بين القطبين من عمق الانكسار في 7 أكتوبر، والذي يترافق ومأزق مضن في سياقات الحرب في غزة، صفقة المخطوفين، والاستنزاف في الشمال، بينما في الخلفية تراجع في مكانة إسرائيل الدولية – انتقل مؤخرا الى النشوى التي في اخطارها يوجد من يتوجون احباط الهجوم كهزيمة قاضية لطهران بل وبداية نظام إقليمي جديد. 

قبل أن تتحول هذه المشاعر الى مفاهيم ثابتة، مطلوب تحليل متوازن ونقدي. أولا، الى جانب الإنجاز المبهر على مستوى عال وتاريخي، من المهم فحص الظلال التي ينطوي عليها الهجوم الإيراني. لقد حققت طهران هجوما غير مسبوق، أبدت جرأة متزايدة (رغم تحذير بايدن)، وشعرت بانها غيرت المعادلة في المواجهة بين الدولتين. كما أن الحدث جسد تعلق إسرائيل بالمساعدة الخارجية، وبقدر ما التآكل الذي طرأ على ردعها بعد 7 أكتوبر. 

توازن ثان يتعلق بالقول انه نشأ في اعقاب الهجوم “تحالف إقليمي جديد” يركز على عدو مشترك – ايران. حتى الان كانت إسرائيل هي الوحيدة التي تستخدم تعبير “تحالف” لوصف التعاون الذي شاركت فيه دول غربية وعربية. يوجد في إسرائيل من يسيرون بعيدا لحد التحول الاستراتيجي الناشيء: من عزلة عميقة في ضوء الحرب في غزة الى تأييد وشرعية دوليين واسعين في اعقاب الهجوم الإيراني، في ظل وصف ذلك انعطافة تاريخية لا بد ستتثبت. 

لقد كانت للاردن مساهمة في هذا السياق، لكن هذا أيضا يجسد حقيقة أن التحالف الإسرائيلي الغربي – العربي ضد ايران لا يزال مثابة رؤيا بعيدة. رسميا، ادعى الأردن بانه عمل ضد “أجسام طائرة” تسللت الى أراضيه وامتنع عن أي ربط بإسرائيل. أولئك الذين يبالغون في وصف “التحالف الشجاع” مطالبون بان يفهموا بانه من خلف المشاركة في الاعتراض تقف مصالح وجودية للمملكة التي تتعرض لتهديد متزايد من ايران التي تستغل أراضيها للدفع قدما بالصراع ضد إسرائيل. 

رغم أن معظم دول المنطقة ترى في ايران عدوا اخطر من إسرائيل، لا يوجد حاكم عربية يخاطر بالإعلان عن ذلك.  معظم حكام المنطقة يواصلون سياسة المصالحة مع طهران. بالنسبة لإسرائيل فهذه مطالبة بان تفهم بانه سيكون من الصعب عليها تكوين تحالف طالما وجدت العثرة الفلسطينية وعلى رأسها الحرب في غزة وجمود العلاقات مع السلطة. 

من الضروري الفهم بان المواجهة نشأت بعد أن فشلت إسرائيل في قراءة نوايا “الاخر”، وان المشكلة واضحة الان أيضا: في الايمان الإسرائيلي بان طهران تعيش إحساسا بالفشل وان الدول العربية السنية تنجرف بحماسة وراء إقامة التحالف ضد طهران، كل هذا في الوقت الذي تتواصل فيه المواجهة في غزة.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى