ترجمات عبرية

يديعوت – المطالبة بممتلكات اليهود في الشيخ جراح تستوجب إعادة الأملاك للفلسطينيين

يديعوت ١٦-٢-٢٠٢٢ – بقلم: بن – درور يميني

ليست هذه مسألة قضائية. هذه مسألة سياسية. جرح نازف، تحول في السنوات الأخيرة الى بؤرة مركزية في الحملات ضد إسرائيل. وليس صدفة. لأنه توجد للأغلبية الساحقة من حجج الحملات ضد إسرائيل أجوبة ممتازة، فقط اذا عرفنا المادة. أما في موضوع الشيخ جراح، فليسمح لي بان اعترف بان ليس فقط لا توجد أجوبة مقنعة بل ان أصدقاء إسرائيل ايضا، ويوجد كثيرون كهؤلاء، يمزقون شعرهم. فهل لدرجة أن إسرائيل تصر على المس بذاتها؟
بؤرة القصة ليست الحقوق القانونية التي لليهود في المكان. فالفلسطينيون في الحي رفضوا كل عروض الحل الوسط التي طرحت عليهم في الإجراءات القانونية. وهم يعرفون لماذا. قصة الشيخ جراح أصبحت نبعاً متدفقاً من الوقود للدعاية المناهضة لإسرائيل. على الفلسطينيين ان يكونوا أغبياء تماما كي يقبلوا تعويضات بملايين الدولارات عندما يكون الكنز الدعائي يساوي مئات ملايين الدولارات. ولكن إسرائيل، على كل حكوماتها، استسلمت للعنيدين الذين يطالبون «بالحقوق» بدلا من أن تصادر الارض وتطفئ النار، لأن هذا ما تتطلبه المصلحة الوطنية. وكل زيارة للنائب ايتمار بن غفير هي هدية اخرى، أغلى من الذهب، لدعاية «حماس».
لحظة، لحظة، يقولون لي من جهة اليمين المتطرف. فهذه هي قصة الحركة الصهيونية. هاجرنا، استوطنا، بنينا. نحن المواصلون الحقيقيون لـ «السور والبرج». هكذا قامت الكيبوتسات. هكذا ثبتنا الحقائق. هكذا خلقنا دولة إسرائيل، رغم اعتراض العرب الذي كان في حينه ويتواصل الآن. كنا قلة في قلب سكان عرب. كانت هناك مقاومة في حينه، وهذه هي المقاومة نفسها الآن ايضا. وانت تستسلم لها؟
لا توجد كذبة اكبر من هذه. فالصهيونية هي نتيجة ليس فقط توق يهودي لصهيون بل ايضا لاعمال الاضطهاد والقتل. كنا لاجئين. في تلك الايام، حتى قرار إقامة دولة إسرائيل، لم نطرد أحداً. اشترينا الأراضي. أنقذنا الأراضي. كافحنا في سبيل الحق الأساسي الذي تكافح شعوب عديدة في سبيله. الحق في تقرير المصير، لغرض إقامة وطن قومي. كنا شعباً مضطهداً، في روسيا وفي العراق، في بولندا وفي اليمن. حققنا الهدف بثمن دموي رهيب وفظيع. الجانب العربي رفض كل عرض لحل وسط. لا لتقسيم 1937. لا لتقسيم 1947. وعندما هددونا بإبادتنا، وشنوا حرباً لغرض الإبادة لم تنجح المؤامرة. دحرناهم بثمن دموي رهيب وفظيع. نعم، في اثناء الحرب كانت ايضا اعمال طرد. بالتأكيد كانت. ولا حاجة الا للتذكير بأنه في تلك السنوات، كان طرد السكان والتبادل السكاني أمراً اعتيادياً.
لكن من اللحظة التي توجد فيها لنا دولة سيادية وقوية، فان المقارنة بين «سور وبرج» وبين المستوطنة في الشيخ جراح، داخل روحهم – هي مدحوضة بل تنمي الدعاية المناهضة للصهيونية. من ناحيتهم المشروع الصهيوني هو مشروع سلب. البن غفيريون يوفرون لهم المبررات. لا، نحن لسنا في عصر «السور والبرج». نحن لسنا لاجئين ومضطهدين، وانتم لستم مواصلي درب الطلائع من تلك الأيام. انتم لا تخدمون الرؤيا الصهيونية. انتم تمسون بها. على المستوى القانوني توجد مبررات لإعادة الممتلكات اليهودية في الشيخ جراح، وفقا لـ «قانون ترتيبات القضاء والإدارة» من العام 1970. ولكن في الظروف الناشئة فإنه لا يمكن لأي التواءات قانونية ان تقنع شخصاً جدياً واحداً بأنه يوجد مبرر لإعادة مُلك يهودي في ظل منع اعادة مُلك عربي. ومن يصر على اعادة مُلك كيهودي يبرر مطالبات عرب شرقي القدس بالممتلكات التي بقيت في غربي المدينة، ولاحقا – للآخرين ايضا ممن سيطالبون بالممتلكات في يافا وفي الشيخ مؤنس. والاستيطان الكدي هذا يدمر كل حجة لإسرائيل ضد إعادة الممتلكات و «حق العودة» للفلسطينيين. في المدى البعيد، المستوطنة هناك تجسد رؤيا «دولة واحدة كبرى» والتي لم تكن يهودية ولن تكون ديمقراطية.
نحن في مسرحية رعب. مجموعة صغيرة، ذرة الطرف اليميني المتطرف، تملي علينا جميعا جدول اعمال. في الايام الأخيرة تحول الممثل الصارخ في هذه المجموعة، بن غبير، الى نجم أعلى. تكافح وسائل الإعلام في سبيل أفضاله. وهو يحظى بلحظات ظهور لا تتوقف، وهو يهزنا. ويجرنا الى مواجهة زائدة اخرى. في الجولة السابقة في «إقامة مكتب» في 7/5/2021 هدد نتنياهو بن غفير: «اذا لم تترك الشيخ جراح فسيطلقون الصواريخ على القدس». بعد ثلاثة أيام من ذلك أطلقت الصواريخ على القدس. وامس، لشدة وقاحته قال نتنياهو ان «هذا ليس الشيخ جراح، هذا القدس». لا توجد حدود للازدواجية. «حماس» مذنبة بالعنف، ليس بن غفير. لكن مرة واحدة بن غفير سبق ان سكب الزيت على شعلة المواجهة. لا حاجة لمرة أخرى.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى