ترجمات عبرية

يديعوت: الليلة الطيبة

يديعوت 15/4/2024، ناحوم برنياع: الليلة الطيبة

أوري لوبراني، الذي توفي قبل ست سنوات كان في السبعينيات من القرن الماضي سفير إسرائيل في ايران. كان موظف دولة فريد من نوعه: جريء، ابداعي، رأس كبير.  بعد سنوات من سيطرة الخمينيين على الدولة ادعى لوبراني، وعاد وادعى، بانهم اذا ما اعطوه 20 – 30، 40 مليون دولار – فانه سيحدث ثورة في ايران. فالاشخاص الصحيحون ينتظرون الإشارة الصحيحة. المعجزة كادت تحصل بضع مرات، في المظاهرات الجماهيرية، لكن لا. في هذه الاثناء أصبحت ايران قوة عظمى إرهاب على شفا النووي، شريكا كبيرا لروسيا والصين، شوكة في حلق الغرب وتهديدا وجوديا على إسرائيل. 

أمس جاءت البشائر الطيبة الليلة بين السبت والأحد كانت افضل الليالي منذ 7 أكتوبر. في الواقع، الليلة الطيبة الأولى. حصل فيها ما كان ينبغي ان يحصل في صباح 7 أكتوبر، ولم يحصل: منظومة عسكرية يقظة، مهنية، خبيرة، انتظرت العدو في المكان الصحيح وفي الزمان الصحيح. الاستخبارات قرأت خريطة المعركة مسبقا، بدقة مبهرة. للحظة اعتقدت انه لعل هناك احد ما في طهران خاف من نجاح كبير جدا لقواته وقرر تحذير الأمريكيين مسبقا.

كل شيء في هذه الليلة مر مثلما في لعبة حاسوب، مثلما في فيلم علم خيالي: بالضغط على الازرار، بدون دم وبدون عرق. حرب مثالية.

ومع ذلك مقلق السؤال: كيف يحصل ان جيشا فشل بشكل لا يغتفر في 7 أكتوبر يبدع في ضرب العدو بعد ستة اشهر من ذلك، كيف وقعنا وكيف نهضنا؟ يمكنني أن افكر بعدة طرق تفسر التحول. احدهما ليس مثنيا على نحو خاص، يقول ان الجيش الإسرائيلي ليس مبنيا للمفاجآت. اعطيه بضعة أيام لاستعدادات مرتبة، حسب الكتاب، وهو يهرع الى المعركة في ذروة قوته. اما المفاجآت، فليست في مدرستنا.

الاستنتاج: النجاح في ليلة المسيرات لا يمكنه أن يبدد انطباع ضربة أكتوبر ولا الأسئلة الصعبة التي تثيرها. بمفهوم معين فانها تفاقمها. 

يمكن ان نخمن ما الذي شعر به امس يحيى السنوار في خندقه. من جهة خابت، مؤقتة على الأقل آماله في حرب إقليمية منقذة، حرب جوج وماجوج؛ من جهة أخرى، هو مزود بتندرات مدنية ودراجات، يحقق نصرا اكبر على اليهود، بينما ايران العظمى المسلحة بأفضل الصواريخ والمُسيرات تهاجم اليهود وتُهزم. “الله معي، فقط معي”، يقول لنفسه السنوار. 

***

المنتصر الأكبر في هذه الليلة هو جو بايدن. فقد اصطاد عصفورين بضربة واحدة: أولا، اثبت للناخبين، لترامب، وربما لنفسه أيضا بان الولايات المتحدة بقيادته هي القوة العسكرية السائدة في الشرق الأوسط. توجد لها قدرات وهي لا تتردد في استخدامها ضد الأشرار، دون المس بالابرياء؛ ثانيا، أوضح للاسرائيليين بان ليس لهم ما يعتمدون عليه غير العم جو واذرع جيشه. نحن لا نعرف في هذه اللحظة كم مُسيرة وصاروخا اعترضوا من الجو وكم من الأرض ومن البحر. كم من قبل إسرائيل وكم من قبل الأمريكيين ودول أخرى. الشركاء في العملية فضلوا طمس المعطيات.

لكن الحقائق واضحة: قاتل هنا تحالف تصبح اسرئيل شريكا مركزيا فيه. هذا حدث تاريخي. لأول مرة تشارك دول عربية في حرب في المنطقة، في مصلحة مشتركة مع إسرائيل، من اجل إسرائيل. بايدن جسد للاسرائيليين ما هو المعنى الاستراتيجي للتطبيع الذي يقترحه مع السعودية. أوضح أيضا بان المفتاح لعملية ذات مغزى ضد ايران توجد في البيت الأبيض. إسرائيل يمكنها أن تلذع ايران. هي لا يمكنها أن تهاجمها، ان تصدها، ان تردعها، الا بمباركة الإدارة في واشنطن. بايدن أوضح ما يمكنه وكذا ما يمكن ان يمنعه. هذا ليس قليلا لليلة واحدة، من رئيس ابن 81 ونصف. 

الـ MEAD، التوافق الشرق الاوسطي للدفاع الجوي الذي يتباهى به الجميع منذ يوم امس، بادر اليه في الجانب الإسرائيلي واحد، هو نفتالي بينيت. في تموز 2021 بينيت كان رئيس الوزراء. توصل الى تفاهم مع البيت الأبيض في زيارته هناك، في آب. بيني غانتس أضاف وطور. الامريكيون قاموا باساس العمل. 

أمس انعقد كابينت الحرب للبحث في الرد على الهجوم الإيراني. في مثل هذا البحث يميل المشاركون للتركيز على مسألة ماذا يريدون. هم يريدون ما يريده معظم الإسرائيليين: استغلال الفرصة لتصفية المشروع النووي الإيراني. وهكذا يزال التهديد الأكبر على أمن إسرائيل. 

لكن ليس هذا هو السؤال. يسبقه سؤال آخر. ماذا نحن يمكننا. انا لا اعرف اذا كان يوجد طريق عسكري لتصفية النووي. المؤكد هو انه لا يوجد طريق لعمل هذا بدون تنسيق مع الأمريكيين. الفيتو الأمريكي حاد وواضح: ليس لهم في هذه اللحظة مصلحة في حرب واسعة مع ايران ويوجد لهم شك مسنود بان حكومة إسرائيل تسعى لجرهم الى هناك. يوجد فيتو ويوجد فيتو: في رفح إسرائيل يمكنها أن تعمل رغم الفيتو الأمريكي وتخشى من عمل ذلك؛ اما حيال ايران فهي ببساطة لا يمكنها. 

الخطاب عما يريدونه مخصص للبروتوكول. الخطاب عما يمكنهم ان يفعلوه يؤدي الى التنفيذ. شيء ما يجب أن يفعل، مؤلم للايرانيين لكن اقل. ويتعين على الحكومة أن تحسم أخيرا في غزة. لا مفر. 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى