ترجمات عبرية

يديعوت: العملية العسكرية في جنين: الخطة والأهداف

يديعوت 2023-07-04، بقلم: رون بن يشاي: العملية العسكرية في جنين: الخطة والأهداف

جرى التخطيط للعملية التي بدأها الجيش الإسرائيلي، ليلة أمس، في مخيم اللاجئين في جنين، والإعداد لها استخباراتياً خلال عام، بهدف توجيه ضربة إلى كبار المسؤولين في “كتيبة جنين”، وإلى مركز عملياتهم، تشبه الضربة التي وُجِّهت في نابلس ضد “عرين الأسود”. العملية المحدودة من المفترض أن تستمر وفق الحاجة، وبحسب الإنجازات التي ستتحقق. الفارق بينها وبين العملية في نابلس هو أنه كان هناك مركز واحد مهم في القصبة في نابلس. في جنين، هناك عدة مراكز – “حماس” و”الجهاد الإسلامي” و”فتح” – بالإضافة إلى مراكز هامشية.

الصعوبة الأساسية في هذه الأثناء هي في أن “المقاومين” يختبئون ولا يخرجون لمواجهة قواتنا. لذا، لا توجد مقاومة حتى الآن. في بداية العملية، كشف الجيش عن جزء كبير من العبوات التي جرى إعدادها مسبقاً، بينما كان “المقاومون” لا يزالون مختبئين؛ لأنهم يدركون أن الجيش سيشتبك معهم فور خروجهم من مخابئهم. الجزء الأصعب من العملية متوقَّع بعد ساعات، عندما يحاول “المقاومون” الهرب من المخيم، أو الدخول في مواجهة مع القوات الإسرائيلية.

طريقة عمل الجيش

عملياً، يتحرك الجيش الإسرائيلي وفق أسلوب “الاستفزاز والرد” من أجل جرّ أكبر عدد من المسلحين إلى الدخول في مواجهة معه، أو الاستسلام. وتفضي الخطة إلى عدم السماح بطرق للهرب ومنع تمركُز المسلحين في مكان آخر في الضفة الغربية.

كان الهدف جمع أفضل المعلومات الاستخباراتية واستغلال فرصة عملانية تجمع العناصر التالية: استعداد “المقاومون”، ووجود وسائل قتالية وعبوات في القيادة المركزية جرى كشفها منذ وقت، لكن من المرجح أن الجيش كان يريد التأكد من وجود مسؤولين كبار من كتيبة جنين، في ظل ظروف طقس ملائمة تسمح باستخدام دقيق للوسائل الجوية دون المسّ بغير المتورطين، واستخدام حجم كبير من القوات الخاصة في الضفة الغربية – لواء من الكوماندوس، وكتائب استطلاعية من لواء المظليين، وغولاني وناحل، التي يمكنها القيام بهذا النوع من العمليات، وليس في جنين فقط.

أُقرّ مخطط العملية قبل أسبوعين، وعندما نضجت الظروف، توجهت المؤسسة الأمنية إلى رئيس الحكومة وطلبت منه الموافقة، وعرضت عليه خطة العملية – وفي النقاش الذي جرى، مؤخراً، أُعطيت الموافقة النهائية. ورأى “الشاباك” والاستخبارات العسكرية أن الفرصة أصبحت سانحة، وأكدا عدم ارتكاب مذبحة بحق سكان المخيم، وحصلا على الموافقة وبدآ بالعملية.

اتُّخذ القرار النهائي بالقيام بالعملية بعد تفجير عبوة ناسفة بمركبة “النمر” قبل أسبوعين، وإطلاق الصواريخ من جنين. وبعد أن اتضح أن إيران تمضي قدماً في مساعيها لتحويل جنين إلى غزة. واتُّخذ قرار موعد العملية على الرغم من معرفة رئيس الحكومة ومحيطه بأن الجمهور سيدّعي أن هذا الموعد قُرِّر لتحويل الاهتمام عن يوم التعطيل المقرر، اليوم (أمس)، في الاحتجاج ضد الانقلاب القضائي. وعلى الرغم من ذلك، فإنه تم اتخاذ قرار المضي بتنفيذ العملية بسبب الظروف التي فصّلناها سابقاً.

استعد “المقاومون” منذ وقت طويل لعملية للجيش في المخيم. وأعدّوا العوائق الحديدية وعوائق أُخرى على الطرقات، ودفنوا عبوات ناسفة كبيرة على الطرقات التي قدّروا أن القوات ستمرّ بمركباتها المدرعة عليها.

مكوّن آخر في خطة مقاومة المسلحين هو منظومة الإنذار والرصد ورسائل المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي لدى ملاحظتهم تحركاً لقوات الجيش الإسرائيلي بالقرب من معبر الجلمة، ومن المخيم.

التسريبات والخداع

هناك نقطة مهمة هي أن خبر العملية تسرّب، وفكروا في إلغائها. فقد علِم بها صحافيون فلسطينيون قبل عدة أيام. لكن نُضج الظروف هو الذي دفع نحو قرار القيام بها على الرغم من ذلك. خلال الليل، لاحظ “المقاومون” حركة كبيرة للقوات على المعبر، بالإضافة إلى تسرُّب خبر العملية، وهو ما أدى إلى أنهم لم يُفاجؤوا أبداً. لكنهم أخطؤوا عندما اعتقدوا أن العملية ستبدأ بعد وصول الآليات المدرعة؛ لأن الضربة الأولى المفاجئة وُجّهت من الجو.

حالياً، تتحرك قوات كبيرة من الجيش بحجم لواء، قرابة ألف جندي، ولم تُستخدم الدبابات في العملية، والنيران الكثيفة توجَّه من الجو، توخياً للدقة والقدرة على مراقبة الحركة في داخل المخيم ومنع هرب المسلحين من المكان الذي يختبئون فيه. وتُستخدم المسيّرات بصورة أساسية لجمع المعلومات الاستخباراتية لمنع تحرُّك “المقاومون” في داخل المخيم.

وتتجنب القوات البرية التحرك في داخل أزقة المخيم بأعداد كبيرة. وهي تتمركز على مداخله، وتتحرك بسرعة كبيرة نحو مراكز معروفة للمسلحين. ولقد انتهت هذه المرحلة، الآن، وانتقلت القوات إلى جمع المعلومات الاستخباراتية واستخدامها لمواصلة مهاجمة “المقاومون” في مراكزهم. وعندما تُستنفد هذه المرحلة، ستخرج القوات، لكن الجيش يقول، إنها لن تكون العملية الوحيدة في جنين، وعند الحاجة سيدخل الجيش مجدداً، المرة تلو الأُخرى، مستخدماً أساليب عمل أُخرى تتناسب مع المعلومات الاستخباراتية.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى