ترجمات عبرية

يديعوت: السعودية تنقذ الديمقراطية الإسرائيلية

يديعوت 2023-09-05، بقلم: بن – درور يميني: السعودية تنقذ الديمقراطية الإسرائيلية

السعودية هي درة التاج. ليس واضحاً إذا ما كان اتفاق السلام معها على الأبواب، لكن من الواضح تماماً أن شيئاً ما يحصل هناك، وأن ثمة حلاً وسطاً في مجال التشريع يأتي لخدمة المسار السعودي. تتحقق الخطوات الأولى منذ الآن. وهذه ليست فقط السماء المفتوحة التي منحت لإسرائيل دون أن تكون ثمة حاجة للإعلان عن تقدم ما في المسار الفلسطيني. كما أن هذه اللقاءات تجري منذ الآن على مستويات مختلفة، وسيكون هناك تقرير بعد بضعة أيام عن واحد منها.

إن التطبيع مع السعودية هو أيضاً حبل النزول عن الشجرة للجهات المعتدلة في الائتلاف. صحيح أن هذا هو الائتلاف الأكثر ظلامية في تاريخ الدولة، لكن ليس كل أعضاء الائتلاف ينتمون إلى الجناح الظلامي. يحتمل أن تكون قوة المعتدلين هزيلة. فنحن نتعرف أساساً على تصريحات تبعث على الرعب يطلقها دافيد إمسلم، وإسحق فيندروس، وتالي غوتليف، وعلى مبادرات للمسّ بالإعلام من إنتاج شلومو كرعي. لكن توجد أيضاً أصوات أخرى.

رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، كان يفترض أن يكون الراشد المسؤول. نعم للإصلاح. لكن ليس للإصلاح الذي تصدره ياريف ليفين وسمحا روتمان والذي تسبب بإبادة قيمة ذاتية غير مسبوقة. يبدو أن يد المتطرفين حتى الآن على الأقل كانت هي العليا. في الدقائق الأخيرة قبل التصويت على تفجير علة المعقولية عارضوا كل تغيير حتى أكثرها خفة، رغم استجداءات يوآف غالانت، الذي حذر وعن حق من المسّ بالأمن. نعم، ياريف ليفين وإيتمار بن غفير سحقا كل القيادة الأمنية التي حذرت من المسّ بالأمن بسبب ظاهرة “وقف التطوع” التي أخذت في الاتساع.

والآن تدخل السعودية إلى خارطة الإجراءات والمصالح. فلأجل تحقيق التطبيع معها ستكون ثمة حاجة إلى حل وسط في الموضوع القضائي. الحل الوسط الذي لعله، فقط لعله، يتبلور في مقر الرئيس هو ليس نتاج صحوة من جانب نتنياهو. ولا من جانب الاحتجاج. إنه السعودية أيضاً. فهي ستخدم الاحتجاج بوقف التشريع، وهذا ليس لأن محمد بن سلمان يبدي اهتماماً بلجنة انتخاب القضاة. لكن الإدارة الأميركية معنية. من ناحيتها هذه صفقة رزمة ستخدم كل المشاركين. أولاً، جو بايدن بحاجة لإنجاز مهم قبيل السباق إلى البيت الأبيض. ولا يدور الحديث فقط عن إنجاز رسمي بل أيضاً عن إنجاز اقتصادي. فالاتفاق بين واشنطن والرياض سيؤثر على أسعار الطاقة. ثانياً، لغرض تمرير الاتفاق في الكونغرس يحتاج الرئيس الأميركي لتأييد بعض الجمهوريين. فمن يمكنه أن يوفرهم؟ نتنياهو هو الذي يفترض أن يبيعهم الاتفاق المتبلور إذا ما تبلور حقاً، مع السعودية. ثالثاً، التطبيع مع السعودية سيؤدي في واقع الأمر إلى إنهاء النزاع مع الدول العربية. صحيح أن الجزائر وليبيا لن تكونا جزءاً من رزمة السلام لكن السعودية هي زعيمة العالم العربي.

الربح الأكبر بالطبع سيكون لنتنياهو. فها هو الرجل الذي وقّع على اتفاقات إبراهيم سيكمل الرزمة مع السعودية. ينبغي الاعتراف بأنه هنا وهناك توجد منذ الآن أصوات تخوف، من جهة اليسار بالذات. فقد سمعنا هذه الأصوات حتى في أيام ما بعد الإعلان عن اتفاقات إبراهيم. فعلامَ الحماسة؟ سألوا في حينه. فهذه ليست أنظمة ديمقراطية. أولئك هم الأشخاص أنفسهم المستعدون لأن يدفعوا تقريباً كل ثمن مقابل اتفاق مع الفلسطينيين الذين يوجدون بعيداً في الخلف في جدول الديمقراطية.

التخوف هو بسبب أن الحديث يدور عن نتنياهو. هذا تخوف سخيف ومناكف. صحيح أن مثل هذا الاتفاق سيعزز مكانة زعيم “الليكود”. فماذا في ذلك؟ لئن كان بفضل التطبيع مع السعودية سيتوقف التشريع التعسفي فينبغي بالتالي الترحيب بذلك، وإذا ما كان سيتحقق السلام مع السعودية فبالتأكيد يتوجب الترحيب بذلك. وإذا ما تحسنت العلاقات مع الولايات المتحدة، عندها سيكون ثمة سبب آخر للترحيب.

لكن ماذا مع الفلسطينيين؟ هذا هو السؤال الدائم. هم سيبقون في الساحة الخلفية، أساساً لأن قيادتهم الحالية مثل سابقاتها ارتكبت كل الأخطاء الممكنة. وقد قالت لا دوماً. سيتضمن الاتفاق مع السعودية على أي حال شروطاً معينة أيضاً في السياق الفلسطيني. من السابق لأوانه أن نعرف ماذا ستتضمن الرزمة. حسب أحد التقارير يدور الحديث أيضاً عن نقل جزء من مناطق (ج) إلى السيطرة الفلسطينية. هذا ليس شيئاً ينبغي أن يفزع إسرائيل. فإذا كان هذا أحد الشروط، فإن الحديث يدور عن أرض كان يفترض بها على أي حال أن تنتقل إلى الفلسطينيين حسب رؤيا القرن لدونالد ترامب. وإذا ما تضمن الاتفاق وقفاً أو إبطاء للبناء في “المناطق” فهذا سيكون سبباً آخر للترحيب. إذا لم نكن قادرين على أن نوقف الاندفاع إلى واقع ثنائي القومية فلعل الأميركيين يساعدوننا في النزول عن الحصان.

لا توجد حتى الآن تفاصيل عن الحل الوسط المتبلور. لكن أيهود باراك وموشيه يعالون أعلنا منذ الآن أنهما ضد. بالضبط مثل بن غفير وسموتريتش اللذين سيعارضان أيضاً الاتفاق مع السعودية، على افتراض انه سيتضمن شروطاً معينة في السياق الفلسطيني. وإذا ما انسحبا من الائتلاف فسيكون هذا تطوراً آخر جديراً بالترحيب. السؤال الكبير سيكون هل ستمنح أحزاب المعارضة نتنياهو حبل النجاة؟ رغم كل التصريحات التي أطلقت حتى اليوم ضد كل فكرة تعاون مع نتنياهو، فلا يدور الحديث عنه. يدور الحديث عن مصالح قومية. على المعارضة، أو قسم منها، أن تفعل ما هو جيد للدولة، حتى لو كان هذا جيداً لنتنياهو.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى