ترجمات عبرية

يديعوت: الحملة العسكرية في جنين تُضعف السلطة الفلسطينية وتعزّز حماس

يديعوت 2023-07-07، بقلم: عوفر شيلحالحملة العسكرية في جنين تُضعف السلطة الفلسطينية وتعزّز حماس

حققت حملة الجيش الإسرائيلي في جنين نجاحاً في جوانبها التكتيكية – العملياتية، لكن يجدر بنا ألا نتباهى بذلك: فالعدو الذي هرب من مخيم اللاجئين لم يكن يشبه أي قوة قتالية؛ في غزة أو في لبنان. المشكلة التي بسببها كانت الحملة لم تكن جودة أو قوة التنظيمات هناك، بل الحرية المطلقة التي تمتعوا بها، والتي جعلت من الصعب جدا تنفيذ أعمال الإحباط التي تقوم بها قوات الأمن.

كان هذا هو هدف الحملة، المحدود والتكتيكي – استعادة حرية أعمال الإحباط التي يقوم بها الجيش و”الشاباك”. في الأشهر الأخيرة اضطرت الوحدات، التي جاءت لتنفيذ اعتقالات أو إحباط مخططات لعمليات، أن تفعل هذا في ساعات النهار أو بقوة كبيرة على نحو خاص، لأن “العصابات” نجحت في خلق دائرة حراسة من الكاميرات والتجهيزات الأخرى التي أعطتهم إخطاراً كافياً بالاجتياحات الليلية، ودائرة مادية من العبوات مثل تلك التي صعدت عليها مركبة بانتر العسكرية قبل نحو أسبوعين. للأعمال الكبرى وفي وضح النهار يوجد ثمن ليس فقط في التورط المحتمل للقوة بل أيضا للإصابات في الطرف الآخر، ما من شأنه أن يشعل النار في أماكن أخرى في “المناطق”، بل أن يجر إلى تورط في جبهات أخرى.

إن العملية العسكرية الإسرائيلية – قوية، ومع ذلك محدودة باستيضاح الأهداف والميدان – أعادت جزءا من الوضع المادي إلى سابق عهده، وبثت رسالة بأن إسرائيل لن تسمح لـلتنظيمات أن تتطور.

رغم الألم لسقوط مقاتل أغوز دافيد يهودا إسحق، هناك انطباع بأن مستوى التنفيذ كان جيدا. كل ما تبقى هو خطاب حماسي لبعض وزراء الحكومة الحالية، من خلال التطلع الخالد وعديم المنفعة لـ “القضاء على التنظيمات” وجر كل موضوع، بما فيه الموضوع الأمني – الموضعي، مثل حرية العمل في مخيم اللاجئين إلى مستنقع سياسة الهويات في إسرائيل.

الشاشة المنقسمة، الاثنين الماضي، كان في أحد جانبيها صور جنين وفي الجانب الثاني المتظاهرون الذين يشتبكون مع الشرطة في احتجاج عاصف في مطار بن غوريون، شهدت على المكان المتعذر الذي جلبت إليه الحكومة الحالية قادة الجيش: من جهة الحاجة للقيام بالعمل المتوازن وإحباط “العمليات” دون إشعال مواجهة كبرى، بينما في الخلفية يطالب وزراء متحمسون بمزيد من “الإنجازات” عديمة المعنى؛ ومن جهة أخرى هناك رجال الاحتياط الذين يقولون إن كل شيء تفعله الحكومة، بما في ذلك الخروج إلى حملة، يستهدف صرف الانتباه عن الانقلاب القضائي. سيتفاقم هذا الوضع فقط في أشهر الخريف والشتاء، حين يكون في مركز الجدال قانون التجنيد.

أكثر من أي شيء آخر تجسد الحملة في جنين فقط نتائج السياسة المقصودة لكل حكومات إسرائيل في السنوات الأخيرة: إضعاف السلطة الفلسطينية وتعزيز “حماس”. بالنسبة لنتنياهو، سموتريتش، وشركائه هذه خطوة مقصودة هدفها تصفية إمكانية تسوية سياسية. آخرون اتخذوا هذه السياسة ليحققوا هدوءا مؤقتا في قطاع غزة. وبالمناسبة، تخرج “حماس” معززة من الحدث الحالي أيضا، وتخرج إسرائيل (مثلما “بزوغ الفجر” و”درع ورمح”) عن صوابها كي تبث لها كم هي معنية بالمواجهة معها.

لا يوجد فراغ في العالم: سلطة ضعيفة معناها فوضى في الضفة الغربية، وتدخل إليها التنظيمات برعاية إيران، وتخلق تنظيمات مثل تلك التي في جنين. وبينما تتجه الحملات العسكرية الإسرائيلية في كل مرة تجاه الأعداء الأضعف لها – “الجهاد الإسلامي” في غزة أو “العصابات” في جنين – فإن الأعداء الأخطر يتعززون. يجمعون الثقة بالنفس وبالأساس يبثون لأبناء شعبهم أن الطريق الوحيد لنيل شيء ما من إسرائيل هو بالمقاومة وبالقوة.

لا يمكن أن نتوقع من الحكومة الحالية، التي جوهرها تخليد حكم إسرائيل في “المناطق” وتصفية إمكانية التسوية، أن تعمل كي تعزز الشريك المحتمل في رام الله. لهذه السياسة، التي ستكون آثارها على صورة ومكانة إسرائيل تاريخية، لا توجد أيضا معارضة حقيقية في السياسة الإسرائيلية، أو في الاحتجاج ضد التشريع، الذي يحذر لدرجة العنف من كل تماثل مع معارضة الاحتلال، لا سمح الله. لكن حتى من يريد أن يتحدث عن الأمن “الصافي” وكأنه يوجد مثل هذا الأمر حقا، ينبغي له أن يعترف بمعاني سياسة إسرائيل: سلطة ضعيفة هي تنظيمات قوية، يخلق في هذه المرحلة محميات مثلما في جنين تحتاج سلاح الجو وأفضل ألوية الجيش كي تتصدى لها، وفي المرحلة التالية قد تصدر عمليات قاسية واشتعال كبير.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى