ترجمات عبرية

يديعوت: الاحتجاج يفتقد الحقد والغيرة والرغبة في الانتقام

يديعوت 14-8-2023، بقلم امنون ليفي: الاحتجاج يفتقد الحقد والغيرة والرغبة في الانتقام

جذر الشر الذي نعيشه يتمثل في الاحتلال، يقول غير قليل من الناس الطيبين حولي. فالاحتلال الطويل لشعب آخر أفسدنا وتسبب بأزمة. لا شك أن الاحتلال ألحق أضراراً جسيمة في عشرات سنوات وجوده، لكن برأيي ليس هو محرك المصيبة التي تقع على المجتمع الإسرائيلي.

السبب هذه المرة عتيق وعميق أكثر بكثير. ما يحرك الشعب البسيط من مؤيدي الإصلاح هو الكراهية والغضب والحسد والرغبة الشديدة في الثأر لمن مس أهاليهم وأهانهم وأقصاهم ولم يعترف بالمسؤولية عن ذلك أبداً. فالمياه الجوفية بالأزمة التي تسحقنا هي الذكريات القاسية من معسكرات الحزاز (القرع) الرهيبة، من مهانة “المعبروت”، من الحياة عديمة الفرصة في بلدات الأطراف، من إحساس المواطنة من الدرجة الثانية.

قولوا، وبحق عظيم، لكن هذا كان منذ زمن بعيد. فالليكود يحكم في السنوات الأربعين الأخيرة، معظم الوقت وحده تقريباً. كيف يحتمل أن يكون الغضب هو ضد مَن حكم قبل 70 سنة وليس ضد من يحكم الآن، ولم يفعل الكثير لإصلاح التشويه؟

ليس لدي جواب جيد. الحقيقة هي أن اليمين الإسرائيلي بكونه تقليدياً ودينياً عرف كيف يتصل بشكل أفضل مع بلدات الأطراف الشرقية. لقد عرف بيغن كيف يعطي هذا الجمهور إحساساً بالانتماء. كان في هذا الكثير من الديماغوجية بالطبع، لكن كان فيه أيضاً ذرة حقيقة. أراد أن يرتبط بالشرقيين. في الخطاب الشهير دعاهم إخوتي، كان هذا في جزء منه تهكمياً وانتهازياً، لكن هل يمكنكم أن تروا غولدا أو أشكول أو دايان يصرخون مثله بشغف: “الأشكنازي، العراقي، يهود! إخوة!”. حتى لغرض سياسي تهكمي ما كانوا قادرين على أن يطلقوا نداء كهذا. فما بالك أن يقصدوه.

جذر الأزمة هو الفجوة الاجتماعية – الطائفية. وصحيح، أساس التمييز كان منذ زمن بعيد، لكن حتى اليوم الفجوة قائمة في الأجر، في التعليم العالي وفي فرص الحياة. هذه الفجوة التي ينفيها اليسار، يستغلها بشكل تهكمي يمينيون، مثل دودي إمسلم وغاليت ديستل وأفيشاي بن حاييم، وبيبيون آخرون. لقد وصف نتان إيشل كيف يسيطر الليكود بفضل هذه الكراهية. يستخدمها عن وعي. بينما يترك اليسار له الساحة فارغة.

وعليه، برأيي يخطئ الاحتجاج حين لا يتناول انعدام المساواة الاجتماعية – الطائفية. فضلاً عن ذلك، فإنه يرد هذه الرسالة. عندما صعدت إلى المنصة في التظاهرة في ريشون لتسيون نشيطة شرقية تأتي في كل أسبوع إلى الاحتجاج وتتماثل معه بكل قلبها، وحاولت الحديث عن العدالة الاجتماعية، هتفوا لها احتقاراً وأنزلوها عن المنصة. قادة الاحتجاج، مثل موشيه ديرمن وشيكما بارسلر، أناس رائعون برأيي، مستعدون لأن يضحوا بالكثير، بما في ذلك في المستوى الشخصي – كي ينقذوا الاحتجاج، لكن هذا الأمر المهم يمتنعون عن عمله. أن يرفعوا علم انعدام المساواة كأحد الأعلام المهمة للاحتجاج.

اليسار – الوسط غاضب على مجرد طرح الموضوع. فهو يرى في هذا لعب دور ضحية وعويلاً وعديم أساس. كان هذا ذات مرة وانتهى. فلماذا تشوش العقل الآن؟ لماذا مرة أخرى “اكلولي، شربولي”؟ الاحتجاج يتجاهل المياه العميقة للأزمة ويترك الساحة فارغة للمحرضين من اليمين. خسارة، من شأن هذا أن يكون تفويتاً لفرصة تاريخية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى