ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: لولا ترامب لكنا في هذه اللحظة في ذروة حرب جديدة

يديعوت احرونوت 21/7/2025، شيلي يحيموفيتش: لولا ترامب لكنا في هذه اللحظة في ذروة حرب جديدة

هذا نمط سلوك متكرر: الولايات المتحدة تعود لتلقي بثقل وزنها وتمنع إسرائيل عن تصعيد وتعميق القتال، هذه المرة في سوريا. صفقات إعادة المخطوفين حصلت فقط بعد اكراه امريكي؛ هكذا أيضا القطع الحاد للحرب مع ايران بجعلها حرب الـ 12 يوما، بدلا من حرب متواصلة تزرع عندنا مزيدا من الدمار والخراب. يبدو ان إسرائيل، أي نتنياهو، تسارع الى القاء نفسها، أي جنود الجيش الإسرائيلي الى كل مكان مليء بالمخاطر تشتعل فيه النار، ودوما دون بارقة هدف واحد او استراتيجية خروج ووقف القتال. الى أن يأمر ترامب نتنياهو بوقف النار وكبار في محيط ترامب يصفونه باوصاف حادة.

احداث سوريا الأخيرة هي مثال متطرف وبارز على نحو خاص. في ذروة محادثات برعاية أمريكية لاتفاق تطبيع مع سوريا، في الوقت الذي يدعم فيه ترامب الشرع عمليا وتصريحيا ويرفع عقوبات، وبدون استفزاز او تهديد من جانب سوريا – تهاجم إسرائيل قواعد سورية وتصل حتى دمشق. وكأنه تنقصنا حروب.

التعليلات تتغير بحدة. يوم ما السبب هو منع تهديد على إسرائيل قرب حدودها، وفي الغداة التهديد على إسرائيل كان وكأنه لم يكن، وهو يستبدل بالتزام لاخواننا الدروز “في ظل اعمال قوية”، على حد تعبير نتنياهو. حتى لو رغبنا في التصديق بان الهجمة على سوريا كانت من اجل الدروز، فباي شكل يخدم القصف في دمشق مثل هذا الهدف؟ في ذروة قناة حوار حية وتتنفس مع سوريا مشكوك أن تكون إسرائيل فعلت ما هو مفهوم من تلقاء ذاته: التوجه الى سوريا، مباشرة او من خلال الولايات المتحدة والمطالبة بدخول قوات النظام الى منطقة السويداء للدفاع عن الدروز، الامر الذي على أي حال حصل في النهاية لقناة دبلوماسية. نحن فضلنا، بشكل غير مفاجيء قصف مبنى هيئة الاركان السورية كي “ننقل رسالة الى الشرع”. نحذر من خطر تطبيع كما نحذر من النار.

على حقيقة ان الحرب في غزة، بكل اثمانها الرهيبة تتواصل عبثا انطلاقا من أغراض سياسية وائتلافية لنتنياهو – يبدو أنه بات يوجد منذ الان اجماع واسع جدا في الجمهور الإسرائيلي. فلا يمكن الا نأخذ الانطباع بان فتح المعركة في سوريا نبع هو أيضا من الدافع إياه حقا: الرغبة في الإبقاء كل الوقت على جبهات دامية. هذا يمنع العودة الى الحياة الطبيعية، هذا يحمس القاعدة، هذا ينتج إحساسا بالطواريء، هذا يؤجل المحاكمة ويساعد في جعلها مهزلة متواصلة، وفي حالة سوريا، هذا أيضا يرضي الدروز المصوتين لليكود.

ومرة أخرى تمتشق إعلانات تلتزم بالدروز وتصريحات عن “حلف الدم”. في خارج ميدان المعركة، هذه كليشيهات عليلة وتهكمية. طالما كان قانون القومية الذي سنته حكومة نتنياهو حي يرزق لا يمكن تصديقه وتصديق حكومته في أن ما يحركهم في الاعمال الزائدة الحربية في سوريا هو الخوف على مصير مواطني سوريا الدروز انطلاقا من التزام بالدروز في إسرائيل. لو كان هذا هو الدافع، لما كان سن قانون القومية العنصري الذي جعلهم، الى جانب كل العرب في إسرائيل، مواطنين من الدرجة الثانية. في هذه اللحظة هم بالتأكيد إخواننا بالدم والسلاح، لكن ليسوا إخواننا في الحياة المشتركة التي توجد فيها مساواة. هذا قانون ولد في خطيئة القومحية والعنصرية، لم يساهم في شيء، اهان وميز ضدهم، تسبب باستياء وغضب مبررين، ووصمنا بختم رسمي بالعنصرية.

معدلات البطالة في إسرائيل متدنية. لكن في أوساط الدروز يوجد 40 في المئة بطالة. ثلث الجمهور الدرزي يعنى به في مكاتب الرفاه الاجتماعي، السلطات المحلية الدرزية تنهار. وضعهم يشبه او ربما حتى أسوأ من عموم العرب في اسرائيل، مما يتحدى حتى الفكرة التقليدية (الإشكالية) بان الخدمة في الجيش تشكل بطاقة دخول الى الإسرائيلية. بشكل تقشعر له الابدان اسهل على نتنياهو الخروج الى حرب في سوريا، على ثمنها الدموي من أن يلغي على الأقل قانون القومية. لا يتبقى غير ان نشكر ترامب إذ بدونه كنا سنكون في هذه اللحظة في ذروة حرب جديدة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى