ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: شراء وقت للجيش بتخفيف الأزمة الإنسانية

يديعوت احرونوت ١-١١-٢٠٢٣، بقلم: نداف أيال: شراء وقت للجيش بتخفيف الأزمة الإنسانية

بعد ثلاثة أسابيع وثلاثة أيام، تلقت إسرائيل لأول مرة أنباء طيبة، طيبة حقاً. تنفس عميق واحد، حر، في قلب كابوس رافقنا جميعاً. فعملية تحرير النفر أوري مجيدش ليست انعطافة في الحرب أو تطوراً جغرافياً إستراتيجياً مهماً. أهميتها، أولاً وقبل كل شيء، إنسانية: إعادة مخطوفة إلى عائلتها. لكن ما يضاف إليها هو رمزية هائلة ترتبط بالجيش الإسرائيلي. بالثقة بها وبقدراته. في “7 أكتوبر” تعرض المجتمع الإسرائيلي لضربة شديدة. ليس فقط بسبب عدد المصابين، الفظائع التي أوقعتها وحدة الموت من “حماس”، والإخفاق الاستخباري. بسبب الإحساس أن الجيش الإسرائيلي لم ينجح – رغم القتال في غزة – بالوصول إلى البلدات المحاصرة والمحتلة، لمنع سقوط جنوده وللتشويش على أَسر المئات، معظمهم مدنيون. إن العملية اللامعة لإنقاذ مجندة واحدة من غزة جسدت أن الجيش الإسرائيلي الذي نتذكره ونعتمد عليه يوجد لنا، وأنه انتعش ويقوم بالعمل.

أما التداعيات من ناحية “حماس” فواضحة. إسرائيل لم تنجح في أن تبقي تحرير المجندة في السر. وكبديل، قدرت أن “حماس” على وعي به على أي حال بسبب عملية الإنقاذ. مهما يكن من أمر رأى قادة المنظمة الإرهابية الاحتفالات في إسرائيل، بعد بضع ساعات من إطلاقهم شريطاً مسجلاً ظهرت فيه ثلاث مخطوفات تستجدين تحريرهن. وبالتأكيد استنتجت “حماس” أن عليها من الآن فصاعداً أن تخفي المخطوفات والمخطوفين بشكل أفضل وقد تبقى لديها 238. كان من الصعب ألا نفكر، أول من أمس، بمئات العائلات التي شاهدت الفرح في بيت مجيدش بعيون دامعة، بعد ليال بلا نوم وهي تتوق لأن تحل عليها هي أيضاً هذه اللحظة. الرسالة من عملية الجيش الإسرائيلي يمكنها أن تساعد على دفع “حماس” إلى عقد صفقة. فهي تفهم أن إسرائيل تعمل في القطاع وأنها كفيلة بأن تفقد بعض أوراق المساومة لديها كنتيجة للمناورة البرية وفقد السيطرة الفعلية على بعض من المناطق. الصفقة الجزئية، تلك التي تتعلق بالنساء، الأطفال، وربما بالمواطنين الأجانب لم تشطب عن الطاولة، رغم أن عملية الوساطة “لم تنضج”، على حد تعبير مسؤول إسرائيلي كبير.

غطت التقارير الدراماتيكية، أول من أمس، قليلاً على صورة المعركة في القطاع نفسه. فالجيش الإسرائيلي يوجد في ذروة توسيع جوهري للمناورة البرية. وهو يعمل وفقاً لخطة مرتبة ويجتهد لأن يفهم الإعلام في إسرائيل وفي العالم أقل ما يكون عنها. فالجيش يتوقع مقاومة متزايدة من المخربين ومعارك قاسية، ويشدد على أن ما رأيناه حتى الآن هو البداية فقط.

وكي تصبح هذه البداية خطوة ذات مغزى، مطلوب لها الوقت. والوقت المطلوب للعملية العسكرية هو أشهر. هذا هو السبب الذي يجعل جهاز الأمن معنياً بتوسيع المساعدة الإنسانية لسكان قطاع غزة. فالجهات المهنية في إسرائيل تفهم أنه كي يتمكن الجيش من العمل على مدى الزمن ستكون حاجة إلى تثبيت نمط حياة ما اعتيادي في جنوب القطاع، حتى رفح. نمط في إطاره تكون هجمات محدودة للغاية للجيش الإسرائيلي في المنطقة، يتلقى فيها المرضى والجرحى من الشمال العلاج في المستشفيات التي تسمح بها مصر وإسرائيل، وأن تقام حلول سكنية لمئات آلاف الفلسطينيين، ما يمنع مصيبة إنسانية. فالشرعية تستحق الوقت، هذه هي الصيغة التي توصل إليها جهاز الأمن. وساهم الأميركيون بنصيبهم فيها. وحسب جهاز الأمن، فمن أجل أن تكون شرعية ويكون وقت للجيش للعمل هناك حاجة لإدخال الدواء، الغذاء والماء، آلية عالمية بقيادة مصر والولايات المتحدة. والمعنى هو تدويل عملي لجنوب قطاع غزة ونقل المسؤولية السلطوية من “حماس” إلى تنظيم دولي – بينما تقوم إسرائيل بإزالة حكم “حماس” من شمال القطاع ووسطه. بالتوازي، تبذل جهود عملياتية ودبلوماسية لإعادة أكبر قدر ممكن من المخطوفين وفي أقرب وقت ممكن.

كي تحصل هذه الأمور الطيبة، فإن الحكومة ملزمة بأن تتغلب على طبيعتها الضارة والمتطرفة. مثال جيد على ذلك هو وثيقة كتبت في وزارة الاستخبارات بقيادة غيلا جمليئيل و”سُربت”.. ورقة هي نتاج مجموعة هاذية تريد أن تعيد إقامة المستوطنات في شمال القطاع.

تعرض الوثيقة خطة محتملة لدحر الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، الموضوع الذي يشكل جريمة حرب ويؤدي إلى انتهاء اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر وانهيار الحلف الإقليمي المعتدل. أحد في إسرائيل لا يتعاطى مع الورقة واقتراحاتها بجدية. لكن في الأُسرة الدولية لا يفهمون أنه عندما يقال في إسرائيل “وزارة الاستخبارات”، فإن المقصود هو “هيا نجد وظيفة لنشيط من الليكود”. ما إن نشرت الوثيقة حتى وجدت صداها لدى كارهي إسرائيل كـ”خطة سرية” تكشف عن النية الحقيقية للحكومة. وكان خبراء في القانون الدولي في أرجاء العالم مطالبين بأن يعطوا الرأي في جرائم الحرب التي تخطط لها إسرائيل.

وكل ذلك بسبب ماذا؟ بسبب انعدام المسؤولية، التسييس. محاولة تسجيل بضع نقاط في اليمين المتطرف. هذا فقط مثال واحد. توجد الأحداث الفتاكة التي يوقعها فتيان التلال في الضفة الغربية. يوجد سموتريتش المصمم على سحق السلطة الفلسطينية التي بالكاد تصمد أمام الضغط على أي حال. يوجد من يحاول سكب البنزين على العلاقات اليهودية العربية في داخل إسرائيل ذاتها. نتنياهو – الأضعف سياسياً وشخصياً – يفترض أن يلجم الحملات الشعبية المجنونة على أنواعها. لكنه مشغول كما هو معروف، بمكانته الشخصية أساساً.

إن منع أخطاء غبية ومغرضة ضروري الآن جداً. كي يتمكن المجتمع الإسرائيلي وأساساً الجيش الإسرائيلي من تركيز قوته على هزيمة “حماس”. إن إمكانية التدهور إلى حرب في الشمال وحرب إقليمية لم تضعف في الأسبوع. كانت لنا لحظة من النور، أول من أمس، لكن لا يزال هناك الكثير من الظلام الذي يتوجب طرده.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى