ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت – المال سيأتي، المشكلة ستبقى ..!!

يديعوت– بقلم  عوفر شيلح- 23/9/2021

” طالما نحن نأخذ الصدقات من امريكا، ونقيم عليها الدفاع الفاعل عن مواطني اسرائيل ومعظم العناصر الاساسية التي نشتريها، يجدر بنا أن نكون منصتين جدا لما يحصل في الكونغرس. ففي وقت ما حتى ذريعة بيبي ايضا ستنتهي”.

ينبغي الافتراض بان في نهاية المطاف ستجاز  في الكونغرس الامريكي علاوة المساعدة لاسرائيل  لتمويل صواريخ الاعتراض للقبة الحديدية، والمليار دولار الموعودة ستصل بالفعل. ولكن من ينهي هذه القضية تحت عنوان “المتطرفين في الحزب الديمقراطي يستعرضون العضلات”، او “هذه بقايا أضرار نتنياهو”،  كما جاء في بيان مكتب وزير الخارجية يئير لبيد، يجعل الحياة لنفسه سهلة. 

نتنياهو بالفعل الحق اضرارا جسيما بعلاقات اسرائيل مع الساحة السياسية الامريكية، المشلولة منذ زمن بعيد باستقطاب سام. لقد تباهت اسرائيل لسنوات في انها موضوع وطني عام بمعنى انها تنال التأييد من جانبي الخريطة السياسية في امريكا. ولكن منذ اكثر من عقد لم يعد مثل هذا الامر، موضوعا وطنيا عاما. واذا ما وصلنا الى أن تكون الادارة مشلولة بغياب اجماع على الميزانية،  او ان القناع على الوجه اصبح موضوعا لانشقاق سياسي فما بالك ان تكون اسرائيل هكذا. 

في داخل هذا المعمعان سار نتنياهو بقدم فظة تنتعل نعالا بلون متحيز على نحو متطرف للحزب الجمهوري. لم يبدأ هذا في خطابه في الكونغرس في موضوع ايران. يمكن أن نسجل الوليمة الاحتفالية التي عقدها للمرشح الجمهوري ميت روماني في 2012، ناهيك عن شلدون ادلسون الرجل الذي تبرع اكثر من الاخرين معا للمرشحين الذين عارضوا اوباما، كان السيد المعلن لبيبي. 

الخطاب ذاته اعتبر كتدخل غير مقبول لرئيس دولة صديقة تتمتع بمساعدة مالية ثابتة تفوق كل ما تحوله الولايات المتحدة لكل باقي دول العالم في موضوع مركزي في السياسة الخارجية الامريكية. وهكذا يكون نتنياهو الحق ضررا شديدا بعلاقات اسرائيل مع الحزب الديمقراطي وليس اقل من هذا مع يهود الولايات المتحدة الذين يؤيدون بمعظمهم الديمقراطية. 

ولكن كما أسلفنا هذا حقا ليس فقط بيبي، وحقا ليس فقط ما يسمى “الجناح التقدمي” في الحزب الديمقراطي، الذي سهل ومريح لنا أن نتهمه بكراهية اسرائيل. قبل الانتخابات الاخيرة في الولايات المتحدة طلبت مني منظمة يهودية بارزة اجراء محادثة زوم مع مئات من المندوبين الديمقراطيين، بمن فيهم اعضاء كونغرس من التيار المركزي للحزب. وكانت في الاجواء مسألة ضم مناطق  في يهودا والسامرة وكان في اوساط الديمقراطيين نقاش يقظ اذا كان ينبغي ان يظهر في برنامج الحزب السياسي  ربط الضم بسحب اموال المساعدة العسكرية التي تتلقاها اسرائيل. هذا لم يحصل – لا الربط، وشكرا للرب ولجارد كوشنير ولا الضم ايضا – ولكن هذا مثال على أن الحديث يدور عن شيء ما اكثر اتساعا بكثير، لا  يتغير حتى عندما يستقبل رئيس الوزراء الحالي بود في البيت الابيض. 

في  اوساط دوائر واسعة من الحزب الحاكم الحالي في الولايات المتحدة، وليس اقل من هذا في اوساط قسم  غير صغير من يهود الولايات المتحدة واساسا الجيل الشاب فيهم، لم تعد اسرائيل منذ زمن بعيد تتماثل مع الشعب الصغير، الشجاع والمحوط بالاعداء، الذي يقيم الديمقراطية الوحيدة في  الشرق الاوسط. بنظرهم اسرائيل هي الدولة الغربية الوحيدة التي تبقي شعبا كاملا تحت  الاحتلال وهي تفعل ذلك بينما تغذى بنحو 4 مليار دولار من اموال دافع الضرائب الامريكي. بالنسبة لهم، فان  المسافة بين “Black lives matter” وبين “Palestinian lives matter” اقصر  بكثير مما نحن مستعدون بان نعترف به.

ليس لادارة بايدن اهتمام كبير في الشرق  الاوسط مثلما فهم ايضا من خطاب الرئيس الامريكي في الامم  المتحدة. ولكن الحكومة الحالية التي قامت على اساس التوافق على الا تعمل شيئا في الموضوع الفلسطيني، ينبغي لها أن تعرف انه “حسنا، ولكننا على الاقل نحن لسنا بيبي” لا تكفي.لا للمواضيع الداخلية عندنا،  ولا تجاه امريكا ايضا. 

والمساعدة نفسها؟ ذات يوم سيتعين علينا ان نبحث  مع أنفسنا لماذا ينبغي لدولة مع انتاج بمقدار تريليون ونصف شيكل  في  السنة وميزانية أمن باكثر من 80 مليار شيكل ان تواصل تلقي  صدقة من خلف البحر. طالما نحن نأخذها،  ونقيم عليها الدفاع الفاعل عن مواطني اسرائيل ومعظم العناصر الاساسية التي نشتريها، يجدر بنا أن نكون منصتين جدا لما يحصل في الكونغرس. ففي وقت ما حتى ذريعة بيبي ايضا ستنتهي. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى