ترجمات عبرية

يديعوت: أقـــل مــــن النصـــر المُطـلــق بقلـيـل

يديعوت 22-3-2024، بقلم: غيورا آيلند: أقـــل مــــن النصـــر المُطـلــق بقلـيـل

الفجوات بين إسرائيل وحماس في موضوع صفقة المخطوفين واسعة جداً. ولا يدور الحديث فقط عن تكتيك للمفاوضات بل على ما يبدو عن غياب ضغط على السنوار. فالضغط العسكري عليه قل جداً في الأسابيع الأخيرة، بينما في موضوعين آخرين – إدخال المساعدات الإنسانية ومسألة العملية العسكرية في رفح، يقوم الآخرون بالعمل نيابة عنه وان كان هو ليس ولياً. في هذين الموضوعين تلوي الولايات المتحدة ذراع إسرائيل، وحماس هي الرابحة الأكبر.

اكثر من هذا، فإن كل دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة تؤيد موقف حماس بشأن إزالة البتر عن غزة، انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي وإعطاء إمكانية لسكان مدينة غزة للعودة الى مدينتهم. إسرائيل توجد في عزلة ليست لامعة على الاطلاق، ولا يزال، رغم الضغوط، محظور الموافقة على كل طلب لحماس حول الصفقة التي على جدول الأعمال، وان كان لاعتبار انه اذا ما استجبنا، حتى وان اعيد في اطار هذه الصفقة نحو 40 مخطوفاً، فإننا سنفقد كل الأوراق التي في أيدينا ولن نتمكن لاحقاً من ضمان إعادة باقي المخطوفين.

فضلاً عن هذا، صحيح حتى اليوم نحن لا نزال نمسك بالورقة الأساس وهي المفتاح لانهاء الحرب، الامر الذي يتوق له كل العالم، من حماس عبر حزب الله وحتى الرئيس الأميركي. اذا لم تخرج صفقة المخطوفين التي يبحث فيها الآن في قطر الى حيز التنفيذ بسبب فجوات واسعة بين الطرفين، فسيكون من الصواب ان تنظر إسرائيل بالامر بالتالي: الوصول الى تفاهم مع الولايات المتحدة لأن عملية عنيفة في رفح ضرورية لكن الى جانبها أيضا تعهد إسرائيلي بالموافقة على انهاء الحرب فور ذلك.

هذا في ثلاثة شروط فقط: الأول – إعادة كل المخطوفين؛ الثاني – تعهد كل الدول، مع التشديد على قطر، الا يتم إعمار قطاع غزة طالما كانت حماس تحكمها فعليا؛ والثالث – دخول قوات أخرى الى غزة، سواء قوات السلطة الفلسطينية، الدول العربية او الغرب، يتم بالتنسيق مع إسرائيل.

بمثل هذا الشكل سيكون ممكناً تحديد تاريخ موعد لانهاء الحرب: نحو شهرين من الآن. سيكون ممكناً إجمال الحرب كحرب ناجحة، إذ انها ستتضمن إعادة كل المخطوفين؛ الحرب تنتهي بعد ضربة شديدة لكل الـ 24 كتيبة لحماس بما في ذلك تلك التي في رفح؛ القدرات العسكرية التي تتبقى لحماس هي فلول؛ وبدون مساعدة مالية مكثفة من قطر ودول أخرى سيكون من الصعب جدا على حماس مواصلة الحكم في غزة.

اذا ما عرض بالتوازي بالفعل بديل سلطوي، وان كان مؤقتاً، يكون له اسناد دولي وعربي واسع، معقول ان يتضاءل حتى التأييد لحماس من سكان غزة. صحيح ان هذا ليس «نصراً مطلقاً» من مدرسة نتنياهو لكنه انتصار 80 في المئة، وهذا يكفينا. فضلاً عن هذا، فان نهاية كهذه للحرب، ستسرع إمكانية عودة سكان الغلاف الى بيوتهم وتسمح باحتمال معقول للوصول الى تسوية في لبنان. تسوية كهذه ستمنع حرباً وتسمح بإعادة المخلين الى الشمال.

انهاء الحرب بهذه الطريقة سيسمح لإسرائيل بان تعنى أخيراً بلعق الجراح، تحسين الاقتصاد وتحسين منظومة العلاقات الدولية وكذا – التوجه الى الانتخابات أيضا. لشدة الأسف، هذا بالضبط هو السبب الذي يجعل الحكومة لا تريد التوجه الى هذا الطريق رغم ان هذا هو المسار الصحيح. ومرة أخرى، كما ينبغي التشديد، اتفق مع الادعاءات بان انهاء الخطوة العسكرية في رفح هو امر لازم، لكن تلقي موافقة أميركية لمثل هذه الخطوة، وان كان بالصمت يستوجب تفاهما عميقا مع الإدارة الاميركية بان انهاء هذه المرحلة سيكون أيضا انهاء للحرب، وبالطبع فقط لقاء إعادة كل المخطوفين.

السهم الذي نحوزه اليوم والذي هو المفتاح لإنهاء الحرب من شأنه أن يهبط سعره بسرعة إذا لم نعرف كيف ننسق مع الأميركيين كيفية جني ربحه بثمن مناسب وبجدول زمني متفق عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى