ترجمات عبرية

يديعوت: أسباب تأخر الحرب البرية في غزة

يديعوت 2023-10-24، بقلم: يوآف ليمور: أسباب تأخر الحرب البرية في غزة

رغم حقيقة أن الجيش الإسرائيلي أكمل استعداده لعملية برية في غزة منذ قبل بضعة أيام، فإن توسيع المعركة يتأخر. وتدعي محافل سياسية وأمنية رفيعة المستوى بأن سبب ذلك هو التردد من جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي لم يحسم الموضوع بعد.

الخطوة البرية في الحملة على غزة ضرورية لأجل تحقيق الهدفين المركزيين اللذين أُمليا على الجيش من القيادة السياسية: سحق القدرة العسكرية لـ “حماس”، ونزع قدرتها السلطوية في غزة. وكذلك لأجل تصميم واقع جديد على طول الحدود. يستعد الجيش الإسرائيلي للمناورة منذ اللحظة التي أنهى فيها السيطرة على غلاف غزة، وفرض الاستقرار على مجال الجدار، وفي سلسلة من التصريحات لرئيس الأركان وبعض الجنرالات التي نشرها الناطق بلسان الجيش نقلت رسائل واضحة الى القوات عن المعركة البرية المرتقبة. كما أن وزير الدفاع، يوآف غالنت، قال في لقاء مع المقاتلين إنكم قريبا ستعرفون غزة من الداخل. لكن هذه الخطوة تتلبث حالياً. ظاهراً، توجد لذلك بضعة أسباب محتملة. الأول ينبع من العدد العالي للمخطوفين الذين تحتجزهم “حماس” (212 حتى أول من امس). من منشورات مختلفة في الخارج يتبين أنه يوجد جهد دولي، بقيادة قطر، لتحرير المخطوفين المدنيين كجزء من صفقة إنسانية.

استنزاف في الشمال

قد تكون “حماس” معنية بذلك، كي تزيل عنها ضغط دول مختلفة يوجد مواطنوها ضمن المخطوفين، وكذا في محاولة لتبعد عنها الصورة التي الصقت بها كتوأم لـ “داعش”. يحتمل ان تكون إسرائيل تسعى لتعطي فرصة لتحقق مثل هذه الخطوة، قبل أن تعمل، خشية أن تعرّض حملة واسعة حياة المخطوفين للخطر، بل تحبط احتمال تحريرهم.

ثمة سبب ثانٍ هو التوتر في الشمال والتخوف من أنه في الوقت الذي ستكون فيه إسرائيل تستثمر قوات كبيرة في معركة برية في غزة ستفاجأ من لبنان. هذه بالفعل إمكانية، وإن كان يبدو ان “حزب الله” يحاول أساساً التحرش بالجيش الإسرائيلي والمساهمة بذلك بدوره في الجهد الفلسطيني فيما يحذر أن يتدهور الى حرب توقع مصيبة على لبنان. يمكن لـ “حزب الله” ان يشل بذلك إسرائيل الى الأبد، وأن يدفع ثمناً كبيراً للغاية مقارنة بالثمن الذي تدفعه إسرائيل – إخلاء السكان من بلدات الشمال، تجميد الاقتصاد، والامتناع عن عملية برية في غزة.

ثمة سبب ثالث يتعلق بتعميق النشاط الجوي في غزة، قبل أن تبدأ المعركة البرية. يوجد غير قليل من الخبراء ممن يؤيدون هذا (ابرزهم اللواء احتياط اسحق بريك) لكن هذا يتجاهل عنصر الشرعية الدولية للعملية التي ستتقلص كلما تعمق الضرر في غزة. وحسب معطيات مختلفة أُخلي حتى الآن نحو 750 الفا من أصل نحو مليون تعمل إسرائيل على اخلائهم من شمال القطاع الى جنوبه، ويشرح بأن معسكرات الخيام التي تقام الآن في غزة ستؤثر على الرأي العام العالمي، وستتجه ضد إسرائيل.

تخوف من التورط

بحثت كل هذه المسائل بتوسع في المحافل المختلفة. وقالت جهات شاركت فيها إنه من الواضح أن نتنياهو يجد صعوبة في اتخاذ القرار. هو يفهم التوقع الجماهيري منه في أن يستغل هجوم 7 تشرين الأول كي يسقط “حماس”، لكنه يتخوف من التورط في غزة، وربما أيضا في الشمال. وقال مصدر إنه تبقت “بضعة أيام يكون فيها ممكنا إبقاء القفاز متحفزا”، أي القوات في مستوى التأهب الذي يوجدون فيه اليوم. بعد ذلك، حذر، ستتضرر الشرعية الدولية، كما أن الوحدة الداخلية قد تتشقق.

مصدر آخر قال ان الجهد لتحرير المخطوفين المدنيين جدير، لكن حتى لو تحققت خطوة كهذه سيتبقى في غزة جنود كثيرون في اسر “حماس” ستكون ثمة حاجة لإعادتهم الى الديار. وأضاف المصدر بأن تحريراً كهذا على أي حال لن يعفي من الحاجة للقضاء على “حماس”. على حد قوله، اذا امتنعت إسرائيل عن ذلك فإنها ستبث رسالة انهزامية لكل أعدائها ومحبيها في المنطقة وفي العالم، وستقرب بالضرورة الهجوم التالي عليها.

في جهاز الأمن يوجد تأييد جارف لخطوة واسعة في غزة. يمكن الافتراض بأنها تنبع ليس فقط من فهم الحاجة لتغيير الواقع في الجنوب. للضابطية العليا، التي فشلت في 7 تشرين الأول، توجد إرادة شديدة للنجاح لأجل إصلاح الضرر الهائل الذي وقع. يتحدثون في الأحاديث الداخلية في الجيش بتعابير “حرب الاستقلال”، والتوقع الذي يتشارك فيه الكثيرون في القيادة السياسية أيضا هو ان رئيس الوزراء سيعطي الضوء الأخضر للعملية في أقرب وقت ممكن.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى