ترجمات أجنبية

واشنطن بوست: مدارس تكساس تطلب تعليق شعار “نحن نثق بالله” على مبانيها

واشنطن بوست 26-8-2022م، اعداد ماريسا لاتي،

تشاز ستيفنز، الذي يصف نفسه بالملحد، تحدي سلطات تكساس التي طلبت من المدارس وضع لافتات تم التبرع بها أو تم شراؤها من مال التبرعات وعليها شعار “نحن نثق بالرب”، “In God We Trust”، وحاول وضع لافتات “نحن نثق بالله” بالعربية، ويرى ستيفنز أن المشرعين يستفزون الناس الذين لا يؤمنون برب المسيحية- اليهودية، وهو يريد استفزازهم.

وحتى الخميس، جمع الناشط من جنوب فلوريدا 14.000 دولار لتوزيع اللافتات المكتوب عليها عبارة “نثق بالله”، ولكن بالعربية وليس الإنكليزية. وقال ستيفنز: “تركيزي هو كيف ألعب مع ولاية تكساس فيما يتعلق بالقوانين؟”، فالعلامة المكتوبة بالعربية تستحضر الإسلام، والذي لا يشعر بعض المسيحيين بالراحة منه، كما قال ستيفنز. ويأمل بأن تعلق ولو مدرسة واحدة اللافتة بالعربية. ومن وجهة نظره فهو يحاول تطبيق القانون المثير للجدل بالتساوي مع أتباع أي دين أو بلا دين.

إلا أن ستيفنز، الذي يقدم نفسه بالملحد المتحمس، مستعد لتحويل الهزيمة إلى نصر. فلو رفضت مدرسة وضع العلامة، فهو يخطط لرفع دعوى قضائية واستخدام المحكمة من أجل تحدي القانون نفسه.

وكانت صحيفة “دالاس مورنينغ نيوز” أول صحيفة نشرت عن “خبطة” ستيفنز، وهي محاولة جديدة من عدة محاولات سابقة لتحدي الشعار الوطني، والتي رفضت في المحاكم. ولكنها تضيف للعاصفة السياسية الدائرة منذ سنوات، والتي حولت المدارس في الولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون إلى ساحة في المعركة الثقافية.

 فقد اندلع القتال حول منع الكتب، وكيف يجب تدريس العرق والجنس والممارسات الدينية في ساحات المدارس في وقت تصادم فيه الساسة حول ما يعني أن تكون أمريكياً، ومن له الحق في تقرير هذا. وقال عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن تكساس، والذي دعم قانون العلامات، بريان هيوز إن علامات ستيفنز المكتوبة بالعربية لا تتوافق مع مطالب القانون، ويجب عدم وضعها في المدارس. وأشار إلى علامات الاقتباس حول العبارة المكتوبة بالإنكليزية والتي تقترح أن المدارس تعلق العلامة المتبرع بها، أو التي تم شراؤها من مال التبرعات. وقال هيوز “هذا كل ما يجب عليها عمله” و “هي حرة بنشر أي علامات أخرى بأي لغة تريدها”. ويقضي القانون الذي تم تمريره العام الماضي بضرورة وضع المدارس “في مكان ظاهر من مباني المدرسة لافتة” تحمل الشعار الوطني لو تم التبرع باللافتة أو شراؤها من تبرع خاص. ويجب أن تظهر اللافتة أيضا علم الولايات المتحدة وعلم تكساس، وربما لم تظهر أي كلمات أو صور. ولا ينص القانون صراحة على استخدام اللغة الإنكليزية في الشعار. ويقول هيوز إن القانون هو “عن التضامن معاً كأمريكيين”. وأضاف “جاء في إعلان الاستقلال أن حقوقنا نابعة من الخالق”، و”عليه ففكرة الاعتراف برب ليست جديدة في أمريكا”.

وعلقت عدة مدارس لافتات تم التبرع بها وتحمل الشعار الوطني، وذلك حسب تقارير صحافية محلية. وقالت مجموعة “الوردة الصفراء للنساء الجمهوريات”، والتي تحض على القيم المحافظة، إنها تبرعت بعدد من الملصقات إلى مدرسة سيبريس- فيبربانكس، الذي يبعد 25 ميلا عن شمال- غرب هيوستون. وكتبت المنظمة: “في كل زيارة تلقانا العاملون بالابتسامات والشكر” و “كانت هذه بركة”.

وأصبح شعار “نثق بالله” شعاراً وطنياً عام 1956 وبقرار من الكونغرس، لكنه مستخدم منذ ولادة أمريكا، وظهر على العملة منذ ستينات القرن التاسع عشر. وتسمح بعض الولايات من المدارس وضع الشعار، وهناك تسع ولايات أخرى على الأقل بجانب تكساس تفرض وضعه وثماني ولايات أخرى تسمح به، وذلك حسب الهيئة التعليمية للولايات. وهناك ولايات تؤكد أن السياسة تتعلق فقط باللافتات التي تم التبرع بها. وقضت المحاكم وبشكل مستمر أن الإشارة لله هي دستورية. وقضت محكمة الاستئناف الأمريكية في عام 1970 أن العبارة لا تخرق التعديل الأول من الدستور لأنه “لا علاقة لها بأي شكل من الأشكال بمؤسسة الدين”، وهي تشير للوطنية عوضا عن ذلك. وقضت محاكم أخرى بنفس الحكم منذ ذلك الوقت.

 وتقول جنيفر كلارك، الباحثة في العلوم السياسية بجامعة هيوستون، إن توجه المحاكم لن يتغير الآن بعدما جعل دونالد ترامب من محاكم الدوائر الفدرالية محافظة. وقال إن المشرعين في تكساس عدلوا القانون واشترطوا أن يكون الشعار بالإنكليزية، حسب ستيفن كوليز، مدير مركز بيتش- لوغلين للتعديل الأول بجامعة تكساس. إلا أن التغيير قد يعرضه للتقاضي بزعم أن السماح بكلمة “رب” وعدم السماح بـ “الله” هو تمييز ضد الإسلام. وقال: “لا أعتقد أن هذا سيقبل أمام المحكمة ولكنه حجة قادمة”، و”سنرى إن قبلت أي من المحاكم هذا”.

ويرى كوليز أن المسألة هي كيفية تعامل الناس مع الشعار الوطني تعتمد على طريقة تعاملهم مع المدرسة إن كانت محايدة أم أنها ساحة للأفكار المحافظة، و”هل وضع الشعار الوطني يجعل من المدرسة أكثر علمانية أو تذكر الناس بأن الدين مهم كثيراً لأهل بلدنا”.

وبالنسبة لستفينز فمحاولة السخرية من المحافظين هي هواية يمارسها في الأوقات المتاحة. فهو يدير شركة تربط المصابين بالأمراض العقلية من خلال تقديم الكلاب لهم. وما بين ذلك يخطط لإرسال ما بين 300- 500 لافتة مكتوبة بالعربية إلى مدارس تكساس. ويريد البدء بالمدارس الليبرالية على أمل قبولها لافتاته. و”أرى أن هذه لحظة تعليمية، ولحظة تعليم الشمول”، و”أي مكان أفضل من مدرسة متوسطة في أوستن أو مدرسة متوسطة في العمق الأحمر (الجمهوري) في تكساس والقول: فكروا بالجميع الذين ليسوا من عشيرتكم، لأن لهم حقوقا بناء على القانون”.

وستيفنز هو ناشط مجرب، وآخر تجربة له كانت حملة للفصل بين الكنيسة والدولة، حيث أعد عدة عرائض لمدارس في فلوريدا طلب فيها منع الإنجيل، ولفت الانتباه للتحدي الذي يواجه الكتب في المدارس. وبلافتاته العربية يحضر ستيفنز لاحتمال نقل المعركة إلى قاعة المحكمة، و”سنتتظر أحداً ليقول لا” و”عندها نتحرك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى