ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو خطر واضح ومباشر على إسرائيل

هآرتس 26-3-2023 بقلم يوسي فيرتر: نتنياهو خطر واضح ومباشر على إسرائيل

منذ يوم أمس، بدا بنيامين نتنياهو رسمياً ونهائياً هو الشخص الأخطر على وجود دولة إسرائيل. يجلس في مكتب رئيس الحكومة شخص يشكل خطراً واضحاً، ملموساً وفورياً، على أمن الدولة ومناعتها وتماسكها والنسيج الاجتماعي فيها، أكثر من رئيس “حزب الله” حسن نصر الله، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ورؤساء حماس والجهاد الإسلامي.

لا يوجد في إسرائيل -لحسن الحظ- عرف الانقلابات العسكرية، ولو وجد لكان الوقت الذي يدخل فيه قادة الجيش إلى مكتب رئيس الحكومة، ويتقدمون نحو الشخص الذي يقف وراء الباب المزدوج ويطلبون منه أن يرافقهم إلى الإقامة الجبرية. كان وزير العدل سيتلقى زيارة مشابهة، وهكذا نجل رئيس الحكومة ووزراء آخرون. لحسن الحظ أن هذا السيناريو ما يزال خيالياً في إسرائيل.

لن نتفاجأ إذا تمت إقالة رئيس الأركان اليوم في جلسة خاصة للحكومة. وفي الجلسة نفسها ستسقط الفأس أيضاً على المستشارة القانونية للحكومة وعلى المدعي العام في الدولة. 24 ساعة من التطهير السياسي بقيادة شخص يتصرف مثل ديكتاتور مجنون وكأن شيئاً أصاب عقله. في حالتنا، هذا الشيء الذي سيطر على عقله يسمى يئير نتنياهو. هو الذي يدير الأمور ويسيطر على والده الضعيف والعجوز، هو كارثتنا الكبرى.

الأقوال الدارجة على ألسنتنا مثل جنون وخبل وفقدان الصبر يبدو أنها قد فقدت الطعم. لا يوجد تعريف لما يحدث الآن ولما حدث بالأمس. حتى في أقسى أيام حرب يوم الغفران لم يكن سائداً مثل هذا اليأس. لم تكن هناك دهشة أو ذعر بهذا الحجم كما يشاهد مواطنو إسرائيل الآن، لا سيما من يرتدون الزي العسكري في الاحتياط وفي الخدمة النظامية. يقف الجيش الإسرائيلي أمام انهيار كامل، وقد أصبح هذا أمراً واضحاً. تحذيرات جميع رؤساء الأجهزة الأمنية من الجبهات المتفجرة واندماج جميع عناصر الإرهاب، اتخذت شكلاً أخطر منذ أمس. لن يتفاجأ أحد حتى لو انطلقت صافرات الإنذار فجأة في سماء البلاد. يكاد يكون هذا نهاية مطلوبة للمأساة التي هي إسرائيل 2023.

“كنت أريد أن يذكرني الناس كحارس لأمن إسرائيل”، قالها نتنياهو في المقابلات أكثر من مرة، وهكذا أيضاً كتب. سيذكره التاريخ أنه دمر وخرب “أمن إسرائيل”. أي طريق بائسة لإنهاء حياة سياسية كان فيها إنجازات وأرقام قياسية. إقالة وزير الدفاع، يوآف غالانت، من قبل شخص اعترف في كتاب سيرته الذاتية بأنه من الخطأ إقالة وزراء، هي المسمار الأخير في نعشه. لن تتم دعوته إلى الولايات المتحدة. غالنت – نعم. إذا لم ينجح في الأشهر الثلاثة القادمة في الحصول على عدة زيارات في الدول المهمة في أوروبا، حيث سيخرج من بعضها خاسراً ومهاناً وموبخاً، حتى هذا انتهى. الدكتاتوريون المستبدون في هنغاريا وبولندا هم الذين سيستقبلونه. شرنقة الديكتاتورية التي شاهدناها وهي تتطور أمام أنظارنا خلال التسعين يوماً الأخيرة أنبتت أجنحة وتقدمت نحو المرحلة الأردوغانية في تطورها.

من نافل القول، لكن هذا يقال في كل مناسبة، بأن الإقالات ستزيد من حدة احتجاج الجمهور. ستسرع عملية تفكك الجيش وستقوض ولا تقوي استقرار الحكومة التي تحصل على علامات سيئة، حتى سيئة جداً، في جميع الاستطلاعات. الإقالات تقضي على أي احتمالية للحوار بين الائتلاف والمعارضة حول تسوية تتعلق بالتغييرات في جهاز القضاء. إذا سيطرت الفوضى والإحباط واليأس، فستشتد هذه المشاعر بأضعاف.

جرت إقالة غالانت بشكل مفاجئ بعد استدعائه لمحادثة مع رئيس الحكومة، بذريعة “فقدان الثقة”. من وقع على رسالة الإقالة هو بنيامين نتنياهو، ومن صاناها بروحهما هما ياريف لفين ويئير نتنياهو. إلى جانب الأوسمة والميداليات وشهادات التقدير التي راكمها في مسيرته العسكرية، يجب على غالنت أن يضع رسالة الإقالة التي تسلمها في إطار مذهّب ويعلقها في حمام بيته. هذه الرسالة هي بالفعل وسام تقدير على العمل الشجاع والمهم جداً الذي قام به في حياته. صحيح أنه كانت له لحظات حضيض: البناء في المستوطنة التي يعيش فيها “عميكام”، ومحاولة الكذب حول ذلك، وإلغاء أهليته للترشح لرئاسة هيئة الأركان، ووقوفه إلى جانب نتنياهو في الموقف المخجل في المحكمة المركزية في القدس يوم بدء محاكمته. ولكن في لحظة الحقيقة، وعندما كان يجب عليه أن يقرر بين المسؤولية والخروج على القانون، وبين الأمن والعار، بين الحقيقة والكذب –اتخذ الخيارات الصحيحة، وهكذا سيدخل التاريخ.

السرعة التي تم عزله فيها من منصبه وتحوله من حليف إلى عدو ومن “لم يعمل بشكل حازم ضد الرفض” (الذريعة الرسمية والكاذبة للإقالة)، هي سرعة مدهشة. في ربع القرن الأخير تعلمنا شيئاً ما عن نتنياهو وحلفائه في حزبه ومعسكره، جميعهم يتحولون في لحظة معينة إلى خصوم سياسيين شديدين. ولكن هذا يستغرق أشهراً طويلة وأسابيع كثيرة. هكذا كان الأمر مع إسحق مردخاي ودان مريدور وبني بيغن في العام 1999. وبعد ذلك، مع جدعون ساعر وموشيه كحلون وافيغدور ليبرمان. كانت هناك “إجراءات”. تم عزل غالنت في غضون 72 ساعة منذ اللحظة التي اعتبر فيها كتهديد.

خطوة نتنياهو غير أخلاقية وغير أمنية أو سياسية. وليس هذا فحسب، بل هي خطوة هستيرية وتدل على وجود مشكلة في التقدير، هذا إذا لم يكن أبعد من ذلك. في الحقيقة، هي أبعد من ذلك. يبدو أن كل عاقل سيتساءل عن سلامة عقل رئيس الحكومة. ماذا سيكسب من ذلك بربكم؟ هل يحصل من سيدخل إلى مكتب الوزير على ثقة القيادة العسكرية العليا؟ من الواضح أن لا. هل ستعزز هذه الخطوة العنيفة صفوف قائمة الليكود أم ستضعفها؟ رئيس لجنة الخارجية والأمن، يولي أدلشتاين، وقف أول أمس إلى جانب غالانت وهو ينوي إجراء نقاش سري اليوم بمشاركته، حول الأخطار الأمنية التي حذر منها في خطابه يوم السبت. من المتوقع أن يصوتا ضد أو يمتنعا عن التصويت على القانون الذي سيمكن من تسييس لجنة تعيين القضاة. وصلنا إلى 62 مؤيداً. اثنان من أعضاء الكنيست الشجعان مطلوبان من أجل منع الائتلاف من تحقيق الأغلبية البرلمانية (القانون سيمر في كل الأحوال حتى لو أيده فقط 60 أو 57 عضو كنيست). ولكن سيكون لذلك أهمية في المحكمة العليا.

صفر على سلم ديختر

كلمة أخيرة عن الاستقامة والشجاعة والصداقة في السياسة: نحن بحاجة إلى شخص تتوفر فيه درجة كبيرة من القلق من جهة، والمسؤولية من جهة أخرى، من أجل فعل ما فعله وزير الدفاع يوآف غالانت. كما أننا بحاجة أيضاً إلى شخص يتمتع بدرجة كبيرة من الفقدان المطلق للقيم وغياب عمود فقري وصفر من الشجاعة والصداقة من أجل أن يفعل ما فعله وزير الزراعة آفي ديختر. البيان الذي نشره أمس مكتبه سيدخل إلى هيكل العار للسياسة الإسرائيلية.

تقرأ ولا تصدق إلى أي درجة متدنية يمكن لسياسي كان في السابق رئيس “الشاباك” ويحظى بالتقدير، أن ينزل من أجل وظيفة حكومية، حتى لو كانت وظيفة مهمة مثل وزير الدفاع. بعد بيان غالنت، قالت مصادر من قبل ديختر بأنه يؤيد طلب تأجيل التشريع إلى ما بعد عيد الاستقلال والبدء في الحوار. قبل خمسة أيام، ألقى خطاباً مؤثراً في مركز الليكود تساءل فيه لماذا يجب على الحكومة أن تسيطر على جميع السلطات. وها هو في اللحظة التي تم التلويح فيها أمامه بمفتاح المكتب الموجود في الطابق الـ 14، جلس وهز ذيله رغبة منه في أن يُرضي.

الشرط الذي عرض عليه بالطبع هو الإعلان بأنه لا يؤيد التأجيل. جملتان بالأساس لفتتا الانتباه، وتدلان على طبيعة هذا الرجل: أمس، هدأ من يقلقون وأبلغهم بأنه سيصوت لصالح التشريع وأنه “ينسق خطواته في هذا الشأن مع رئيس الحكومة ووزير العدل”. والجملة الثانية في نهاية البيان هي نموذج للسخرية وإدارة الظهر للصديق: “أصدقائي في الليكود يعرفون أنني لن أساهم في استبدال حكم الليكود”.

من الذي تحدث عن استبدال الحكم؟ ليس غالنت بالتأكيد. خطوته استهدفت إنقاذ الدولة وحركة الليكود التي لا تدرك ذلك. ولكن هذه الرسالة الشريرة التي تنطوي عليها هذه الكلمات هي “غالنت يسعى إلى إسقاط حكومة الليكود”. أنا في المقابل مخلص. هذا هو ديختر 2023: تخلى عن صديق شخصي كانت لديه كل الأسباب للاعتقاد بأنه على نفس الموجة؛ أيضاً افترى عليه بفرية التي سمعنا عن مثلها حتى الآن من أشخاص بارزين مثل يئير نتنياهو وغاليت ديستل وشلومو قرعي. لن نقع عن الكرسي إذا كان لابن رئيس الحكومة دور في وثيقة ديختر. يده الطويلة والخبيثة تصل إلى كل ثقب.

كم هو مثير للشفقة من ناحية وسار من ناحية أخرى إذا لم يتم تعيين ديختر أخيراً في المنصب الذي باع من أجله روحه للشيطان، بل تم تعيين مخصي آخر، يوآف كيش، مثلاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى