ترجمات عبرية

هآرتس: منظمة ريجافيم حطمت أحلام الأطفال الفلسطينيين

هآرتس 9-5-2023، بقلم يوعنا غونين: منظمة ريجافيم حطمت أحلام الأطفال الفلسطينيين

المدرسة الأساسية في “جبة الديب” في شرق بيت لحم كانت مبنى من الطوب مع سقف من الصفيح. أشجار وورود مرسومة على الجدران. ووضع على التراب المحيط عشب أخضر صناعي تعلوه ألعاب ملونة للأطفال. هذا كان في السابق، ففي الأحد الماضي قام الجيش الإسرائيلي بهدم المدرسة التي كان يتعلم فيها بضع عشرات من الأولاد، من الصف الأول وحتى الصف الرابع.

أقيمت هذه المدرسة قبل ست سنوات على أرض فلسطينية خاصة بمساعدة من الاتحاد الأوروبي كي لا يضطر الأولاد إلى الذهاب سيراً على الأقدام إلى المدرسة طوال ساعة القريبة شتاء وصيفاً. نُفذت عملية الهدم عقب سلسلة طلبات والتماسات لجمعية “رغافيم” اليمينية، التي ادعت بأن المدرسة بنيت بشكل خطير وبدون ترخيص.

ادعاء ساذج. فقد قدم السكان في 2012 خطة هيكلية علقت في مكان ما. وكل الطلبات التي قدمت للحصول على الترخيص رفضت، مثل 99 في المئة من طلبات الحصول على رخص البناء في مناطق “ج” التي تقع تحت سيطرة إسرائيل. سياسة التخطيط المميزة تحول أي بناء فلسطيني في هذه المناطق إلى بناء غير قانوني ومؤقت، وهذا بالضبط هو الهدف. كثير من الفلسطينيين يفضلون الانتقال إلى مناطق يمكن فيها البناء والعيش، وهكذا يتم إبعادهم بالتدريج عن أراضيهم.

جمعية “رغافيم” تفاخرت في مساهماتها بهدم المدرسة، ونشرت صوراً لأكوام من الحجارة والأخشاب التي بقيت منها – لأنه لا شيء يفرح القلب أكثر من تحطيم أحلام الأولاد. يصيب الأعضاء في “رغافيم” استحواذ مرضي بشكل خاص بخصوص المدارس. في تقرير من العام 2021 قالوا بأن عشرات المدارس التي بنيت بدون ترخيص (بدون خيار كما قلنا)، “لا يتم بناؤها لاعتبارات التعليم، بل من أجل وضع اليد على أراض لها أهمية استراتيجية”. يبدو أنهم يجدون صعوبة في التصديق بأن الآباء الفلسطينيين أيضاً يفضلون ألا يضطر أولادهم إلى السير بضعة كيلومترات للحصول على التعليم.

في المكان الذي يعتبر فيه آخرون الكتابة والرياضيات واللوح والطباشير دروساً، فإن “رغافيم” تعتبر ذلك إرهاباً تعليمياً. في مقابلة أجراها كلمان ليفسكيند في آذار الماضي، وصف المستشار القانوني في “رغافيم”، بوعز ارزي، المدرسة في “جبة الديب” بأنها “مرساة شرعنة” لمخالفات البناء. في مناطق “ج” كلها، حسب قوله، يبدو أن “اختيار موقع المدرسة استهدف شرعنة بناء غير قانوني”، لأن الدولة تخشى من هدم مدرسة (الضعف الذي لا مكان له في عالم “رغافيم”). نضال لجمعية “رغافيم” المتزمت ضد البناء غير القانوني كان سيكون مقنعاً أكثر لو لم يكن معظم أعضاء الجمعية يعيشون هم أنفسهم في مبان غير قانونية، لكنها تابعة لليهود. على سبيل المثال، حسب تقرير لجمعية “كيرم نبوت” من العام 2018، صدم المستشار القانوني ايرز في المقابلات من مخالفات البناء، لكنه هو نفسه يعيش في مستوطنة “معاليه مخماس” في بيت غير قانوني صدر ضده أمر هدم.

المدير العام لـ”رغافيم” أيضاً، يهودا إلياهو، الذي اختاره الوزير سموتريتش لرئاسة إدارة الاستيطان الجديدة، يعيش في بؤرة “حورشا” الاستيطانية، في بيت صدر ضده أمر هدم. ومثلهم الكثير ممن عملوا ويعملون في “رغافيم”، وعلى رأسهم الوزير سموتريتش، الذي أسس هذه الجمعية والذي بني بيته في مستوطنة “كدوميم” بصورة مخالفة للقانون. ومثلما يقول المثل العربي “من يعيش في بيت غير قانوني عليه ألا يأمر بهدم ضد مدرسة للآخرين”.

في الدعاوى الموجهة للمحكمة، يتحدث أعضاء “رغافيم” عن سلطة القانون، ولكن أخلاقهم المزدوجة تدل على أنهم لا يهتمون بمخالفات البناء، بل لا يعنيهم إلا استغلال التمييز التخطيطي من أجل طرد زاحف للفلسطينيين.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى