ترجمات عبرية

هآرتس: منصور عباس: ماذا بقي لك في الائتلاف؟

 هآرتس 6/6/2022، بقلم: رفيف دروكر

لمنصور عباس أسباب مبررة للشعور بالإحباط، لا سياسي يمر بما يمر به. جميع اللاعبين في الساحة وضعوه على رأس قائمة تصفياتهم: أيمن عودة، أحمد الطيبي، الليكود، بتسلئيل سموتريتش، ايتمار بن غفير، وحتى حماس. عندما كانت قناة “الجزيرة” تبث مسيرة الأعلام، وضعت عباس في بؤرة التغطية، وكأنه بدون مشاركته في الائتلاف لم يكونوا ليغنوا “لتحترق قريتكم” في باب العامود، ويهتفون “محمد مات”.

“كيف يمكن الوقوف أمام كل هذه القوات؟”، تساءل أمامي شخص رفيع في “راعم”. بعد ذلك، أرسل لي صوراً من لجنة الداخلية التابعة للكنيست برئاسة وليد طه من حزبه. “لقد اجتمعنا وحدنا بدون أي ممثل من وزارة الداخلية، رغم أن الجلسة كانت مقررة مسبقاً. شكيد نفسها قالت لنا: “تناقشوا وحدكم. لا أراكم من بعد متر”. أريد أن أقول بأنهم حتى في الائتلاف لا يساعدوننا أمام جميع من يريدون القضاء علينا”.

كل ذلك صحيح. ولكن عباس يخطئ خطأ كبيراً قد يضيع كل الجهود البطولية التي بذلها في السنة والنصف الأخيرين. وحسب رؤيته الأصلية، منذ دخولها إلى الائتلاف، كان يجب على “راعم” أن تراكم لنفسها صورة “شاس” العربية. يجب الإثبات بأنه يمكن الاعتماد علينا، ومنذ اللحظة التي سندخل فيها الائتلاف ستكون أصواتنا مضمونة، قال عباس.

 سعيد الحرومي المتوفى، أعلن بأنه سيمتنع عن التصويت. كانت “راعم” مثل صيدلية. توسل الحرومي لعباس كي يدافع عنه من الغضب الذي أثاره، خصوصاً في مجلس الشورى. في حينه، ظهر هذا مثل الحبل السري، فترة تكيف، بعد أكثر من ستين سنة في المعارضة.

مرت سنة وحلم عباس لم يستمر طويلاً. ثمة أمور كثيرة جداً، التي بدت فيها “راعم” غير مستعدة للتصويت عليها، إذا لا يوجد ما يتم التحدث عنه في موضوع المثليين، والقنب خارج المجال، وقانون التجنيد أمر صعب، ومن الزي العسكري إلى التعليم (هبات للمجندين) أمر إشكالي، والآن أيضاً حول التصويت الروتيني على أنظمة الطوارئ في يهودا والسامرة، الذي من الواضح للجميع وجوب تمريره. هناك علامات استفهام على كل ذلك. و“راعم” أدمنت على ديناميكية “سينعقد مجلس الشورى”. هذه ديناميكية ستقضي على رغبة كل رئيس حكومة مستقبلي في أن يكون مرتبطاً بهذا الحزب. هذا ليس “شاس” العربي، هذا يشبه أكثر “تسومت”. والأكثر خطورة من ذلك هو أن هذا السلوك يتسبب بضرر للائتلاف لا يمكن إصلاحه، ويعزز بن غفير وسموتريتش ونتنياهو. ليس صدفة أن أبعد بينيت نفسه عن “راعم” ونقل التعامل معها إلى يئير لبيد. لا يوجد أمر يضر به وبجدعون ساعر أكثر من وصف أن مصيرهما مرتبط بما سيقرره عباس.

بماذا يختلف ذلك عن كل حكومات إسرائيل، اليمينية في معظمها، التي كانت مرتبطة بالحاخام شاخ أو مجلس حكماء التوراة؟ لا يوجد اختلاف كبير. ولكن يجب القول في صالح الأصوليين بأنهم كانوا قادرين على تقليص الأزمات التي خلقوها. لا في كل أسبوع مثل “راعم”.

نقدر بأن ما كتب هنا لا يضيف شيئاً لعباس؛ فهو يعرف الأضرار جيداً، لكن سيطرته على الحزب غير مطلقة. “راعم” حزب ديمقراطي بصورة تذكر بما كان عليه الليكود وحزب العمل ذات يوم. القوى التي حصلت فجأة على أهمية واهتمام، لم تتخيل أنها ستمتلكها يوماً ما.

السخرية الكبيرة أن مبرر انضمام “راعم” إلى الائتلاف قد اختفى. فسلة الإنجازات الاقتصادية – الاجتماعية لـ”راعم” هستيرية إلى درجة أن جميع الأطراف تريد عدم إبراز عدد من الإنجازات كي لا تتحول إلى مواد للدعاية من أجل نتنياهو وبن غفير.

إذا لم تعد “راعم” إلى رشدها ولم تغير اتجاهها، فسيصبح عباس بطلاً مأساوياً، وسيكون بطلاً دفع ثمناً سياسياً باهظاً لقرار انضمامه إلى الائتلاف، وسيكون بيده أيضاً رسم طريقه الجديدة كإحدى الطرق التي تحظر على أي زعيم يريد البقاء من الاقتراب منها.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى