ترجمات عبرية

هآرتس: مبادرة السلام السعودية كقاعدة للحلّ

هآرتس 2024-02-05، بقلم: أوري بار يوسيف: مبادرة السلام السعودية كقاعدة للحلّ

هاكم بيانات يجب أن تهم يئير غولان وبني غانتس ويائير لابيد وأفيغدور ليبرمان: حسب استطلاع أجراه معهد “أكورد” في نهاية كانون الأول، 25 في المئة من الإسرائيليين يؤمنون بأنه في أوقات الأزمة الأمنية الدولة ستعرف كيف ستقوم بحمايتهم.

الآخرون متشككون أكثر أو واثقون بأن الدولة لن تفعل ذلك. هذا ليس غريباً. لذلك فإنه حسب الاستطلاع 67 في المئة من الإسرائيليين يرون في الدفع قدماً بحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين أمراً ملحاً.

رغم ذلك 13 في المئة يؤمنون بأن النزاع سيتم حله في العقد القادم من خلال اتفاق يضمن الأمن للإسرائيليين والاستقلال للفلسطينيين.

من هذه المعطيات يمكن الفهم أنه أولاً، من يؤمن بقدرة الدولة على تقديم الأمن المحدود له يبحث عن الحل السياسي من خلال اتفاق.

أي أن التوصل إلى اتفاق أصبح موضوعاً شخصياً مهماً لاثنين من بين كل ثلاثة إسرائيليين.

ثانياً، معسكر الذين يبحثون عن حل هو خزان الأصوات المحتمل لأحزاب الوسط واليسار في الانتخابات القادمة. ثالثاً، هذا المعسكر يبحث عن زعيم يعرض حلاً لما يقلقه.

هذا الحل يوجد في الأصل منذ سنوات كثيرة، لكنه لا يطرح على جدول الأعمال العام. اقتراح السلام للجامعة العربية، الذي كان في الأصل اقتراح السلام السعودي والذي عرض علينا في أيلول 2002. هذا الاقتراح في أساسه يدعو إلى حل الدولتين على أساس خطوط أيار 1967 وتبادل للأراضي وحل متفق عليه لمشكلة اللاجئين.

بحسبه عندما سيتم التوصل إلى حل سيتم الإعلان عن انتهاء الصراع وجميع الدول العربية وعدد غير قليل من الدول الإسلامية ستقوم بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

زعماء مثل شمعون بيريس وإيهود أولمرت تعاملوا مع هذا الاقتراح بشكل إيجابي، و”قادة من أجل أمن إسرائيل”، وهي مجموعة تشمل معظم القيادة العليا المتقاعدة في الجيش وفي الشاباك وفي الموساد وفي الشرطة، وتم تشكيلها في 2014 للدفع قدماً باتفاق شامل على أساس هذه المبادرة.

أي تقريباً كل من يفهم في الموضوع يعتقد أنه توجد هنا فرصة لتقديم أمن معقول بثمن معقول لمواطني الدولة بدلاً من الصراع المستمر والمؤلم.

هنا يطرح السؤال الذي لا توجد له إجابة: لماذا مثلا يئير غولان، نائب رئيس الأركان السابق والزعيم الجدير في معسكر اليسار في الانتخابات القادمة، لا يذكر هذا الحل؟

في مقابلة أجراها معه هيلو غلزر (“هآرتس”، 8/12) قال إن الحل هو “الانفصال المدني مع المسؤولية المدنية”، هذه هي الشروط الضرورية والأساسية التي يمكن أن تأتي بالنتيجة المأمولة في وقت ما في المستقبل لإنهاء النزاع.

إما الضم أو الانفصال. لا يوجد حل آخر”. غولان هو قائد شجاع، لماذا يأتي بهذا الخليط من الأقوال المتشككة بدلاً من القول إنه توجد لدينا قاعدة للحل، وهي اقتراح السلام للجامعة العربية، الذي يحصل على دعم كل العالم العربي والولايات المتحدة وألمانيا وأصدقاء آخرين لإسرائيل.

وغانتس، الذي حسب الاستطلاعات هو الشخص المناسب أكثر لمنصب رئيس الحكومة. في الحقيقة هو غير معتاد على إسماع أقوال واضحة (باستثناء عندما تم المس بكرامة ضباط كبار في الجيش)، لكن برنامج حزبه السياسي يتحدث بصورة صريحة عن الحاجة إلى منع تشكل دولة ثنائية القومية وعن تثبيت أكثرية يهودية في دولة إسرائيل واستكمال بناء الجدار الأمني في الضفة.

كل ذلك كان قبل 7 أكتوبر، عندما كان “المعسكر الرسمي” ما زال ينقش على رايته إدارة النزاع وليس حله. ولكن الآن، كما يظهر في استطلاع معهد “أكورد” الذي يفيد بأن فقط 5 في المئة يؤيدون استمرار إدارة النزاع، فإن المصوتين يبحثون عن الحل وليس عن إدارة النزاع.

هل تقدم اقتراحات “الفرو” في البرنامج السياسي للمعسكر الرسمي حلاً حقيقياً؟ لا. لماذا لا يقوم غانتس بالتشمير عن ساعديه ويجلس مع ايزنكوت، الذي تصميمه على الدفع قدماً نحو مستقبل أفضل يبدو واعداً أكثر بكثير، من أجل تقديم حلول حقيقية لضائقة معظم الجمهور في إسرائيل، بمن في ذلك ناخبوهم؟ وإذا جلسوا هاكم اقتراحاً: تبني خطة السلام للجامعة العربية وعرضها كأساس لمواجهة المشكلات الأمنية.

في تفسيراتهم يمكنهم التأكيد على أن الجهات الرئيسة المعارضة للخطة هي إيران والليكود وحزب الله وقوة يهودية، حماس والصهيونية الدينية.

يمكن أيضاً مواصلة العمل مع لابيد وليبرمان، لكن يبدو أن الفكرة واضحة: في تاريخ الدولة لم نقف أمام ضائقة أمنية وطنية وشخصية وقوية جداً من جهة، في حين يقف أمامنا رد معقول، الذي أفضل آباء الصهيونية كانوا سيوقعون عليه من جهة أخرى.

هذا كان صحيحاً أيضاً حتى قبل 7 أكتوبر. ولكن الانكسار الذي حدث في ذاك اليوم حول هذا الموضوع إلى موضوع حقيقي وعملي أكثر.

السياسيون يتنكرون على الأغلب لرؤيتهم من أجل جني الدعم من الناخبين، هذا معروف. لذلك، السياسة أصبحت بدرجة كبيرة كلمة فظة في إسرائيل. لكن نحن لسنا في وقت طبيعي.

ما ينقص الآن لكل اثنين من بين كل ثلاثة إسرائيليين هو قيادة حقيقية تعرض حلماً يستجيب لاحتياجاتهم.

خطة السلام للجامعة العربية هي أساس لحلم كهذا. لذلك، يجدر بغولان وغانتس ولابيد وليبرمان البدء في الحديث بجدية عن هذا الحلم. ربما سيتبين أنه ينطوي أيضاً على مكاسب سياسية.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى