ترجمات عبرية

هآرتس: لمحة عن المفهوم الأمني ​​لنتنياهو

هآرتس 24-8-2023، بقلم يونثان ليس: لمحة عن المفهوم الأمني ​​لنتنياهو

عملية “الحزام الأسود”، وعملية “حارس الأسوار”، وعملية “الدرع الواقي”، هي فقط بعض العمليات العسكرية في القطاع، التي انتهت في السنوات الأخيرة بدون حسم واضح. خلافاً للخطاب الهجومي لاعضاء الحكومة ورئيسها، حيث تبين الآن أن السعي لإنهاء القتال ليس صدفياً. فعلياً، مسودة وثيقة “نظرية الأمن لرئيس الحكومة”، التي كشفت، الآن، للمرة الاولى يمكن أن توضح استعداد نتنياهو للتوقف حتى بدون حسم المعركة بشكل قاطع.

أكمل نتنياهو كتابة الوثيقة قبل خمس سنوات. الوثيقة، التي تعرض “نظرية الامن للعام 2030″، هي أحد المشاريع الطموحة لولايته، وقد صاغها على مدى سنتين. استهدفت الوثيقة عرض التهديدات المتوقعة لإسرائيل منذ 2020 خلال عقد، وايضا الاستثمار المطلوب لبناء القوة والطريقة التي ستواجه فيها إسرائيل الاعداء في الاوقات العادية وفي اوقات الطوارئ. عُرضت الوثيقة السرية في حينه على اعضاء الكابنيت وعلى القيادة العليا في جهاز الامن. ولكنها لم تكشف للجمهور.

الوثيقة، التي كشفت بمساعدة جمعية “هتسلحاه”، هي احدى مسودات “نظرية الأمن” لنتنياهو. اعتبرت الوثيقة “سرية جدا”، لكن بعد ذلك تمت حتلنتها لتصبح غير سرية. الوثيقة المطبوعة، والتي بقيت محفوظة في جزء منها، تشمل في طياتها تعديلات وتدقيقا لغويا بخط اليد، حيث يمكن أن تدل على الجوانب المختلفة من افكار رئيس الحكومة، في حينه والآن ايضا، فيما يتعلق بنظرية الأمن التي يسوقها.

الوثيقة التي انتهى العمل عليها في السنة السبعين على اقامة الدولة تفصل كيف يجب مواجهة التهديدات التي تواجهها الدولة “لضمان وجود دولة إسرائيل للسبعين سنة القادمة”. حذفت عبارة “السبعين سنة القادمة” بقلم الحبر، وبدلا منها كتب “في المستقبل المنظور”. وحسب عقيدة نتنياهو يجب على إسرائيل “أن تردع أو تهزم أي عدو يهدد بالمس بنا بشكل قاتل أو تدميري”. حسب الوثيقة يجب على إسرائيل فعل ذلك بوساطة التطوير المستمر لاربع قوة: الامنية، السياسية، الاقتصادية، وفوقها كلها “قوة الروح”.

كجزء من نظرية أمن الدولة تورد الوثيقة ايضا اهمية الطابع الديمقراطي لإسرائيل ومناعتها القومية، وهما المفهومان اللذان يقوم نتنياهو نفسه بتحديهما وبحق مع الدفع قدما بالانقلاب النظامي. هكذا، في الفقرة التي تتناول “عدالة الصهيونية”، التي هدفت في الاصل الى التأكيد على اهمية القيم الديمقراطية في الدولة، شطب بقلم الحبر التعبير الذي ينسب لإسرائيل “نظام ديمقراطي متنور”. ذكر الديمقراطية الإسرائيلية يظهر في مكان آخر في السطر ذاته بالصيغة المعتادة التي تقول “إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية، تحافظ على الحق القومي للشعب اليهودي في دولة خاصة وعلى حقوق الفرد لمواطنيها”.

في الجزء الذي يتناول قوة إسرائيل العسكرية كتب أن “تفوقنا النسبي على اعدائنا بمناعة الشعب القومية وبمقاتلينا الذين تنبض روح الصهيونية في قلوبهم ومصير المعركة موضوع على اكتافهم. سننتصر بالدمج بين القدرات التكنولوجية والعملية والتفوق الجوي والاستخباري والادراك بأن من هو غير مستعد للقتال على وجوده لن يبقى”.

تطرق نتنياهو ايضا في الوثيقة الى تحالفات إسرائيل الدولية، وعلى رأسها “التحالف الاستراتيجي والقيمي مع الولايات المتحدة”. وقال إن التحالف سيساعد الدولة في اوقات الحرب. ولكنه اوضح: “يجب علينا دائما أن نكون مستعدين للدفاع عن انفسنا بقوتنا الذاتية”. وكتب في المسودة ايضا “بين الحروب سنعمل على المس بعمليات بناء قوة العدو تحت منسوب الحرب. ولن نسمح لازدياد قوة اعدائنا باجتياز عتبة لا يمكن التراجع عنها (تم شطب كلمات “لا يمكن التراجع عنها” واستبدلت بـ “محتملة”)، و”اعطاء تحذير بمفاجأة استراتيجية” (شطبت واستبدلت بـ “سنوجه ضربة استباقية”).

وكتب ايضا في المسودة أن “الجيش الإسرائيلي سيهزم القوة العسكرية للعدو بصورة قاطعة وبسرعة، من اجل أن يخرج الجبهة الداخلية من مدى الاصابة ومنع العدو من تحقيق انجازات مهمة (مثل احتلال بلدات قرب الحدود). ستتحقق هزيمة العدو عندما سيتم تحييد رغبته في الاستمرار في القتال، وعندما سيتم ضرب قوة صموده بشكل كبير. هكذا سنبعد الحرب القادمة”.

في احد البنود كتب أن “إسرائيل ستبقى القوة المسؤولة عن الامن على كل الاراضي غربي نهر الاردن وستحافظ على حرية العمل في هذا الفضاء حسب الاحتياجات الامنية. في آب 2018، بعد أن عرضت الوثيقة النهائية على الكابنت، اصدر نتنياهو تصريحا جاء فيه “بسبب ارضنا الصغيرة وتركز السكان وازدياد التهديدات حولنا ستكون الاحتياجات الامنية لإسرائيل دائما اكبر مما هي في أي دولة بحجم مشابه. اقتصاد إسرائيل الآن قوي بما فيه الكفاية كي يمكن من هذه الاضافة. وفي كل الاحوال ستتم الزيادة من خلال الحفاظ على اطار ميزانية مسؤول”.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى