ترجمات عبرية

هآرتس: في النقب يعتدي عليك المستعربون الملثمون لأنك عربي

هآرتس 2022-12-22، بقلم: ناتي ييفت: في النقب يعتدي عليك المستعربون الملثمون لأنك عربي

عاد موسى أبو مريمي، أحد سكان قرية بئر هداج البدوية في النقب، إلى بيته، الأربعاء الماضي، مع ابنته التي عمرها سنتان والتي تعاني من ضمور العضلات، بعد أن أخذها من روضة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، تتعلم فيها في بئر السبع.

عندما اقترب من البيت في شارع 222 الذي يقع بين تسالم وبئر الهداج أوقفهم جنود حرس حدود ملثمون.

أبو مريمي (37 سنة) يرتجف وهو يصف كيف رموه على الأرض وكبلوه وجثموا على صدره وضربوه بصورة قاسية ساعة. كل ذلك في الوقت الذي كانت فيه ابنته تجلس وحدها في السيارة وتشاهد ما يحدث وهي تبكي وتصرخ. هذا لم يكن الحادث الوحيد في اليوم الذي اعتقل فيه رجال شرطة من وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود في الجنوب سائقين، وصفا كيف تم احتجازهما دون سبب والاعتداء عليهما بعنف.

قبل نحو ساعتين على الاعتداء على أبو مريمي تحدث شقيقان من القرية بأنهما تصادما مع رجال الشرطة هؤلاء. في القرية قالوا إن اعتداءات أخرى حدثت في الأشهر الأخيرة منذ وضعت هذه الوحدة في الدورية التي تقوم بالتجول حول بئر الهداج، لكن المعتدى عليهم يخافون من التحدث. «سافرت بالسيارة في الشارع بعد الساعة الرابعة بقليل، حيث كانت ابنتي بجانبي في مقعد الأمان»، قال أبو مريمي، وهو صاحب ثلاثة محال لبيع أغراض التخييم.

«أمامنا ظهرت أربع سيارات جيب، سيارات عسكرية، وقطع اثنان فجأة الشارع. حتى قبل نزولهم من السيارات كان أحدهم أصبح نصف جسده في الخارج وسلاحه مصوب نحوي. بعد ذلك نزلوا من السيارات. اعتقد أنهم كانوا تقريبا 20، في كل سيارة 5. تقدموا مني فقلت لهم إن ابنتي الطفلة في السيارة ولا أريد أن تخاف، لكن هذا لم يهمهم. أمسك أحدهم بعنقي في الوقت الذي كنت ما زلت أضع فيه حزام الأمان داخل السيارة، وبدأ آخر بلكمي.

«شخص آخر دخل من جهة الطفلة وقفز عنها. الطفلة تحته كانت تصرخ وأنا أصرخ «الطفلة، الطفلة، احذر»، لكن هذا لم يهمه. اطفأ أحدهم محرك السيارة وكانت الطفلة تصرخ، انزلوني من السيارة وقاموا برميي على الشارع وهم يصرخون علي ويشتمونني.

كنت ملقى على الشارع 3 – 4 دقائق، جميعهم جاؤوا وضربوني. في النهاية صرخ واحد وطلب إحضار الأصفاد وقيدوا يدي من الخلف.

رموني ووجهي نحو الأرض وحاولت رفع رأسي. عندها جروني من الأصفاد كي أقف وهذا كان مؤلما جدا». حسب أقوال أبو مريمي، انتهى اللقاء مع الشرطة بنزيف في العين اليسرى وكدمات في كل جسدي.

رمي على جانب الشارع من قبل ملثمين أحدهم جلس فوقه وركبته على صدره، وبين حين وآخر قام بلكمه وركله. «على كل شيء قلته قال «اسكت، ابن زانية» وضربني. جاء إلى المكان ضابط وسألته لماذا أنا معتقل. أجابني «بسبب الاعتداء على رجال الشرطة». قلت «واو. يوجد هنا نحو 20 شخصا وأنا هاجمتهم».

بعد عشر دقائق على الحادث، قال أبو مريمي، جاءت إلى المكان سيارة شرطة، سأل أحد رجال الشرطة عما حدث. «لكن الملثمين لم يلتفتوا إليه». تقدم الشرطي مني وسألني من أكون. تحدث بالهاتف وحاول إحضار أحد لأخذ الطفلة.

بعد ذلك جاء مفتش من سلطة أراضي إسرائيل، كنت أعرفه، وتحدث مع الملثمين ولكنهم أيضا لم يستمعوا إليه. هو شاهدني أنزف وأحضر لي الماء. طوال الوقت كانت الطفلة في السيارة. فتح المفتش باب السيارة من جهة الطفلة، وبعد دقائق سمحوا لي بالدخول إليها. قبلت طفلتي وقلت لها إن كل شيء على ما يرام، في الوقت الذي كانت فيه يدي مكبلة من الخلف.

أبو مريمي قال إنه منذ اللحظة التي وصل فيها إلى المكان رجال الشرطة والمفتش توقفت المضايقة الجسدية. ولكن تم احتجازه نحو ساعة، بعد ذلك أطلق سراحه وسافر مع ابنته لإجراء الفحص. «رجال الشرطة الزرقاء كانوا على ما يرام، لقد آلمهم ما حدث، أيضا المفتش، لكن السيطرة كانت للملثمين»، قال. حسب قوله بعد يوم على الحادث رفضت الطفلة الذهاب إلى الروضة. «هي لم ترغب في ركوب السيارة أو الكرسي المتحرك. كانت تبكي وبحق»، قال. في اليوم التالي قدم أبو مريمي شكوى في قسم التحقيقات مع رجال الشرطة.

من شرطة إسرائيل جاء الرد بأن «جنود وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود عملوا لبضع ساعات في منطقة تسالم، ونفذت القوات اعتقالا لمشبوهين قرب شارع 222. موضوع الشكوى، الذي كان يسافر في سيارته في ذاك الوقت على الشارع والتقى مع جنود أثناء تنفيذ الاعتقال، طلب منه ترك المحور ولكنه رفض. وقام بالتسبب في الإزعاج وبالتشويش على نشاطاتهم في المكان. عندما طلب منه تعريف نفسه قام بشتم الجنود ورفض فتح باب السيارة. وعندما أنزل من السيارة هاجم عدداً من الجنود، وبناء على ذلك اعتقل. في نهاية النشاط وحسب قرار قائد القوة تم إطلاق سراحه في المكان ولم يؤخذ إلى التحقيق، مع الأخذ في الحسبان أنه سافر مع طفلة في ذلك الوقت ولم ينجح حسب قوله في العثور على أقارب يساعدونهما لأخذهما من المكان».

نفى أبو مريمي بشدة ادعاءات الشرطة التي بحسبها رفض ترك الشارع وأزعج النشاطات وشتم رجال الشرطة أو هاجمهم. وأضاف: «في الأشهر الأخيرة يأتي رجال الشرطة إلى بئر الهداج وهم ببساطة يضربون من يريدون. يرونهم كثيرا دائما مع أقنعة. عندما طلبت منهم الكشف عن أنفسهم لم يوافقوا».

يشارك أبو مريمي نفسه في منتدى لسكان القرية يحاول تعزيز الثقة بين السكان والشرطة وزيادة عدد البدو الذين يتجندون في الجيش الإسرائيلي. في هذه الاثناء أصبح التوجه معاكساً.

قال أبو مريمي إنه في الوقت الذي هوجم فيه شاهد في إحدى سيارات الشرطة أحد سكان القرية، الذي ظهر أنه قد أصيب بالكدمات، هذا كان كريم أبو جليدان، الذي كان في السيارة مع شقيقه أ. الذي طلب عدم ذكر اسمه.

بعد أن تمت مهاجمتهما حسب قولهما من قبل رجال الشرطة قبل فترة قصيرة من ذلك. حسب أقوال كريم (29 سنة) فإن الاعتداء عليهما حدث في الساعة الثانية. «كنا نتجول في المنطقة وفجأة شاهدت سيارة تندر من نوع ميتسوبيشي فيها أربعة ملثمين، سمعت عنهم في السابق، الذين يهرب منهم الناس لأن هذه فوضى، حيث إنه حتى لو لم يكن لديك أي شيء فإنهم يقومون بضربك ويحطمون السيارة»، قال.

حسب قول أبو جليدان، عندما شاهد سيارة التندر رجع إلى الوراء وسار في طريق جانبية، لكنه لم ينجح في الابتعاد وتصادم مع جيب وتندر آخر للمستعربين، طلبوا منه التوقف. «توقفت سيارة بجانبي ووجه شرطي مسدسه نحوي وطلب مني التوقف والنزول من السيارة. أنا وأخي نزلنا بسرعة»، قال. «قاموا بإلقائي على الأرض وشخص رفع أخي في الهواء وبدأ يضربه. بعد ذلك أجلسوه، ولأنه سأل الأسئلة فقد قاموا بركله. فتشوا السيارة ولم يجدوا أي شيء. ولكن بعد مكالمة هاتفية قرروا اعتقالنا».

عن أقوال الأخوين أبو جليدان قالوا في الشرطة إن «الحديث يدور عن مشتبه فيهم كانوا يتجولون في سيارتهم في عمق منطقة تدريب لقاعدة تسالم، التي يمنع الدخول إليها حسب أمر ولافتة وضعت في المكان، في الوقت الذي فيه عشرات الجنود كانوا يقومون بالتدرب في المنطقة بالنار الحية. المشتبه فيهما هربا بشكل غير قانوني من القوة، التي كانت في ذلك الوقت ترتدي الزي العسكري ومعها سيارة للشرطة. بهربهما عرضا حياتهما للخطر، وأيضا حياة الجنود الذين يتدربون في المكان.

«سيارة المشتبه فيهما تضررت أثناء الهرب حيث سافرا بسرعة كبيرة. ونشير إلى أن جنود وحدة المستعربين يعملون يومياً في المنطقة لتعزيز النظام واجتثاث ظاهرة السرقة من قواعد الجيش الإسرائيلي».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى