ترجمات عبرية

هآرتس: فرصة لانهاء الحرب في كل الساحات

هآرتس 15/4/2024، يوسي ميلمان: فرصة لانهاء الحرب في كل الساحات

الوصف الافضل والمختصر اكثر لما حدث ليلة أول أمس هو البيت في قصيدة مئير اريئيل “ليلة هادئة مرت على قواتنا”. هدوء في ذروة الحرب. معظم طائرات سلاح الجو والصواريخ ومنظومات الدفاع الجوية كانت في السماء أو في مرابض تحت الارض. ولكن مشكوك فيه اذا كان المواطنون الاسرائيلييون قد اغمضوا عيونهم. هذه كانت ليلة تاريخية من عدة جوانب، أولا، لأن ايران هاجمت اسرائيل مباشرة من داخل حدودها واعترفت بذلك من اجل الانتقام على تصفية الجنرال محمد رضا زاهدي، نائب قائد “قوة القدس” في مبنى في دمشق، الذي قالت بأنه كان جزء من مبنى القنصلية الايرانية.

في السابق اطلقت ايران عدة مسيرات نحو اسرائيل، الامر الذي اعتبر فيما بعد تجربة لاختبار السلاح والتدريب العام. وقد تم اعتراضها في حينه من قبل طائرات سلاح الجو الاسرائيلي والامريكي. أول أمس اطلقت ايران تقريبا 350 مسيرة، ثلثها كان صواريخ تحمل رؤوس متفجرة بوزن مئات الكيلوغرامات وبضع عشرات الصواريخ المجنحة، التي الامكانية الكامنة لضررها كان يمكن أن يكون مدمر، الباقية كانت مسيرات خطرها أدنى نسبيا، وهي معروفة للاستخبارات الاسرائيلية من أدائها في اوكرانيا من قبل روسيا. المسيرات الايرانية تطير ببطء وتحمل عشرات الكيلوغرامات من المتفجرات، كمية غير كبيرة. ولكن ايران يوجد لديها الآلاف منها، الامر الذي يطرح سؤال حول الفائدة من عمليات التخريب التي نسبت لاسرائيل ضد مخازنها. على الاقل مرة واحدة نشر أن مبعوثي الموساد اطلقوا مسيرات من داخل حدود ايران واصابوا مخزن كبير تم تخزين المسيرات فيه. 

رغم الجهود الكبيرة لحرس الثورة الايراني من اجل اخراج الى حيز التنفيذ عملية واسعة النطاق تلحق ضرر كبير، الاسم الرسمي في ايران لها كان “وعد الحق”، إلا أنها فشلت وبشكل كبير. معظم الاجسام الطائرة الايرانية تم اعتراضها في الطريق الى اسرائيل، ايضا عدد قليل من الصواريخ البالستية اخترق حدودنا واصاب اصابة طفيفة قاعدة سلاح الجو في نفاتيم. وحسب المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي فان اهلية القاعدة لم تتضرر. توجد لاسرائيل بالفعل خمس طبقات من الدفاعات الجوية (ليس ثلاث طبقات كما يعتقد). الاولى هي القبة الحديدية للمدى القصير نسبيا، الثانية مقلاع داود لمدى 250 كم، الثالثة هي “حيتس” الذي يمكنه اعتراض الصواريخ خارج الغلاف الجوي على بعد مئات الكيلومترات من هنا، الرابعة هي منظومة تشويش الـ جي.بي.اس، التي عملت بكامل القوة أول أمس، الخامسة هي طائرات سلاح الجو التي تحلق في السماء وتعترض الصواريخ.

إن نجاح كل هذه المنظومات يستحق كل الاشادة حيث اظهرت نجاعتها. وبصورة كبيرة اعادت الحُمرة الى وجه الجيش الاسرائيلي الذي فشل فشلا ذريعا في 7 اكتوبر. معظم اعتراضات سلاح الجو كانت في المجال الجوي للاردن، الذي اعلن بأنه يعمل ضد الاجسام الايرانية التي تطير في سمائه في طريقها الى اسرائيل. التعاون الاستراتيجي والاستخباري بين اسرائيل والاردن مستمر منذ ستة عقود، وهو عميق ومثير للانطباع. ولكن يجب عدم نسيان المساعدة الكبيرة للولايات المتحدة، حتى في اعطاء التحذيرات المسبقة بمساعدة الاقمار الصناعية وطائرات التجسس والرادارات، المرتبطة مباشرة بمركز القيادة والسيطرة والرقابة في اسرائيل. وايضا العمل الحثيث الذي ساعد بشكل كبير في اعتراض الاجسام الايرانية. اضافة الى الامريكيين ايضا طائرات سلاح الجو البريطاني ومنظومات الانذار في قبرص ساعدت في صد هجوم ايران وافشاله. ربما هذا هو الدليل الاكثر اهمية لوزراء اليمين المتطرف الذين قالوا بغضب إن اسرائيل يمكن أن تتدبر أمرها لوحدها، بدون الولايات المتحدة وبالتأكيد بدون الدول الاوروبية. 

يجب علينا أن نأمل في أن يتعلموا الدرس: لا يوجد لاسرائيل من تعتمد عليه عدا عن الأخ سام الكبير الموجود في السماء. 

ايران اوضحت فجر أمس بأنه اذا لم ترد اسرائيل فان الجولة بالنسبة لها انتهت. اسرائيل تقف الآن امام معضلة. الدماء تغلي والفطرة تقتضي الرد وبقوة على العدوان من طهران، لكن من الافضل الأمل بأنهم في هذه المرة، خلافا لعملية الاغتيال الغبية لزاهدي في دمشق التي اصبحوا يعترفون في اسرائيل بأنها كانت خاطئة، وبالتأكيد بالنسبة للتوقيت، سيعرفون هنا كيفية ضبط النفس. هناك اشارة مشجعة على أننا نسير في هذه الطريق. سماء اسرائيل اعيد فتحها في السابعة صباحا، ومطار بن غوريون عاد الى نشاطه (رغم أن معظم شركات الطيران الاجنبية علقت مرة اخرى رحلاتها الى البلاد)، هذه اشارة مباركة. 

يمكن الأمل في أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيس الدفاع يوآف غالنت، ورئيس الاركان هرتسي هليفي، سيتصرفون في هذه المرة بحكمة، وأن لا ينجروا مرة اخرى الى مغامرة خطيرة. لقد فشلوا في 7 اكتوبر ولم يهزموا أو يقضوا على حماس، ولم يضبطوا أنفسهم وقاموا باغتيال زاهدي وجروا علينا تلك الليلة، وبالطبع لم ينجحوا في اعادة المخطوفين. احيانا تكون القوة هي ضبط النفس، وضبط النفس هو القوة. نحن نأمل أن لا يتصرفوا في هذه المرة مثلما تصرفت عائلة بوربون، حيث لم تنس أي شيء ولم تتعلم أي شيء. حان الآن الوقت لتعلم الدرس واستغلال هذه الفرصة التي سنحت لنا وأن ننهي الحرب في كل الساحات، وأن نرمم الاقتصاد ونعيد المخلين الى بيوتهم، وذلك عن طريق الدبلوماسية الابداعية والسعي الى اتفاق اقليمي وتوثيق العلاقات مع الادارة الامريكية ودول الاتحاد الاوروبي والدول العربية التي تدرك بأن ايران تهددها هي ايضا. 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى