ترجمات عبرية

هآرتس: على نتنياهو ومؤيديه أن يعتذروا للاردنيين

هآرتس 15/4/2024، نوعا لنداو: على نتنياهو ومؤيديه أن يعتذروا للاردنيين

إن نكران الجميل والعمى المطلق لمؤيدي رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تجاه الرئيس الامريكي جو بايدن، والضرر الذي ألحقه هو ومؤيدوه باستراتيجية تأييد الحزبين، التي لم تعد هناك أي فائدة من محاولة شرحها بأدوات تقليدية. رغم أنه بعد 7 اكتوبر 47 في المئة من المستطلعين في استطلاع  أجرته “أخبار 12” اجابوا بعدم التراجع لأنهم يفضلون دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة، وهذا الدليل على أنهم لم يعودوا يميزون بين الخير والشر والمصالح الحقيقية لدولة اسرائيل. هؤلاء الاسرائيليون، الذين يتم تلقينهم كل يوم بالاكاذيب حول “جو النعسان”، في انقطاع مطلق عن الواقع على الارض، وايضا استعراض التأييد الكبير والهام لتاريخ العلاقات بين الدولتين، الذي وقع أمس في سماء الشرق الاوسط، كما يبدو لن يقنعهم. لذلك، من الجدير التوقف الآن بالذات عند انتقاد ذاتي آخر، الذي في عالم سليم كان سيكون مطلوب منهم القيام به: تخريب العلاقات مع الاردن، الذي اسهامه في صد الهجوم الجوي كان حاسم جدا.

على مدى سنين خربت حكومات نتنياهو مرة تلو الاخرى بالعلاقات الغضة مع المملكة الاردنية. الحقيقة تعززت توطدت العلاقة بين الاجهزة الامنية والمخابرات في الدولتين، التي بدأت بالسر حتى قبل اتفاق السلام، لكن الصعيد المدني – الاقتصادي اهمل تقريبا بشكل كامل وتم اهمال الكثير من المشاريع المدنية التي رافقت الاتفاق، بالاساس المشاريع التي استهدفت تحسين ضائقة المياه في الاردن. أحد المستويات القياسية في تدهور العلاقات السياسية كان بالطبع تصريحات نتنياهو بأنه ينوي ضم غور الاردن. ولكن كان هناك ايضا التآكل المتعمد في الوضع الراهن في الحرم ومكانة البلاط الملكي باعتباره الراعي الديني والتاريخي للحرم، ورد الاردن الغاضب على الوضع السياسي على صورة مطالبته اعادة الى سيادته الجيوب التي توجد في نهرايم وتسوفر. ولكن كان هناك ايضا عدد من الاحداث مثل الاستقبال الدافيء جدا الذي اعطاه نتنياهو للحارس الاسرائيلي الذي قتل اردنيين في تموز 2017، وهو الحادث الذي أدى الى دفع تعويضات واعتذار اسرائيل، أو الحادث الذي فيه اغلق نتنياهو المجال الجوي امام الطائرات الاردنية في نهاية مواجهة بدأت عندما وضعت اسرائيل العقبات أمام زيارة الأمير الاردني في القدس.

الاهانة المتشككة لحكومات نتنياهو واليمين للعلاقات مع الاردنيين، ضمن امور اخرى بسبب الدعم الثابت لحل سياسي للفلسطينيين خلافا لاوهام اليمين حول “الخيار الاردني” للفلسطينيين، الذي كرره في مناسبات مختلفة ايضا يئير نتنياهو، أدت مع مرور السنين بالولايات المتحدة بضغط من اسرائيل الى تقليص المساعدات الامنية للمملكة، الامر الذي يبدو الآن كسوف كلي. 

لكن ذروة السخافة في العلاقة الباردة جدا مع الدولة التي تشاطر اسرائيل الحدود الاستراتيجية الاطول، كانت الرد الغاضب لحكومة “التغيير” على ما تم نشره في تموز 2021 بأن رئيس الحكومة في حينه، نفتالي بينيت، التقى مع الملك عبد الله بالسر في عمان في محاولة لفتح صفحة جديدة في العلاقات التي قام نتنياهو بتبريدها. وايضا لقاءات وزير الخارجية في حينه يئير لبيد مع نظيره الاردني ايمن الصفقدي.

في اوساط الشعبويين اليمينيين ساد في حينه ذعر شديد من أن تحسين العلاقات مع الاردن، لا سمح الله، سيكلف اسرائيل اثمان باهظة، على رأسها عملية سياسية مع الفلسطينيين أو المس بالتحالف الخليجي، حتى النظرة التجارية للمياه المقدسة في ارض اسرائيل كانت موجودة. 

إن افشال الهجوم الايراني هو في المقام الاول دليل واضح على اهمية التحالفات الاقليمية المعتدلة، بما في ذلك مع الفلسطينيين. في الفترة التي سبقت 7 اكتوبر قالوا في اليمين البيبي مرة تلو الاخرى بأن القضية الفلسطينية “تمت ازاحتها عن جدول الاعمال”، وأنه يمكن التطبيع مع السعودية بصورة منفصلة عما يحدث في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، واستخفوا وخربوا العلاقات مع الحزب الديمقراطي في امريكا وخربوا العلاقات الاستراتيجية مع الاردن. وايضا صمموا على اضعاف السلطة الفلسطينية وتقوية حماس. في هذا الاسبوع فركت عيني بدهشة أمام شاشة القناة 14. فقد نشروا هناك أن “الخيار الاقل سوءا لليوم التالي هو سيطرة مؤيدي فتح على قطاع غزة”. واذا كان ينبغي لأي شخص الشعور بـ “خيبة الأمل” الآن فهذا ليس اليسار الذي حذر دائما من كل هذه الامور. نتنياهو ومؤيدوه يجب عليهم الاعتذار الآن، ليس فقط من بايدن، بل ايضا من الاردنيين. 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى