ترجمات عبرية

هآرتس: شهادات مرعبة عن حقبة نتنياهو

هآرتس 2022-06-14، بقلم: يوسي فيرتر

أيهود أولمرت ربما سيخسر في دعوى الافتراء التي قدمتها ضده عائلة نتنياهو. هناك شك كبير فيما إذا كان سينجح في أن يتحمل عبء تقديم البينة وإثبات مقولته: إن «رئيس الحكومة السابق وزوجته وابنه هم مرضى نفسيون بحاجة على علاج نفسي». لكن نتنياهو قدم لنا خدمة ممتازة عندما قدم الدعوى. الأمور التي سمعت، أول من أمس، في محكمة الصلح في تل أبيب تشكل تذكاراً يثير الاشمئزاز والقشعريرة مما تخلصنا منه بالضبط في مثل هذا اليوم قبل سنة، ومما يمكن أن يتكرر بسرعة في هذه الأيام، مدفوعاً بمنشطات الانتقام والاندفاع الجامح لإغلاق حسابات، والتخلص من خصوم ومن «يحيكون ملفات».
أولمرت هو شخص لا يهرب من الخصومات، بل العكس. ففي الوقت الذي تشتعل فيه نار بينه وبين شخص آخر، هو يقوم بإحضار غالون نفط بدلاً من إحضار الطفاية. هذه الأمور ورطته في السابق أكثر بكثير من النتائج المحتملة في حالتنا هذه، وهو دفع التعويضات. الأموال توجد في جيبه بقدر جيد وهو يستطيع تحمل ذلك. الأسلوب الفظ لرئيس الحكومة الأسبق، السياسي الذي كان يستمتع في التطاول على نتنياهو في المقابلات، ليس هو القصة.
وسائل الإعلام البيبية عملت، أول من أمس، بلا كلل من أجل تسليط الضوء عليه، والاستخفاف بأسلوبه بهدف واضح وهو أن يحرفوا الانتباه عن شهادة البروفسور عوزي أراد، الذي كان رئيس مجلس الأمن القومي والمستشار السياسي الكبير لنتنياهو، وشهادة نير حيفتس المستشار الإعلامي السابق. هما رافقا بصورة ملاصقة جداً العائلة في منزلها الشخصي وفي مكتب رئيس الحكومة. وليس فقط هناك، أيضاً في الطائرة وفي البيت الأبيض وفي بلير هاوس. الأول في جميع المشاورات السياسية والأمنية، والثاني في جميع اللقاءات السياسية.
من وصفهما ظهرت صورة مخيفة، التي في أي دولة غربية كانت ستهز أركان جنون الأنظمة الخاص الذي انزلق وشوّش وأحدث فوضى، وألحق أضراراً بجميع أنظمة الحكم، بما في ذلك في المجالات الأكثر تفجراً. بدءاً بلقاءات حساسة جداً مع شخصيات رفيعة جداً في الإدارة الأميركية التي لم يتم الإعداد لها كما يجب؛ لأن السيدة لم تكن مسرورة من أي أحد، ومروراً بقضية كاشف المعادن في الحرم، وانتهاء بقرار الحكومة في موضوع هيئة الإذاعة العامة. قصص معروفة جيداً في الجهاز السياسي والإعلام، لكن جزءاً منها لم يتم كشفه، سواء بسبب غياب الأساسات، أو بسبب الخوف من آلة الدوران العنيفة لعصابة قيصاريا. أول من أمس، سمعنا جزءاً منها من الخيول الهاربة من الإسطبل مثل الكثير قبلها.
هذه ليست معارك وحل مثلما حاول تصويرها، أول من أمس، المتحدثون باسم رئيس المعارضة. هذا وصف للوهلة الأولى يبدو أصيلاً، للوحل العميق الذي كانت الدولة غارقة فيه حتى قبل سنة. هو يصف مثلما في مسرح اللامعقول رئيس حكومة ضعيفاً وخانعاً و»مضغوطاً ومنضغطاً» (حسب التعبير الأسطوري لأرئيل شارون)، ومحكوماً من قبل زوجته وابنه. إذا كان هذان لهما تأثير مخفف وكابح، مثلما على سبيل المثال إيفانكا ترامب وجارد كوشنر في 6 كانون الثاني سيئ الذكر، فلا بأس. ولكن الأمر ليس كذلك. من بين الثلاثة، هكذا تولد الانطباع، بنيامين نتنياهو هو، كيف يمكن قول ذلك، الأكثر هدوءاً والأكثر تحكماً بنفسه.
إن تأطير التفاصيل التي قدمها أراد وحيفتس على منصة الشهود هو الأمر الأبعد عن القيل والقال. طالما كان الأمر يتعلق بقصص صحافية، نسبت لمصادر مجهولة، فلا بأس في ذلك. عائلة نتنياهو كان يمكنها أن تشتكي بأن دمها قد أهدر وما شابه. وعندما حيفتس، مع كل الإشكالية التي فيه، وصف مشهداً للرعب (نكتفي بوصف: مجنون) ليائير نتنياهو في غرفة عمل رئيس الحكومة فهذا شيء. في المقابل، عندما البروفسور أراد شهد أن جزءاً من نزوات سارة المعروفة «جبى ثمن من دولة إسرائيل» فهذا موضوع مختلف كلياً.
يمكن الافتراض بأن الشهادات، وما سيحكم به في نهاية المحاكمة، لن تؤثر سلباً على وضع نتنياهو. في الواقع السياسي المشوّه عندنا هو حتى يمكن أن يخرج رابحاً من هذا الحدث مثلما خدمته لائحة الاتهام. وهذا ما يسمى: فقط في إسرائيل. بعد انتهاء شهادات المدعين الثلاثة نشر نتنياهو منشوراً متوارعاً يشبه فيه نفسه بالضحية. وقد تباكى فيه على الضرر الذي أصابه. في نهايته اتهم أولمرت بالمس بـ»جمهور الإسرائيليات والإسرائيليين الذين يواجهون تحديات نفسية. لقد حولتهم إلى كيس سياسي رخيص للكمات».
من الجميل أن نتنياهو تذكر أن يظهر حساسية لمن يعانون من أمراض نفسية. أين كانت هذه الحساسية عندما بادر في الحملة الانتخابية سيئة الصيت إلى بث أفلام دعائية، ومئات وربما آلاف المرات، في التلفزيون وفي الشبكات الاجتماعية، وادعى فيها أن بيني غانتس هو مريض نفسي. كيف يمكن نسيان الصورة المجمدة لغانتس وهو يدير عينيه أو يحاول دس كلمة في أقوال مُجرية المقابلة «يو يو يو يونيت». الإشارات الإجرامية تجاه غانتس كانت خطيرة وضارة أكثر بألف مرة من مقابلتين لسياسي متقاعد.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى