ترجمات عبرية

هآرتس: دعم بايدن لإسرائيل حقيقي وعميق، لكنه ليس شيكًا مفتوحًا

هآرتس 11-10-2023، بقلم الون بنكاس: دعم بايدن لإسرائيل حقيقي وعميق، لكنه ليس شيكًا مفتوحًا

في اللحظة التي قارن فيها الرئيس الأمريكي وخلفه نائبته كامالا هاريس، بربرية حماس مع بربرية داعش، فقد حول ب المواجهة الحالية بذلك إلى شأن أمريكي خالص، حتى قبل إشارته بغضب شديد وانفعال واضح إلى قتل الأطفال واغتصاب النساء والـ 14 مواطناً أمريكياً الذين قتلوا. إن وقوف بايدن إلى جانب إسرائيل بشكل مطلق لا يجب أن يفاجئ أحداً باستثناء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والببغاوات الواقفة على كتفه، التي تحدثت ضده على مدى أشهر.

عندما قال “سنقف إلى جانب إسرائيل كتفاً بكتف” كان بايدن قصد ذلك. وعندما قال “سنهتم بكل احتياجات إسرائيل” سيفي بذلك. بايدن يحب إسرائيل بشكل عميق وانفعالي، حتى لو كان رأي نتنياهو سلبياً جداً. لم ينبع رده الأولي من اعتبارات استراتيجية أو مصالح سياسية أمريكية أو تفكير جيوسياسي أو الجدوى السياسية، بل من خلال الصداقة والقلق. ليس عبثاً أنه اعتبر “الرئيس الصهيوني الأول في أمريكا”. بايدن أيضاً لا ينفعل وغير قلق من تصريح هرائي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما سأل “لماذا حاملة طائرات أمريكية قريبة من إسرائيل؟ هي ستشارك في المذبحة في غزة”. بايدن يؤيد إسرائيل لأنه يحب الدولة، ولأن محاربة الإرهاب سياسة علنية مشتركة لها وللولايات المتحدة، على الأقل منذ أحداث 11 أيلول في الولايات المتحدة.

لكن في الوقت الذي تحرك فيه بايدن المشاعر والقيم، فإن الأشخاص المحيطين به يفحصون المصالح الأمريكية والسيناريوهات التي قد تتطور في الشرق الأوسط. يجب عدم الخطأ: ليس لإسرائيل شيك مفتوح للقيام بما تريد. في نهاية الأمر بايدن رئيس للولايات المتحدة الأمريكية، له حسابات ومصالح واعتبارات سياسية ومعلومات استخبارية. الأمر الأخير الذي تريده الولايات المتحدة هو الانجرار إلى مواجهة في المنطقة. وحتى تدخله في انقلاب نتنياهو النظامي وفي السياسة في الضفة الغربية، فرض على الولايات المتحدة فرضاً. الأمر الأخير الذي تريده واشنطن هو الشرق الأوسط، خصوصاً في ظل ما تشهده الساحة في روسيا وأوكرانيا والتحدي الاستراتيجي الذي تضعه الصين. الدعم الجارف لإسرائيل قد يتغير في الأسابيع القريبة القادمة، وهذا خاضع للتطورات في غزة وللعلاقة المباشرة بالتصعيد، سواء بسبب درجة القتل في الهجمات في غزة، أو بسبب اتساع المواجهات.

قرر بايدن، بواسطة وزير الدفاع لويد أوستن، إرسال جزء من “مجموعة حاملة الطائرات جيرالد فورد” إلى شرق البحر الأبيض المتوسط. وهذه تشمل حاملة الطائرات الحديثة جداً للأسطول الأمريكي، مع أربع مدمرات. القرار رمزي بالأساس، لكن يصعب تجاهل المفارقة التاريخية عديمة الأهمية العملية بالطبع، بأن حاملة الطائرات سميت على اسم الرئيس الذي أمر بـ “إعادة تقييم العلاقات مع إسرائيل”، لكن الرسالة هي الأساس.

مهمة القوات البحرية والجوية الضخمة التي تكمن في مجموعة حاملة الطائرات ليست تدمير غزة أو الدفاع عن حيفا وأشدود، بل الهدف سياسي وله أربعة أسباب:

الأول، الإعلان عن الوقوف إلى جانب الحلفاء، وهذه مصلحة تتساوق مع تعزيز الناتو على خلفية غزو روسيا لأوكرانيا، وتعزيز التحالف مع اليابان ومع كوريا الجنوبية، والتزام بايدن بالدفاع عن تايوان، وبناء تحالفات في حوض المحيط الهندي – الهادئ.

الثاني، هذا وقوف علني، حتى لو كان رمزياً، إلى جانب إسرائيل التي تعدّ حليفة مهمة للولايات المتحدة. هذا تحذير واضح للقوات في المنطقة، بالأساس إيران، بأن لا تحاول توسيع المواجهة.

الثالث، إشارة واضحة لروسيا التي تعتبرها واشنطن قوة محركة وقوة إلهام لهجوم حماس القاتل، السبت. فالولايات المتحدة تقول لبوتين: تدخلك غير المباشر معروف. ومحاولتك حرف الأنظار عن أوكرانيا واضحة. وعلاقتك مع إيران وتوابعها واضحة.

الرابع، رسالة لدول الخليج: لا تخطئوا، فالولايات المتحدة حليفة لإسرائيل، وهي تلتزم بحلفائها. وهذا نقوله لمن يتسلون من بينكم بكل أنواع الأفكار عن الصين.

إرسال حاملة الطائرات يضاف إلى البيان الأمريكي حول مساعدة “مرافقة” إلى جانب المساعدات العسكرية لإسرائيل التي تبلغ 38 مليار دولار على مدى عشر سنوات، التي تشمل ذخيرة للطائرات والصواريخ الاعتراضية. في ظل غياب رئيس لمجلس النواب، فطريقة تمرير هذه المساعدات غير سهلة. ولكن كان هناك تعهد بالعثور على طريقة سواء من قبل بايدن أم زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر.

التغيير المحتمل في سياسة الولايات المتحدة سيكون بالتدريج، وسينبع من حجم الرد الإسرائيلي في غزة. الدعم الرئيسي سيبقى، لكن ليس لكل السياسات. كلما كانت الضربة المضادة لإسرائيل أكثر شدة وقتلاً وطويلة، وكلما توازنت رواية “المواجهة في العالم”، فمن المتوقع أن تطلب الولايات المتحدة ضبط النفس وتستخدم الضغط. يمكن الافتراض بأن في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي الأمريكي أشخاصاً بدأوا يفكرون باليوم التالي من ناحية علاقات إسرائيل والفلسطينيين – ليس بالتحديد بنفس اتجاه حكومة نتنياهو. في هذه المرحلة، دعم بايدن كاسح، لكنه قد لا يستمر.

 

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى