ترجمات عبرية

هآرتس: حرب نتنياهو المستمرة

هآرتس ٢١-٣-٢٠٢٤، بقلم: تسفي برئيل: حرب نتنياهو المستمرة

“من غير المناسب القول لديمقراطية شقيقة، إنه يجب عليها تغيير قيادتها المنتخبة. نحن لسنا جمهورية موز. الحكومة الوحيدة التي يجب أن نسقطها هي الحكومة الدكتاتورية في غزة التي قتلت أكثر من ألف إسرائيلي، من بينهم أميركيون”، هذا هو النص المتباكي الذي نجح نتنياهو في إصداره في مقابلته مع الـ”سي.إن.إن”. هذا التباكي وجه للأقوال الحادة والموجهة بشكل جيد إلى السيناتور تشاك شومر، الذي عرض تحليلاً ذكياً لوضع إسرائيل، وطرح العلاج أيضاً: نتنياهو فقد الطريق لأنه أعطى أولوية لبقائه السياسي على مصالح إسرائيل. إسرائيل يجب عليها الذهاب إلى الانتخابات”.

ادعاء نتنياهو صحيح، لكن تشخيصه مشوه. إسرائيل ليست الشقيقة الديمقراطية للولايات المتحدة. حكومتها العنصرية وقوانينها المميزة واحتلال شعب آخر وقتل عشرات آلاف الأبرياء بينهم آلاف الأطفال، هي الأمور البعيدة جداً عن “شقيقة ديمقراطية”. الإدارة الأميركية والكونغرس ليسوا أعداء لإسرائيل. هم يقولون ما كانت كل أخت قلقة ستقوله لأختها قبل أن تتم مقاطعتها من قبل العائلة.

الأمر الذي حذر منه شومر هو أن الحضيض الذي أوصل نتنياهو إليه دولة إسرائيل يمكن أن يضع حكومته في مكانة تشبه مكانة السلطة الفلسطينية. ومثلما الرئيس الأميركي يطالب بتشكيل سلطة فلسطينية محدثة كشرط للحصول على الشرعية الدولية، فهكذا أيضاً يجب على إسرائيل أن تعالج قيادتها، مع فرق رئيس واحد وهو أنه في السلطة لا يتم إجراء انتخابات، والجمهور الفلسطيني لا يمكنه إحداث تغييرات في الحكومة، ورصّ الصفوف فيها سيكون مهمة محمود عباس. بالنسبة لشومر إسرائيل ليست جمهورية موز، بالعكس، يوجد له حتى الآن ثقة كبيرة بالجمهور الإسرائيلي وبقدرته على تشكيل حكومة جديرة به، حكومة لا يكون نتنياهو رئيسها. ولكن إذا لم يسارع الجمهور الإسرائيلي إلى استبدال زعيمه فهو سيتحمل المسؤولية.

نتنياهو، الذي يعرف جيداً لمن هي موجهة أقوال السيناتور اليهودي الكبير، لا تهمه النظرية الديمقراطية. كالعادة هو يشوه لائحة الاتهام ويعرضها كنية خبيثة لإحباط استمرار الحرب، وبالأساس احتلال رفح. “جهات في المجتمع الدولي تحاول وقف الحرب قبل تحقيق كل أهدافها، وهم يفعلون ذلك عن طريق توجيه الاتهامات التي لا أساس لها للجيش الإسرائيلي وحكومة إسرائيل ورئيسها”، هكذا يخدع. ولكن هذا الخطاب الكاذب يكشف الحقيقة التي عمل كثيراً على إخفائها ويثبت ادعاء شومر. نتنياهو حوّل استمرار الحرب في غزة إلى هدف يقف بحد ذاته، وليس من أجل تدمير “حماس” أو إعادة المخطوفين، بل كي نظهر للعالم من الذي يقود ويتخذ القرارات، ومن الذي لا يمكن استبداله.

“الانتخابات ستوقف الحرب ستة أشهر على الأقل”، حذر الزعيم، وهكذا كشف لنا بأنه ينوي استمرار الحرب ستة أشهر أخرى على الأقل. هل الجمهور مستعد أصلاً لحرب طويلة جداً؟ هل الدولة معدة لها؟ هل هناك أحد قرر دون أن نعرف ماذا ستكون مدة الحرب؟ في دولة ديمقراطية فإن هذا الادعاء كان سيصيب الجمهور بالدهشة والذعر وسيخرج إلى الشوارع. ولكن في دولة “السلطة الإسرائيلية”، فإن الجمهور يعرف أن الأمر يتعلق بهراءات. الانتخابات لن توقف الحرب، لأنها خفتت في نهاية المطاف. إسرائيل ستصبح قوة شرطية في غزة، تحرير المخطوفين انتقل إلى القناة الدبلوماسية، السكان يعودون إلى الغلاف رغم أن “الأمن المطلق” ما زال بعيداً، تبديد الأموال الكثيرة الذي وجد تعبيرات في الميزانية يدل على أنه بالنسبة للحكومة هذه الحرب انتهت.

لكن حرب نتنياهو يجب أن تستمر، لأن هذا هو الجوهر الحقيقي لـ”جمهورية نتنياهو” التي فيها الزعيم، المتهم بمخالفات جنائية والذي فقد طريقه، يسوق للجمهور الحرب من أجل منع القيام بعملية طوارئ ديمقراطية ضرورية ومستعجلة.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى