ترجمات عبرية

هآرتس: حان الوقت لتخرج إسرائيل في احتجاج غير مسبوق

هآرتس 2022-12-06، بقلم: رفيف دروكر: حان الوقت لتخرج إسرائيل في احتجاج غير مسبوق

بعد أن وقّع منصور عباس ليئير لابيد بأنه “تمكن من تشكيل حكومة” عاد الى كفر قاسم، الى مكاتب الحزب هناك التي يُعقد فيها ايضا مجلس الشورى. جلس عباس ورجاله في الخارج، في الظلام، وفكروا كيف سيسوّقون هذه الخطوة التاريخية. “ما هي الامور التي يمكننا أن نقول بأننا حصلنا عليها في الاتفاق؟”، سأل شخص. وبدؤوا بالإجمال. كان الإجمال تلاعبياً. عرف عباس ورجاله جيدا أنهم لم يحصلوا في الاتفاق على 53 مليار شيقل، ولا حتى على رقم قريب من ذلك. لكن الضغط السياسي كان كبيراً، وتغلبت الرغبة في التفاخر بالانجازات والـ 30 مليار شيقل المخصصة للخطة الخماسية، التي في معظمها كانت ممولة حتى لو كانت قائمة “راعم” في المعارضة، وتم ربطها بالعشرين مليار شيقل لخطة المواصلات العشرية التي لم تنطلق بعد، والثلاثة مليارات شيقل لخطة مكافحة الجريمة. من كل هذا الخليط فان حملة بنيامين نتنياهو هي التي استفادت، حيث قال بأن غلاء المعيشة في البلاد يبدأ بالـ 53 مليار شيقل التي كما يبدو حصل عليها منصور عباس.

بدأ نفتالي بينيت، مؤخراً، في مشروع استثنائي: قام المحامي عوديد غازيت بإرسال رسائل تحذير لـ “من سفكوا دمه” عندما تولى رئاسة الحكومة. مراسلون ومغردون كتبوا اكاذيب فظة بأنه قام باصلاح بيته على حساب الدولة وأن والدته مسيحية (حاخام كتب ذلك) وأنه اعطى لمنصور عباس 53 مليار شيقل. بدون التقليل، لا سمح الله، من اهمية المشروع لا يمكن تجنب طرح سؤال: الآن جئتم؟ في الوقت الحقيقي والحساس الذي لم يجد فيه بينيت أنه من المناسب أن ينشغل رئيس الحكومة بدعاوى التشهير، وهو لم يقدم دعاوى حول ذلك، فان لبيد سبق وقدم دعوى هذه المرة ضد ايلي تسيبوري، لكنه قرر سحبها. لا يجدر بشخص في مكانه أن ينشغل بمثل هذه الدعاوى. في المقابل، لم يتردد نتنياهو في تقديم دعوى تلو الاخرى ضد مراسلين ووسائل اعلام. وهو يطلق تهديدات بشكل ثابت ضد كل شيء يتحرك.

طالما واصل المعسكر الليبرالي قتاله بيد مكبلة فإن المعسكر الآخر سيواصل الفوز بسهولة. لم يوافق معسكر نتنياهو على أن يشغل اعضاؤه، للمرة الأولى في التاريخ، اللجان في الكنيست. قام نتنياهو بإجراء لقاء استمر نصف ساعة مع وريثه، ورفض تسميته “رئيس الحكومة” ولم يوافق على إجراء احتفال لتسليم مهام رئيس الحكومة، للمرة الاولى في تاريخ الدولة. الآن يصرخ رجاله ضد لبيد وغادي ايزنكوت بأنهم غير رسميين، ولا يوافقون على حكم الناخب. تشعر بالغباء في التطرق لادعاءاتهم. دعا ايزنكوت الى إجراء مظاهرة حاشدة للجمهور. ما الإشكالي في ذلك؟ دعا لبيد رؤساء السلطات الى عدم الموافقة على المناهج التعليمية الخارجية التي يصادق عليها آفي معوز، هذا من صلاحياتهم، حتى قبل أن يكون معوز هناك. أين بالضبط المس بقواعد اللعب؟

عندما تعلن حكومة نتنياهو بشكل علني عن طريق افعالها وعن تغيير دراماتيكي في طبيعة الدولة، خطوة الضم الفعلي بوساطة إخضاع الإدارة المدنية لـ اوريت ستروك، فانها تكون قد سحقت جهاز القضاء بوساطة فقرة الاستقواء، تغيير تشكيلة لجنة تعيين القضاة والغاء حق الترشح، إدخال عوامل محافظة جدا الى مضامين جهاز التعليم في الدولة، ما الذي بالضبط تنتظرونه من المعارضين؟ الجلوس بهدوء وانتظار الانتخابات القادمة؟ الموافقة على هذه الهراءات التي تقول بأن نتنياهو سيحلق في الاعلى مثل الملاك المعتدل الذي يعيش في قلبه ويحبط أي مس بالديمقراطية؟

هذا الوقت لإجراء احتجاج حاشد للجمهور من النوع الذي لم تشهد مثله الدولة. لا يجب الاعتذار أو تقديم اسباب لذلك. بالتأكيد سيكون هناك من يصلون الى اقصى حدود الشرعية للاحتجاج. وسيعتبر رجال نتنياهو ذلك نهاية العالم. من المحظور الانجرار خلفهم، ليس لأنه لم يكن من الصعب عليهم الكذب والخداع وتحطيم كل قواعد اللعب، بل لسبب بسيط وهو أنه اذا لم يتم وقف هذه الخطط، ستكون لنا دولة اخرى، بحيث إن الكثيرين من اعضاء المعسكر العلماني – الليبرالي سيجدون صعوبة في أن يعثروا على مكان لهم فيها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى