ترجمات عبرية

هآرتس – جدول اعمال رئيس الشباك القادم ..!!!

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 15/10/2021

” هناك عدة عقبات تقف امام رئيس الشباك الجديد وعلى رأسها ضعف السلطة الفلسطينية ومسألة غزة ومنحدر زلق في مكافحة الجريمة في المجتمع العربي. رغم الفضائح الكثيرة إلا أنه ما تزال تسود فوضى كبيرة في اجراءات تعيين كبار المسؤولين “.

رئيس الشباك الجديد، رونين بار، نجا بسلام من الرسالة المجهولة التي نشرت ضده. الضحية الوحيدة للقضية ظهرت كضحية غير مباشرة: وزير المخابرات، اليعيزر شتيرن، الذي صمم على القيام بانتحار سياسي فاخر، في اطار جهاده ضد رسائل الشكاوى المجهولة، اعترف ايضا بميله الى فرم رسائل الشكاوى عندما كان رئيس القوة البشرية في الجيش. العاصفة التي ثارت في اوساط الجمهور فاجأت حتى شتيرن الذي شغل منصب المتصيد الرئيسي للجيش الاسرائيلي قبل اختراع هذه الكلمة بوقت طويل. ولم يمر يومين على المقابلة البائسة التي اجراها مع راديو “103 اف. ام” حتى اضطر الى الانسحاب من المنافسة على المنصب الرفيع والزائد، رئيس الوكالة اليهودية. 

بار في هذه الاثناء كان قد دخل الى منصبه في يوم الاربعاء الماضي. المفاجأة الوحيدة من ناحية مرؤوسيه كانت تتعلق باسمه. هم في الحقيقة لم يعرفوه كـ ر. مثل معظم الجمهور الى أن تم رفع الحصانة عن اسمه في هذا الاسبوع. ولكنهم ايضا لم يعرفوا الاسم بار. حتى الآن الرئيس الجديد كان معروف في الجهاز باسم بيرزوفسكي، اسم عائلته الاصلي.

الرسالة ضده، التي صيغت بلغة ركيكة جدا، لم تؤثر بشكل كبير على لجنة غولدبرغ، لجنة المصادقة على تعيين الشخصيات الرفيعة. الادعاءات لم تكن مدعومة بأي شكوى أو أي دليل حقيقي. من المعقول أن القاضي المتقاعد اليعيزر غولدبرغ واعضاء اللجنة تأثروا في المقابل بادعاء رئيس الجهاز التارك، نداف ارغمان، بأنه لا توجد أي صعوبة في اطلاق رسالة مزورة ضده هو نفسه أو ضد أي واحد منهم خلال خمس دقائق. عندما كانت هذه هي الصورة فان اللجنة لم تتردد قبل أن تحسم القرار لصالح المصادقة على التعيين.

اثناء سفره للقاء اللجنة في القدس صادفت بار في طريقه سيارة مشتعلة. مؤيد متحمس بدرجة معينة اهتم بنشر صورة بار على الصحافيين، الذي كان حتى ذلك الوقت يسمى ر.، وهو يحمل الطفاية بيديه. وسرعان ما تحولت هذه القصة الى محاكاة ساخرة في الشبكات الاجتماعية. ولكن في سنوات ولايتة الخمسة ستنتظره حرائق اكثر شدة. الهدوء الامني النسبي لا يجب أن يضلل. بار، مثل ارغمان، سيكون عليه ايضا مواجهة امكانية الانفجار في ساحات مختلفة – ارهاب فلسطيني، ارهاب يهودي ونشاطات ارهابية ايرانية ضد اهداف اسرائيلية ويهودية في الخارج.

قنبلة موقوتة واحدة تمكن ارغمان من ازالتها عن اجندة من سيحل محله في الساحة الفلسطينية. الحديث لا يدور عن القاء القبض على الفارين من سجن جلبوع، الذي حصل على تغطية واسعة وشاملة، بل عن قضية اخرى نزلت بسرعة نسبية في العناوين. في نهاية الشهر الماضي اعتقلت اذرع الامن عشرات الاعضاء من حماس في الضفة الغربية بتهمة التورط في التخطيط لعمليات في القدس وداخل الخط الاخضر. في التحقيق معهم تم ضبط مواد متفجرة كثيرة. هذا يبدو أنه التنظيم الاكثر طموحا لحماس في الضفة منذ سنوات كثيرة.

حماس تواصل التحرك في المثلث الذي يقع بين قطاع غزة والضفة الغربية والقيادة العسكرية التي تشغل هذا التنظيم من تركيا. من ناحية رئيس حماس في القطاع، يحيى السنوار، فان عمليات من الضفة يمكن أن تساعد في تقويض التنسيق الامني بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، في حين أن استمرار وقف اطلاق النار في القطاع سيمكن منظمته من الاستيقاظ واعادة ترميم ما فقده في عملية “حارس الاسوار” في ايار الماضي. قواعد اللعب تم اعادتها الى الصفر مرة اخرى الى 9 أيار، عشية العملية. وحماس اعادت استلام كل ما سلب منها باستثناء ثلث المساعدة الشهرية القطرية بمبلغ عشرة ملايين دولار. ولكن حتى الآن لم يتم العثور على تسوية حولها.

مع ذلك، من الارجح أن محاولة اسرائيل لربط اعادة اعمار البنى التحتية في القطاع بالتقدم في مسألة الاسرى والمفقودين ستنتهي بالفشل. السنوار يلتزم بتحرير السجناء (ذوي الاحكام العالية لحماس) كما تحرر هو نفسه في صفقة شليط قبل عشر سنوات بالضبط. فجوة المواقف بين الطرفين تبدو في هذه الاثناء غير قابلة للجسر. السؤال الرئيسي هو الى متى تستطيع اسرائيل جر الوضع القائم، دون أن تسمح باعادة اعمار جوهري وبدون أن تقرر حماس استئناف اطلاق النار.

بالنسبة للسلطة الفلسطينية، رغم سنه المتقدمة (86 سنة في الشهر القادم) فان رئيس السلطة محمود عباس منذ فترة طويلة لا يبدو نشيط وحيوي، في الاتصالات مع من التقوا معه من الاسرائيليين يرفض أبو مازن بشدة اقتراح أن تأخذ السلطة لنفسها أي دور في القطاع. في جهاز الامن يقلقون من ثلاثة عوامل خطر محتملة وهي المس بالوضع الراهن في منطقة الحرم الذي يمكن أن يستقبل برد عصبي من قبل الطرف الفلسطيني، ازدياد الفوضى في مخيمات اللاجئين في شمال الضفة حيث تخاف السلطة من العمل هناك، وتصعيد معارك الوراثة في السلطة وفي فتح اذا حدث أي تغير في وضع الرئيس.

الى أن يتم استئناف المفاوضات السياسية لا يوجد ما يمكن الحديث عنه، ازاء انعدام التفاهمات داخل ائتلاف بينيت – لبيد والاهتمام القليل الذي تبديه الادارة الامريكية بهذا الامر. ولكن الحكومة تعيق مبادرات اقتصادية للتعاون، التي ربما كان يمكن أن تحسن الوضع في الضفة وتبرز التناقض بينها وبين الواقع البائس في القطاع. 

ارغمان، بصورة نادرة، تطرق بشكل علني الى هذه الامور في خطاب وداعه أول أمس. حسب قوله “غياب حوار بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، والخطوات التي قام بها أبو مازن، ادت الى اضعاف السلطة. الواقع الحالي هو أن حماس قوية والسلطة الفلسطينية ضعيفة. اسرائيل يجب عليها ايجاد طريق للتعاون مع السلطة والدفع قدما بمشاريع اقتصادية بمساعدة دولية”.

ضعف المحققين

المسألة الملحة والمشحونة جدا سياسيا الموضوعة امام بار تتعلق باسهام الجهاز في مكافحة تفشي الجريمة في المجتمع العربي. ارغمان كان متحفظ جدا من اشراك جهازه في هذه العملية خشية من أن هذا النشاط سيضعه في صدام مباشر مع مواطنين اسرائيليين غير متورطين بالارهاب أو التجسس. وكما نشر في هذا الاسبوع ينيف كوفوفيتش في “هآرتس” فان بار قام بتشكيل طاقم برئاسة شخص رفيع في الشباك سيقوم بفحص حدود المساعدة التي يمكن تقديمها للشرطة. 

احدى المشكلات البارزة تتعلق بضعف المحققين، وليس بوسائل التحقيق الموجودة لدى الشرطة. باستثناء لاهف 433 فان الشرطة فقدت خلال السنين قدرتها على استخراج معلومات من التحقيق. وهي تعتمد بشكل كبير على الدلائل التي تم جمعها قبل الاستدعاء الى التحقيق العلني. في حرب الادمغة المشهورة بين المحقق والمحقق معه فان الادمغة ضعيفة جدا. الشباك توجد له افضلية من حيث المحققين والصلاحيات. ولكن مرة اخرى يطرح سؤال المنحدر الزلق. ما هي الوسائل المشروعة في الجهود من اجل منع جريمة عندما لا يدور الحديث عن ارهاب قنبلة موقوتة؟. 

الجزء الذي تقريبا لا ينشر عنه أي شيء في اعمال الشباك يتعلق بالقضاء على التجسس ومحاولات التأثير من قبل دول اجنبية. خلال سنوات كان الروس نشطاء جدا هنا مع التركيز على محاولة تجنيد من اوساط الجالية الكبيرة للقادمين من الاتحاد السوفييتي سابقا. الآن التركيز الاساسي هو على الصين، التي تشارك في تحركات النفوذ والتجسس الالكتروني. تدخلها المتزايد تحول في السنوات الاخيرة الى عقبة كأداء أمام علاقات اسرائيل والولايات المتحدة. 

بضغط من امريكا شكلت الحكومة السابقة في 2019 هيئة لفحص الاستثمارات الاجنبية، التي استهدفت بالاساس وقف سيطرة شركات صينية على مشاريع حساسة في مجال البنى التحتية، التي يمكن أن تقلق الامريكيين. في السنوات الاخيرة اوقفت اسرائيل مشاركة شركة صينية في تشغيل مطار بن غوريون ومناقصة بمشاركة الصين لاقامة منشأة تحلية ثانية في منطقة ناحل شورك. اذا كانت الصين تأمل المشاركة هنا في مناقصات لنشر بنى تحتية للجيل الخامس لشبكة الهواتف المحمولة، فيبدو أن هذا الأمل قد تبخر.

ولكن في هذه الآلية توجد نقطة ضعف لأنها توجد تحت مسؤولية وزارة المالية، التي لها ميل مفهوم لصالح زيادة الاستثمارات في الاقتصاد. موقف الشباك يتم طرحه، لكن ليس دائما له وزن مناسب. ربما أن الخطوة الصحيحة ازاء حساسية هذه المسألة ستكون باخضاع هذه الآلية لرئيس الحكومة الذي يدرك جميع الاعتبارات المعقدة ويمكنه الموازنة بينها. 

مسألة اخرى ستقض مضاجع رئيس الشباك الجديد تتعلق باحباط العمليات في الخارج. هذا مجال المسؤولية عنه تنقسم بين الشباك والموساد. الشباك يقوم بتأمين مؤسسات اسرائيلية ويقدم النصائح لتأمين مؤسسات للجاليات اليهودية المختلفة. مؤخرا، على خلفية العملية التي نسبت لاسرائيل وهي ضرب علماء الذرة في ايران، سجل ارتفاع حاد في حجم الانذارات. المحاولة الاخيرة تم احباطها فقط قبل اسبوعين عندما تم اعتقال مواطن من اذربيجان ومواطن من باكستان بتهمة أنهما خططا للمس برجال اعمال اسرائيليين في قبرص، وهما مبعوثان من قبل حرس الثورة الايراني. سيكون هناك المزيد من هذه العمليات، جزء منها بالتأكيد اكثر احكاما. 

موضوع آخر، على الاقل اعفي منه رئيس الجهاز الجديد حتى الآن، هو متعة الخدمة تحت قيادة نتنياهو، ناهيك عن الحاجة الى استبعاد طلبات الحماية الباهظة لزوجته. بار لن يجرب كما يبدو الشعور بالضيق بعد الآن، الذي احسن وصفه مئير دغان المتوفي وغيره، حول الذهاب الى النقاشات في مكتب رئيس الحكومة. مشاركون في منتديات سياسية وامنية تولد لديهم الانطباع بأنه رغم انعدام تجربة نفتالي بينيت والعدد غير القليل من الاخطاء التي حدثت، حدث تحسن كبير في الاجواء. النقاشات اصبحت موضوعية وازيلت منها كليا اجواء جنون العظمة التي سادت حول نتنياهو في السنتين الاخيرتين لولايته.

بنظرة الى الوراء، لا ريب أن الخطر الذي حلق فوق مؤسسات الحكم السوية كان خطر ملموس. نتنياهو عمل على التخلص من جزء كبير من النخبة المهنية، مستشار قانوني، النائب العام للدولة، مفتش عام للشرطة، رئيس الشباك وغيرهم، واستبدالها برجاله. هذه القصة لم تتم روايتها بالكامل. الكثير من الاشخاص الذين كانوا هناك يعتقدون أنه  فقط كان هناك خطوة بين اسرائيل وبين اجراء تغيير لا رجعة عنه، الذي فقط بدايته تتمثل بوقف الاجراءات القانونية ضد نتنياهو. ويضاف الى ذلك اجواء التحريض والانقسام التي اشعلها رئيس الحكومة السابق ومن يؤيدونه والتي هددت اكثر من مرة بالانزلاق الى عنف شديد. اواخر ايام نتنياهو في السلطة تميزت من جانب باطلاق الشياطين العنيفين في الشبكات الاجتماعية، ومن جانب آخر محاولاته لتوسيع سلطات الطواريء التي استخدمت في فترة الكورونا لاغراض اخرى.

ما يميلون الى نسيانه هو أنه لا يوجد وعد بأن لا يعود هذا الكابوس. حكومة بينيت – لبيد غير مستقرة بشكل خاص، على الاقل حتى تمرير الميزانية فانه ما زال يمكن أن تنهار ازاء مجمل النزاعات والخلافات الداخلية.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى