ترجمات عبرية

هآرتس: تم تحذير نتنياهو من عاصفة كاملة وهذه بنود اتهامه

هآرتس 2023-11-23، بقلم: ألوف بنتم تحذير نتنياهو من عاصفة كاملة وهذه بنود اتهامه

لا يوجد أي دليل قاطع على مسؤولية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن الكارثة التي وقعت على إسرائيل في 7 تشرين الأول أكثر من الوثائق التحذيرية التي أرسلها إليه رئيس قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية “أمان”، العميد عميت ساعر، في شهر آذار وتموز الماضيين.

في هذه الوثائق التي نشر مضمونها حاييم لفنسون في “هآرتس” فإن ساعر حذر نتنياهو من أن أعداء إسرائيل، إيران وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، يلاحظون ضعف إسرائيل والإضرار بردعها بسبب الأزمة الداخلية العميقة الآخذة في التفاقم. لذلك فإن هناك احتمالية لـ “عاصفة كاملة” وتصعيد أمني.

بصفته يرتدي الزي العسكري فقد حُظر على ساعر التطرق مباشرة للانقلاب النظامي، الذي بادر إليه نتنياهو ووزير العدل ياريف لفين، الذي أحدث الأزمة الداخلية العميقة في إسرائيل. لكنه تحدث بشكل مفصل عن “الصورة السلبية الاستثنائية لبعض أعضاء الحكومة في الساحة الدولية” في إشارة واضحة إلى الوزير بتسلئيل سموتريتش والوزير إيتمار بن غفير؛ وعن “تآكل الديمقراطية وجهاز القضاء في إسرائيل” كعامل للمس بمكانة إسرائيل الدولية.

لكن نتنياهو تجاهل التحذيرات الخطيرة التي أرسلت إليه قبل التصويتات على قوانين الانقلاب في الكنيست. فبدلاً من إعداد الدولة لـ “العاصفة الكاملة” التي حذرت منها الاستخبارات العسكرية أعلن أنه قرر إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت في نهاية شهر آذار لأن الأخير أعلن عن هذه التحذيرات بشكل علني.

وقد تم تجميد التشريع والإقالة في حينه بسبب الاحتجاج في الشوارع. لكن نتنياهو لم يهتم بصد الخطر الذي حذر منه غالانت.

وبدلاً من ترك كل شيء والتأكد من أن الجيش مستعد وجاهز لمواجهة المصيبة فإن نتنياهو قام بإهانة رئيس الأركان هرتسي هليفي الذي طلب الالتقاء معه قبل التصويت النهائي في الكنيست على إلغاء ذريعة المعقولية في شهر تموز، ورفض توسل غالانت أن يؤجل التصويت.

الخطر الكامن على الحدود وفي المناطق لم يهم نتنياهو. فقد ركز على تدمير الديمقراطية الإسرائيلية وترسيخ مكانته كحاكم أعلى وتحويل الموارد للحريديين والمستوطنات.

يتنصل نتنياهو من المسؤولية عن الكارثة بذريعة أن الاستخبارات العسكرية والشاباك لم يحذروه بشكل دقيق من هجوم حماس، بالصورة والتوقيت الذي حدث فيه.

لا شك في أن الاستخبارات التي كانت دقيقة في التحذير الاستراتيجي فشلت في فهم الإشارات التي تمت مشاهدتها في غزة، ليس فقط أن المراقبات الموجودات في ذاك القطاع على الحدود مع غزة حذرن من أمور كانت تحدث خلف الجدار (كما نشر ينيف كوفوفيتش هنا في نهاية الأسبوع الماضي)، بل تم الرد عليهن بتجاهل من الأعلى.

حتى مراسلا “واشنطن بوست” ستيف هندريكس وحازم بلوشي وصفا في مقال نشر في 21 أيلول، قبل أسبوعين ونصف الأسبوع من الاقتحام، تدريبات لحماس والجهاد على إطلاق الصواريخ واختطاف جنود و”انقضاض على مستوطنات”. وهي التدريبات التي نشر عنها في وسائل الإعلام في غزة، لكن في إسرائيل لم يقرؤوا عنها.

من وثائق التحذير تظهر مشكلة أيضاً في العقيدة الاستراتيجية للاستخبارات العسكرية، التي تركز على الأعداء الأقوياء مثل إيران وحزب الله وتتعامل مع الفلسطينيين في غزة وفي الضفة الغربية كتهديد أقل خطراً على إسرائيل.

لا شك في أن القوة العسكرية ومنظومات الصواريخ لدى حماس والجهاد كانت أضعف بكثير من الموجودة لدى حزب الله، وأن الفلسطينيين أكثر قابلية للضرر في عملية إسرائيلية من إيران البعيدة.

ولكن يوجد للفلسطينيين ميل أكبر للمخاطرة كما يتضح من سلسلة المواجهات معهم في عشرات السنين الأخيرة، وشرعية داخلية أكثر وشرعية دولية لمهاجمة إسرائيل مما يوجد لإيران أو لبنان.

الاستخبارات العسكرية أيضاً لم تعطِ أهمية كافية لاستفزاز الحكومة “اليمينية المطلقة” الصارخ للفلسطينيين، وهو الاستفزاز الذي تمثل بتوسيع المستوطنات ومقاطعة السلطة الفلسطينية سياسياً والزيادة الواضحة في اقتحام اليهود للحرم (المسجد الأقصى) – التي منذ 100 سنة توفر للفلسطينيين المبرر لاستخدام العنف.

في الإحاطات منذ اندلاع الحرب، التي تستند أيضاً إلى التحقيق مع أسرى حماس، فإن رجال الاستخبارات في إسرائيل قالوا إن يحيى السنوار بدأ في التخطيط للمذبحة بعد عملية “حارس الأسوار” في ربيع 2021.

في حينه اقتحم رجال الشرطة في البلدة القديمة منطقة الحرم. ليس بالصدفة سميت عملية حماس “طوفان الأقصى”، بالضبط مثل “انتفاضة الأقصى” في العام 2000، بعد أن قام رئيس المعارضة في حينه، أرئيل شارون، بزيارة الحرم.

الاستفزاز والاستخفاف وصلا إلى الذروة عندما وعد نتنياهو بالتوصل إلى سلام مع السعودية دون إعطاء أي شيء للفلسطينيين، وهو الوعد الذي ظهر وبحق كدعوة للمواجهة.

لكن رغم الفجوة في تقديرات “أمان” والأخطاء الاستخبارية في حل لغز خطط السنوار وتدريبات حماس فإن نتنياهو هو المسؤول الرئيس عن الإعداد المعيب لإسرائيل لكارثة 7 تشرين الأول. فقد تجاهل التحذير من التصعيد ولم يقم بفحص استعدادات الجيش ودفع بكل قوته الفلسطينيين إلى المواجهة. هذه هي بنود اتهامه.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى