ترجمات عبرية

هآرتس: ترانسفير طوعي؟ هذه فكرة جيدة

هآرتس 2024-02-12، بقلم: عكيفا الدار: ترانسفير طوعي؟ هذه فكرة جيدة

مفهوم “ترانسفير طوعي” يطرح أمام ناظرينا شخصية الكهاني إيتمار بن غفير. فكرة “تشجيع الفلسطينيين على الهجرة” تذكر على الفور بمؤسس حزب الترانسفير رحبعام زئيفي. حلمهم وحلم أمثالهم، بدءا بالكاهنة الكبرى للحركة المسيحانية دانييلا فايس وانتهاء بأغبيائها المبتذلين مثل ميكي زوهر الذين كانوا يرقصون في مؤتمر “العودة إلى غوش قطيف”، حلمهم يشبه “عيرف راين” (منطقة خالية من اليهود بتعبير النازية). ارض إسرائيل من البحر وحتى النهر خالية من العرب. رغبة طفل فلسطيني في سكن يهمهم مثل رغبة قط شارع بمأوى من الأمطار. ولكن باستثناء من ينفثون سم تفوق اليهود وكراهية الأجانب والإدمان على العقارات، فإن إعادة التوطين يمكن أن تكون مبادرة مرحبا بها.

مفهوم “إعادة التوطين” للاجئين من العام 1948 ذكر للمرة الأولى في تفويض “الأونروا” الصادر في العام 1949. فقد جاء فيه أن المنظمة ستعمل سنتين – ثلاث سنوات فقط إلى حين حل الظروف التي نشأت بسبب حالة الطوارئ وإعادة توطين اللاجئين الذين هم تحت رعايتها. وقد تم تقدير عددهم في حينه بـ 700 ألف شخص. لكن ادعاء “حق العودة” استخدم كسبب (أو كذريعة) للدول العربية الثرية التي قامت بإغلاق أبوابها أمام اللاجئين.

منظمات المقاومة الفلسطينية حولت مخيمات اللاجئين إلى دفيئات لتربية المقاتلين ضد إسرائيل. في الوقت الذي فيه ممثلية الأمم المتحدة للاجئين “يو.ان.اتش.سي.آر” عملت على إعادة توطين اللاجئين في كل النزاعات في العالم، فإن “الأونروا” أصبحت مزودة الطعام والتعليم والصحة والرفاه للاجئين الفلسطينيين. مدير عام “الأونروا” جيمس ديفيز قال في العام 1959، إن المنظمة هي احد الأثمان – كما يبدو الأدنى من بينها – الذي يدفعه المجتمع الدولي من اجل عدم حل المشاكل السياسية للاجئين.

كارثة 7 تشرين الأول فرضت على العائلات الإسرائيلية “ترانسفير” غير طوعي. جرائم “حماس” حكمت بالترانسفير غير الطوعي أيضا على مئات آلاف العائلات الفلسطينية. هذه الأزمة العميقة يجب أن تشكل خشبة القفز من اجل حل جذري، يتجاوز العثور على بديل للأونروا؛ تسوية تؤدي إلى إنقاذ لاجئي العام 1948 من قذارة مخيمات اللاجئين. هذه عملية حيوية، حتى لو كانت غير كافية، لإنهاء النزاع والمصالحة بين الشعبين.

الكثير من القتلة الذين قاموا باقتحام غلاف غزة في 7 تشرين الأول، مخربون وانتحاريون وزعماء “حماس”، خرجوا من هذه المخيمات. ثلاثة أجيال حملت في عنقها مفاتيح بيوتها في عسقلان ويافا والقطمون، وهم يعرفون أن الجيل القادم محكوم عليه بحياة الضائقة وعدم الأمل. الضوء الذي بزغ عند التوقيع على اتفاقات أوسلو في 1993 خفت عندما قتل اسحق رابين وتلاشى في ظل حكومات اليمين الاستيطانية.

فكرة إعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين ليست جديدة. فهي كانت مشمولة في خطة الرئيس الأميركي بيل كلينتون، والتي ارتكزت على حل الدولتين. مبادئ الخطة التي عرضت على الطرفين في نهاية العام 2000 تمت مناقشتها أيضا في محادثات طابا بين حكومة إيهود باراك والفلسطينيين في بداية العام 2001. بعض الدول، منها الولايات المتحدة وكندا، وافقت على استيعاب عدد من اللاجئين. الخطة شملت إقامة منظمة دولية لتمويل هذه المبادرة. وقد تم التوضيح بأن تطبيق جميع بنود الخطة سيعتبر تنفيذا لقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة 194 الصادر في تشرين الثاني 1948، الذي يعتبره الفلسطينيون الأساس القانوني لتبرير مطالبتهم بحق العودة. مبادرة السلام للجامعة العربية في آذار 2002 نصت على أن القرار 194 هو الأساس لحل مشكلة اللاجئين، لكن هذا الحل يجب أن يكون عادلا ومتفقا عليه.

قضية اللاجئين عادت إلى طاولة المفاوضات في المحادثات التي أجراها رئيس الحكومة إيهود أولمرت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في العام 2007. وقد اتفقا على أن عددا قليلا من اللاجئين (50 – 100 ألف) يمكن استيعابه في إسرائيل في إطار جمع شمل العائلات. الأغلبية الساحقة يمكنها الاختيار بين إعادة التأهيل في الدولة الفلسطينية أو الهجرة إلى دولة ثالثة (ترانسفير طوعي، كما قلنا). أولمرت اقترح أن تؤسس إسرائيل وتدير صندوقا دوليا يجند الأموال من اجل تعويض اللاجئين عن خسارة ممتلكاتهم. في تحقيق شامل اجري في 2007 تم تقدير التعويض الشامل بأقل من مليار دولار، وهذا مبلغ يساوي نفقات الولايات المتحدة في ثلاثة أيام قتال في العراق.

في استطلاع للرأي العام أجري في تلك الفترة في أوساط عينة كبيرة لـ 4500 لاجئ فلسطيني في المناطق والأردن ولبنان، وجد الباحث الفلسطيني الدكتور خليل الشقاقي، أنه فقط أقلية صغيرة (لاجئو غزة والضفة الغربية، اقل من 10%) أجابوا بأنهم يريدون أن يكونوا مواطنين إسرائيليين، 9% من اللاجئين في الأردن و5% من اللاجئين في لبنان فضلوا الهجرة إلى دول أخرى.

الأغلبية الساحقة من المستطلعين اختارت إمكانية بناء مستقبلها في دولة فلسطينية مستقلة. أين سيقيم كل هؤلاء بيوتهم؟ يمكن البدء بـ”كريات اربع”، عند الخبير المعروف بالترانسفير الطوعي، مع صورة القاتل، هو وأصدقاؤه في شبيبة الفظائع لن يتم تهجيرهم من بلادهم، بالعكس، هم سيحصلون على سلة استيعاب سخية من اجل الهجرة إلى دولة إسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى