ترجمات عبرية

هآرتس – تحت رعاية اليسار، حكومة بينيت ستخلد الوضع في المناطق

هآرتس – بقلم  نوعا لنداو  – 27/8/2021

” برعاية اسطورة “الوضع الراهن” عن مصالحة متزنة فان حكومة بينيت ستدفع قدما، بصورة اكثر من أي وقت مضى، بتخليد الوضع السيء القائم، وستعمق علاقات القوة في المناطق لاجيال وستبعد أكثر فأكثر امكانية حل الدولتين، وكل ذلك برعاية اجنحة اليسار “.

سأبدأ المقال بقصة قصيرة، التي هي تمثل الواقع وتمثل مثال ايضا. فصيل متطرف في القدس قرر مؤخرا الخروج الى حرب “ضروس” ضد مرور القطار الخفيف في احياء دينية. لماذا؟ القطار، كما تبين، هو اقتحام مخيف يناقض “الطابع الاصولي”. وهم يطلبون بأن يمر تحت الارض. لماذا القطار غير محتشم في حين الحافلات محتشمة؟ هل هذا يتعلق بما توصل اليه فرويد، وهل ودفنه يعيده الى العقل الباطن؟. وحتى مراسل “اخبار 12″، يئير شركي الذي حاول الحصول على جواب من المتظاهرين، لم ينجح في أن يفهم الامر حتى نهايته. ولكن الجواب الحقيقي كان واضح وهو أن “كل جديد ممنوع في التوراة”. بالنسبة لجماعات معينة استعارت هذا التعبير كما هو وبصورة منفصلة عن مغزاه الاصلي، فان الوضع الراهن في كل مجالات الحياة هو مقدس. 

إن مصطلح “الوضع الراهن” تجذر في اسرائيل بالاساس فيما يتعلق بالعلاقة بين الدين والدولة. ولأن مصدره في اتفاقات قديمة بين مجموعات سكانية فيبدو أنه يعكس تصالح نموذجي تم التوصل اليه في وقت ما، وكل تغيير سيضر بنقطة توازن مثالية. ولكن كل اسرائيلية تعرف أن الوضع الراهن هو حقا ليس تسوية مثالية، بل تمسك بوضع قائم وتخليد علاقات قوة ترسخت طوال فترة طويلة، حتى لو كانت خاطئة من اساسها.

ليس فقط أن الوضع الراهن دائما يخلد علاقات القوة، خلافا للفهم السائد بأنه يخلق نوع من جمود الزمن، بل هو ايضا يمكن فعليا الطرف الرابح من تعميق السلوك الذي يفضله ويدفع به قدما، في حين أن الطرف الخاسر يكون مقيد. كل ذلك يذكره الاسرائيليون جيدا. لأنه باسمهم ما زال الوضع الراهن يمنعهم من استخدام المواصلات العامة في ايام السبت، لكنهم يفضلون النسيان عندما يتعلق الامر بسياسة اسرائيل في المناطق.

منذ سنوات طويلة والسياسة المفضلة على حكومات اسرائيل في الموضوع الفلسطيني هي “الحفاظ على الوضع الراهن”. بدون وجع رأس المفاوضات وبدون اختراقات، فقط يكفي ما هو قائم، وهذا كل ما في الامر. احتلال عسكري الى الابد. بنيامين نتنياهو حول هذه السياسة الى راية. نفتاليبينيت، يتبين، ينوي أن يستغل هذه المقاربة بصورة اكبر. في مقابلة مع “نيويورك تايمز” وصف في هذا الاسبوع كيف أن حكومته ستحافظ كما يبدو على نوع من التوازن الوهمي. لأنه من جهة هي لن تقوم بالضم ومن الجهة الاخرى لن تقوم دولة فلسطينية. هل هذا تجميد للزمن يفيد الجميع؟ بالتأكيد لا. الوضع القائم على الارض يخدم فقط من يعارضون حل الدولتين. والدليل على ذلك يظهر في اقوال بينيت نفسه، الذي قال في المقابلة بأنه الى جانب التجميد الظاهري فان اسرائيل ستواصل توسيع المستوطنات باسم “الزيادة الطبيعية”. ايضا سيصادق للفلسطينيين ظاهريا على البناء في “القرى القائمة”، أي أن اسرائيل ستواصل التوسع بشكل غير قانوني، لأن هذا هو القائم، والفلسطينيون سيبقون في مكانهم.

خلافا لنتنياهو، الذي قام بترسيخ سياسة عدم وجود سياسة على حكومات يمينية ومستوطنين الذين استفادوا بشكل عام من الوضع حتى لو أنهم فضلوا الضم، يستخدم بينيت التنوع السياسي في ائتلافيه من اجل تبرير هذه السياسة. “ما نقوم به هو العثور على الطريق الوسط”، قال. “كيف نركز على ما  نحن متفقون عليه”. الوضع القائم الذي يمكن من تعميق الاحتلال والضم الزاحف، اضافة الى توسيع المستوطنات، ليس في أي حال من الاحوال طريق وسط. اليسار في الحكومة يعرف ذلك جيدا، لكنه يسمح بخليد هذه الفرضية، ويسمح لبينيت باستخدامه كذريعة. 

برعاية اسطورة/ خدعة “الوضع الراهن” عن مصالحة متزنة من انتاج سياسة الوسط التي تتمسك بالرغبة الوهمية للشعب، فان حكومة بينيت ستدفع قدما، بصورة اكثر من أي وقت مضى، بتخليد الوضع السيء القائم، وستعمق علاقات القوة في المناطق لاجيال وستبعد أكثر فأكثر امكانية حل الدولتين، وكل ذلك برعاية اجنحة اليسار. لأن الجديد ممنوع بحسب التوراة، والاساس هو أن لا يمر هنا قطار السلام في أي يوم من الايام.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى