ترجمات عبرية

هآرتس: تبرئة الشرطي الذي قتل بالرصاص إياد الحلاق رخصة لقتل العرب

هآرتس 23-7-2023، ديمتري شومسكي: تبرئة الشرطي الذي قتل بالرصاص إياد الحلاق رخصة لقتل العرب

قبل نحو شهرين ونصف، بعد شجار في الشارع، أطلق دنيس موكين من “غان نير” النار وقتل ديار العمري، وهو من سكان قرية صندلة. قال موكين إنه استخدم السلاح بغرض الدفاع عن النفس، ولكن توثيق الحادثة يثبت أن الأمر يتعلق بعملية قتل بدم بارد. في البداية، أطلق موكين النار على صدر العمري وكتفه أثناء الشجار، وعندما أدار العمري ظهره وهرب باتجاه سيارته، استمر موكين في إطلاق النار عليه بفزع في حين أن ظهر العمري كان أمامه، إلى أن أفرغ الذخيرة من سلاحه.

في المقابل، قدمت النيابة العامة في منطقة الشمال قبل شهر لائحة اتهام ضد موكين للمحكمة المركزية في الناصرة بتهمة التسبب بالقتل. ولكن ربما فتحت الآن ثغرة هرب أمام موكين على شكل قرار حكم هستيري ومثير للاشمئزاز لقاضية المحكمة المركزية في القدس، حنه مريام لونف، التي قامت قبل أسبوعين بتبرئة الشرطي أ، مطلق النار على إياد الحلاق وقتله، من تهمة القتل غير المتعمد. الحلاق فتى فلسطيني من شرقي القدس، وهو مريض بالتوحد ومع مستوى أداء متدن، تم اتهامه بالخطأ بأنه إرهابي مسلح، كان مستلقياً على الأرض وهو مصاب بنار رجال الشرطة في غرفة قمامة قرب باب الأسباط، حيث كانت بجانبه وردة أبو حديد، مرشدته في مؤسسة التعليم الخاص التي كان يتعلم فيها، والتي صرخت على رجال الشرطة بأن الأمر يتعلق بأحد ذوي الاحتياجات الخاصة؛ حتى يتوقفوا عن إطلاق النار عليه. في الوقت الذي أدرك فيه قائد القوة بأن الحلاق لا يشكل أي خطر على حياة أحد وصرخ على رجال الشرطة وطلب منهم التوقف عن إطلاق النار، فإن مرؤوسه أ. تجاهل نداءات أبو حديد وأوامر قائده وأطلق النار على الحلاق وأرداه قتيلاً.

قال أ. بأنه كان على ثقة بأن الحلاق إرهابي كان ينوي قتل امرأة موجودة في المكان. تصعب عدم رؤية كذب فظ في هذه الأقوال، لأن هذه المرأة، مرشدة الحلاق، حاولت أن تشرح لرجال الشرطة بكل الطرق بأنه معاق ولا يعرض حياة أحد للخطر. لكن القاضية لونف لم تختلط عليها الأمور إزاء هذه الوقائع. ومن خلال التعرج اللفظي الذي ما كان ليخجل خطاب ما بعد حداثي بصيغة بربرية بشكل خاص، قامت القاضية بتحويل الكذب إلى خيال وقالت بأن الشرطي قد شعر بخطر شخصي ووهمي وأخطأ “خطأ غير مقصود”.

ولإضفاء الشرعية على هذا الخيال، طرحت القاضية خيالاً عملياً كاملاً: “عندما سقط هذا الشخص على الأرض بعد إطلاق النار على الجزء السفلي من جسده، ثم قام بحركة سريعة للأعلى رغم التعليمات التي تلقاها بعدم الحركة، أثناء تصويب البندقية نحوه، فهي حركة فسرها الجندي أنها حدث عملي لعمل إرهابي كمظهر من مظاهر الشجاعة من قبل مخرب لا يتنازل ويحاول المس به مرة أخرى”.

قام أ. بإعدام الحلاق عند قيام الأخير بحركة نحو مرشدته وهو يحاول الشرح لمن يطاردونه بأنه معها. في نهاية كذب أ. المشوش، قررت القاضية بأنه “وفي خيال الشرطي العملي والمشروع، كان الأمر يتعلق بـ “مظهر من مظاهر الشجاعة من قبل مخرب لا يستسلم ويحاول الضرب مرة أخرى” (متى كانت المرة السابقة للمس؟). ربما في وهم مشترك بين الشرطي أ. والقاضية ل.

لذا، فإن موكين، وهو خريج دورية مثلما أكدته الأخبار، يمكنه الادعاء من الآن فصاعداً بأن هروب العمري الذي كان مصاباً في صدره وكتفه نحو سيارته، إنما يُفسر على أنه “أحد مظاهر الشجاعة، وليس كمحاولة للهرب من إطلاق النار”، فمن يعرف كمية السلاح المخبأة في سيارة العربي! هكذا، ووفقاً لخيال عملي لخريج الدورية موكين، يسوغ إفراغ مخزن سلاحه على ظهر العمري لمنعه من “الضرب مرة أخرى”.

في الحقيقة، يمكن الافتراض بأنه لم يكن من السهل تبرئة موكين من تهمة قتل العمري، لأن إطلاق النار على العمري تم توثيقه في فيلم. (الكاميرات الخاصة التي وضعت في غرفة القمامة التي أعدم فيها الحلاق كانت معطلة، حسب ادعاءات الشرطة وقسم التحقيقات مع رجال الشرطة، خصوصاً يوم الحادثة؛ هذا يذكر بغياب التوثيق الغريب لقتل بوريس نمتسوف في منطقة مليئة بالكاميرات في موسكو، قرب ميدان الساحة الحمراء). ولكن لا شك أن قرار حكم القاضية لونف، الذي يناقض العقل السليم، يمكن تفسيره كإعطاء رخصة لقتل العرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى