هآرتس: بن غفير يمنح قاتل معطان وساماً

هآرتس 10-8-2023، بقلم اسرة التحرير: بن غفير يمنح قاتل معطان وساماً

أُصيب عمار عسلية برصاص حي عند اجتياح مستوطنين قرية برقة عشية السبت الذي قتل فيه قصي معطان. اثنان من المستوطنين أطلقا النار من مسدس وبندقية نحو الفلسطينيين. بعد ساعات قليلة من دعوة الوزير إيتمار بن غفير لمنحهما وساماً وحث السلطات على اعتقال الفلسطينيين، اعتقلت قوة من الجيش والشرطة، الأحد ليلاً، عسلية وثلاثة من أبنائه للاشتباه بأنهم كانوا بين السكان الذين خرجوا للدفاع عن أراضيهم وممتلكاتهم.

ظهر أمس، أمر قاض في القدس بإطلاق المستوطنين المعتقلين إلى الإقامة الجبرية. إذا لم يرفع استئناف وإذا رفع ولم يقبل، فالواقع سيحاكي التوقعات الأكثر تهكماً: الفلسطينيون الذين سعوا لصد الاجتياح سيبقون قيد الاعتقال، وتحت ضغط المستوطنين وحزبهم، سيحاكمون بتشدد في محكمة عسكرية أمام قضاة عسكريين يهود، في حين سيتحرر المعتدون وسيحاكمون بخفة في محكمة مدنية، هم أيضاً أمام قضاة يهود، يعرفون جيداً من هو السيد.

سعى النائب أحمد الطيبي أول أمس لزيارة المعتقلين الفلسطينيين الأربعة. بعث بطلبه إلى قائد لواء “شاي”، عوزي ليفي، إذ إن الإذن بزيارة معتقل يجب أن يأتي من الجهة المسؤولة عن التحقيق. وسارع النائبان تالي غوتليف وتسفي سوكوت بزيارة المعتقل يحيئيل اندور، المشبوه بإطلاق النار والضلوع في قتل معطان، والذي كان أصيب بالحجارة في أثناء المواجهة. قال بن غفير إنه لا صلة له بالزيارة ولا صلاحيات للإذن بها. لكن النائب الطيبي تلقى مساء الثلاثاء كتاباً من الوزير إياه بأنه، في ظل خروج عن صلاحيته، منعه من زيارة المعتقلين الفلسطينيين الأربعة.

هكذا أوضح بن غفير مدى ازدواج معايير دولة إسرائيل. ففلسفة وسياسة التمييز التي تميز بين اليهود والفلسطينيين (مواطنين عرب في إسرائيل ورعايا في أرض محتلة)، ليستا جديدتين. ونتائجهما منظومة قانون مزدوجة: عسكرية ومدنية في المنطقة ذاتها، وتمييز في التخطيط للفلسطينيين من على جانبي الخط الأخضر، وتسامح مع عنف اليهود… كل لك وغيره إرث الحكومات السابقة.

لكن بن غفير يتنافس مع وزير المالية ووزير المستوطنات والبؤر الاستيطانية بتسلئيل سموتريتش على تعميق سكين الأبرتهايد المغروسة أساساً. بن غفير يوسع عدم المساواة داخل الكنيست أيضاً، بين منتخب من الجمهور العربي ومنتخب من الجمهور اليهودي، بنزع شرعية يفعلونها لمجرد وجودها للأحزاب العربية.

سموتريتش وبن غفير هما منتخبا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. عليه تلقى المسؤولية الرئيسة عن مسيرة التحول الفاشي السريع الذي يجري أمام ناظرينا ويعرضنا جميعاً للخطر.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook