ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم نير حسون – ليئون يكمل سنة كرئيس بلدية القدس،المخاوف تبددت، وكذا توقعات التغيير

هآرتس – بقلم  نير حسون  – 9/12/2019

في الاسابيع القريبة القادمة سيتم فتح شارع جديد وقصير في القدس. هذا الشارع سيربط بين حي رمات شريت ومدرسة بفيار التي تقع قرب جبل هرتسل. حسب الخطة تقرر أنه سيتم وضع اشارة ضوئية تمنع دخول السيارات في ايام السبت. في القدس، كما هو معروف، توجد أحياء مغلقة أمام مرور السيارات في ايام السبت، ولكن اغلاق شوارع جديدة تخرج من حي علماني ولا تدخل الى منطقة سكنية للمتدينين، هو استثنائي.

منذ الصراعات ضد اغلاق شارع بار ايلان في التسعينيات، فان اغلاق شارع في حي غير متدين يعتبر خرق للعقد غير المكتوب للابقاء على الوضع الراهن بين المتدينين والعلمانيين في المدينة. لذلك، ليس صدفة أنه في السنوات الاخيرة تقريبا لم تحدث حالات كهذه في العاصمة. ولكن الآن، اللافتة والاعلان الذي جاء في اعقابها (سكان الحي قرروا البدء في النضال)، تثير احتمال تحول موضوع الاشارة الضوئية الى ازمة شديدة ستوضع على طاولة رئيس البلدية موشيه ليئون. وبالمناسبة هو غير مسؤول عن تخطيط الشارع المذكور. هذا الشارع أعد في عهد سلفه، نير بركات.

ولكن ربما أن هذه القصة ليست هي الازمة التي ستواجهنا قريبا. بالنسبة لكثيرين فان المفاجيء هو حقيقة أنه فقط الآن، وبعد سنة على تولي ليئون لرئاسة البلدية، نشاهد في الافق مواجهة بين المتدينين والعلمانيين.

قبل الانتخابات وبعدها على الفور سمعت تنبؤات متشائمة حول مستقبل القدس تحت قيادة ليئون. معظم هذه التنبؤات، كما يعترف حتى من يعارضون رئيس البلدية، تبددت. المتدينون حصلوا بالفعل على جميع مراكز القوة في البلدية، وليئون الذي لم ينجح حتى في ادخال نفسه الى مجلس البلدية، يعتمد عليهم كليا. اضافة الى ذلك، اعضاء المجلس البلدي المتدينين يحصلون على ميزانيات كبيرة ويقررون سياسة البلدية في معظم المواضيع. ولكن يبدو أنه في المقابل، هم يمنحون ليئون هدوء مصطنع، حتى في الصراعات التي تتعلق بأيام السبت والوضع الراهن. هكذا، في حين أن المعارضة العلمانية لليئون تواصل الادعاء بأن العلمانيين يتعرضون لهجوم، حتى لو كان غير ملموس. “العلمانيون في تراجع”، قال رئيس المعارضة من قائمة اليقظة، عوفر باركوفيتش. “احتياجات المتدينين تستجاب واحتياجات العلمانيين عالقة. نحن في معركة صد”.

ولكن يصعب القول بأن العلمانيين شركاء في شعور الطواريء هذا. خلافا لجميع التوقعات ورغم سيطرة المتدينين المطلقة على اجهزة البلدية، فانه في السنة الاخيرة لم يتم الدفع قدما بمواضيع كان يأمل المتدينون تحقيقها في ظل رؤساء بلدية آخرين. مثلا، مبنى المحطة وحانة “الوحش”  في كريات يوفيل، التي كانت سبب صراعات ايام السبت، تواصل العمل كالمعتاد. ايضا مبنى الاستجمام في سوق محنيه يهودا، الذي اعتقد كثيرون بأن ليئون والمتدينين “سيناضلون ضده”، يعمل بدون ازعاج. وقد تفاخر ليئون وقال إن “حقيقة أن موضوع المتدينين – العلمانيين تمت ازاحته عن جدول الاعمال، هي جزء من سياستي”، واضاف “لا يجب أن يكون هذا هو الموضوع الرئيسي في القدس. توجد للجميع مواضيع اكثر جدية وأنا سأبذل كل ما في استطاعتي من اجل العيش بدون توتر”. في هذا السياق يؤكد رئيس البلدية على الائتلاف الواسع الذي شكله “من ميرتس وحتى الاصوليين”.

في نفس الوقت، المواجهة بين المتدينين والعلمانيين لم تختف تماما. ربما اختفت من مراكز الاستجمام، لكنها ما زالت توجد في الاحياء المختلطة التي فيها تجمعات المتدينين تواصل الازدياد والبلدية تستجيب لطلباتهم في الحصول على خدمات ومؤسسات تعليمية قرب البيت. “توجد لدينا جدالات وصدامات، لكن الجميع يعرفون أنه يجب عليهم العيش معا”، قال ولخص اقواله “من غير المعقول أن الاصوليين الذين دخلوا الى كريات يوفيل قبل 15 سنة لا يحصلون على روضة للاطفال”.

توجد أذن صاغية

بشكل عام ليئون هو رئيس بلدية من السهل الوصول اليه أكثر من سلفه؛ عدد من السكان وموظفون وعمال يصلون اليه بسهولة اكبر ويحظون بأذن صاغية لديه. ولكن هذا، حسب اقوال معارضيه، يميز طريقة ادارته – اطفاء حرائق وتحييد ازمات، دون خطط بعيدة المدى أو عمليات تفكير عميق. “كم مرة تحتاج الى الحلم؟”، قال ليئون ردا على ذلك بغضب، “الرؤيا هي شيء تقوله لمرة واحدة وكفى. بعد ذلك أنت تذهب الى العمل. لقد انتهينا من الرؤيا ونحن لا نتحدث عنها طوال اليوم. أنا رجل عملي ولست رجل اقوال”.

بعد مرور سنة على توليه لمنصبه، يظهر أن ليئون وكأنه ما زال في حملته الانتخابية. في محادثة له مع “هآرتس” ركز على المواضيع التي تحدث عنها في حملته الانتخابية، مثل نظافة المدينة والبناء. النظافة هي أمر هام، أجاب من ينتقدونه. ولكن ادارة مدينة مثل القدس تحتاج الى أكثر من ذلك. انتقاد آخر هو أن القدس لا تلائم نفسها مع رؤى متطورة في ادارة مدن القرن الواحد والعشرين. ففي حين أن ليئون يتفاخر في العثور على اماكن اخرى لانشاء محلات تجارية وتنفيد وعده الانتخابي بالوقوف بالمجان (في الساعة الاولى)، هناك من يذكرون بأن التوجه العالمي هو العكس تماما: تقليص اماكن الوقوف داخل المدن.

“أنا لا أحب كلمة محاربة (السيارات الخاصة). أنا أريد أنه اذا ذهب شخص للتسوق في السوبرماركت أن لا يضطر الى الدفع مقابل ساعة الوقوف”، قال ليئون واضاف “أنا أتواصل مع ما يحدث في العالم. ولكنني أصدرت تعليمات لمسح الاحياء من اجل ايجاد اماكن وقوف اخرى. لأنه في نهاية المطاف الشخص يعود الى البيت في الليل ويجب أن يجد مكان للوقوف”. وعلى المدى البعيد، قال، القطار الخفيف سيقلل استخدام السيارات الخاصة. “ولكن لا يمكن تقليل السيارات بالأوامر، يجب خلق بدائل”. اضافة الى هذا التصريح يجب التذكير بأنه ليئون رفض طلب لشركات الدراجات الكهربائية بالانتشار في المدينة. في هذه الاثناء سمح لها بالعمل في المنطقة الصناعية في جبل حوتسفيم فقط.

الزاوية الاخرى التي تشغل ليئون هي النظافة. هناك هو يرى نجاح رائع. “أنا أتجول في المدينة وأرى أنها تحولت لتصبح نظيفة”، قال واضاف “القدس ستكون من بين المدن الاكثر نظافة في دولة اسرائيل. وأنا عندما أتحدث عن القدس فأنا أتحدث عن شرقي المدينة وغربيها ايضا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى