ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  جاكي خوري – لا يوجد للفلسطينيين نافذة فرص، لكن فتحت لهم كوة 

هآرتس – بقلم  جاكي خوري – 29/8/2021

” منطلق عمل القيادة الفلسطينية هو أن حكومة بينيت ستبقى قائمة بما يفوق التوقعات. لذلك، هم يطالبون باحترام الاتفاقات القائمة التي تم التوقيع عليها بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، التي بحسبها سيتم منع تحركات احادية الجانب وافساح المجال للعمل والاستقرار  “.

اذا كان مفهوم “نافذة فرص” يعتبر تعبير شائع في اللغة السياسية الدبلوماسية، فانه بالنسبة لقيادة السلطة الفلسطينية استخدام كلمة “نافذة” هو تقدير مبالغ فيه جدا في كل ما يتعلق بحكومة بينيت – لبيد وموقفها من الفلسطينيين. “نحن نرى بارقة أمل في كوة فرص”، قال لي في هذا الاسبوع مصدر فلسطيني رفيع في رام الله. “اذا كان الوضع امام نتنياهو والدعم الذي منحه اياه ترامب ميؤوس منه، فانه الآن يوجد منحى لتغيير، ليس فقط بسبب بينيت وتشكيلة حكومته، بل بالاساس بسبب الادارة الجديدة في واشنطن”. ولكن هذا المصدر حرص على أن يضيف: “نحن واقعيون ونعرف أن مسار التقدم، اذا كان يوجد اصلا مسار للتقدم اليه، سيكون في الاساس بطيء جدا وسيكون مكرس للحفاظ على الوضع الراهن”.

في مكتب أبو مازن وفي مكتب رئيس الحكومة محمد اشتية يستمرون في فحص وجهة الحكومة الاسرائيلية. لذلك، اللقاءات التي اجراها في هذا الاسبوع رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، في واشنطن مع الرئيس جو بايدن حظيت بالمتابعة والاهتمام. ومن الرسائل التي وصلت في نهاية الاسبوع الى رام الله عرفوا أن اساس المحادثات في المسألة الفلسطينية كان مع وزير الخارجية، انتوني بلينكن، وبدرجة أقل مع بايدن. صحيح أن الموضوع الفلسطيني طرح من قبل الرئيس، لكن في اطار الوقت الذي خصص للقاء وسلسلة المواضيع التي كانت على الاجندة، لم يكن هناك مكان للتعمق فيه، وبالتأكيد لم يكن أي مجال للتفصيل.

“لو أن بينيت حاول ايضا تجاهل المسألة الفلسطينية إلا أننا نعرف أنه طلب منه عرض رزمة تسهيلات مدنية”، أكد المصدر الفلسطيني الرفيع في السلطة المطلع على الاتصالات مع الامريكيين. في رام الله يتوقعون ايضا محادثة  من واشنطن لاطلاعهم على المستجدات في الايام القريبة القادمة لأن “شبكة العلاقات مع الامريكيين موضوعية جدا وهي مفتوحة الآن”، قال المصدر الرفيع.

إن اطلاعنا على المستجدات من واشنطن سيكون مهم ايضا قبل قمة ثلاثية من المخطط عقدها في يوم الخميس القادم في القاهرة بمشاركة رئيس السلطة أبو مازن وملك الاردن عبد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. هذه القمة تعتبر كتنسيق للمواقف قبل انعقاد الجمعية العمومية في الامم المتحدة. وفي رام الله يتلمسون الطريق لمعرفة اذا كان على هامش الجمعية العمومية سيكون مجال للقاء شخصي أول بين الرئيس أبو مازن والرئيس بايدن بعد المكالمة الهاتفية الودية بينهما في منتصف أيار الماضي. هذا اذا تم عقد اللقاء وجها لوجه بسبب قيود الكورونا.

أبو مازن ومعظم القيادة الفلسطينية يقدرون أن حكومة بينيت ستبقى قائمة لفترة تتجاوز المتوقع رغم التناقضات الكثيرة في تشكيلتها. الافتراض الاساسي هو أن الخوف من انتخابات مبكرة وعودة نتنياهو ستمنع اسقاطها. لذلك، المقاربة في رام الله هي أن الحديث لا يدور عن حكومة عابرة أو مؤقتة. 

اضافة الى ذلك، في محادثات سياسية، بما في ذلك مع القاهرة وعمان وجهات غربية، بما فيها بريطانيا وامريكا، فانهم في القيادة السياسية الفلسطينية يطرحون طلب معقول بالنسبة لسقف التوقعات من اسرائيل: احترام الاتفاقات القائمة التي تم التوقيع عليها بين اسرائيل والسلطة. هذا الامر، حسب الجهات في القيادة الفلسطينية، سيمنع القيام بخطوات احادية الجانب، ويمكن أن يسمح بهامش عمل واستقرار، وربما حتى حوار حول انتخابات في مناطق السلطة، بما في ذلك في شرقي القدس وقطاع غزة. انتخابات في الساحة الفلسطينية والانشغال بها، قالت الجهات، سيعطي الطرفين هامش من الوقت والمناورة، والامر سيكون متعلق بعملية ستستغرق اشهر طويلة سيضطر فيها الطرفين الى تجنب القيام بخطوات احادية الجانب.

هذا التقدير يتساوق مع رسائل وصلت الى رام الله من الممثلين الاسرائيليين الذين يتحدثون مع نظرائهم في رام الله، التي بحسبها بينيت مستعد لأي تعاون غير سياسي، حيث في الاساس القصد هو مساعدات مدنية للسلطة. رسائل بهذه الروحية وصلت بالتحديد من الممثلين العرب في الحكومة، وزير التطوير الاقليمي عيساوي فريج والوزير في وزارة المالية حمد عمار ومنسق اعمال الحكومة في المناطق، الجنرال غسان عليان. “يرسلون العرب من اجل التحدث مع العرب”، قالت جهات رفيعة في الحكومة الفلسطينية بتهكم. 

امام كل ذلك، في السلطة ينظرون بالتحديد لوزير الدفاع بني غانتس، بحكم منصبه، على أنه شخص قادر على القيام بتحركات. اضافة الى ذلك، سواء أحب غانتس ذلك أم لا، في الطرف الفلسطيني يعتبرونه الشخص الاكثر قربا من الادارة في واشنطن. حسب رأيهم، الدفع قدما بتسهيلات مدنية واحترام الاتفاقات، بما في ذلك تجنب القيام بخطوات احادية الجانب تشمل بناء كثيف في المستوطنات وخطوات صارمة في الشيخ جراح وفي الاحياء العربية في القدس، يمكن أن يمنح الطرفين الهدوء النسبي، وبالاساس البقاء. توجه السلطة الآن، وتوجه اسرائيل ايضا، هو عدم حسم النزاع، بل حسب النهج الامريكي، ادارته. وتجنب القيام بمفاجآت حيث أن الامكانية الكامنة للتصعيد كبيرة جدا، بالتحديد في المجالات التي سيطرة السلطة فيها تقريبا معدومة. واحداث شهر أيار الاخيرة في القدس وفي القطاع هي الدليل على ذلك.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى