ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – حكومة تحايل وخيانة ثقة

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 14/5/2020

حكومة الوحدة بين الليكود وأزرق ابيض، التي يفترض أن تؤدي اليوم اليمين القانونية، ولدت في خطيئة مخالفات الرشوة القاسية التي يتهم بها بنيامين نتنياهو، اتيحت فقط وحصريا بفضل التحايل على جماهير المقترعين، وحتى قبل أن تتشكل اصبحت كلمة مرادفة لخيانة ثقة الساحة السياسيةتجاه الجمهور.

ليست صدفة أنه حتى اللحظة التي ستؤدي بها هذه الحكومة اليمين القانونية – لم يتبدد الخوف من أن يكون نتنياهو يعتزم امتشاق خطوة أخيرة من قبعة السحر على نمطه الميكافيكلي: التراجع عن الاتفاقات. هكذا يضرب المسمار الاخير في نعش البديل السلطوي الذي قام له لاول مرة منذ عشر سنوات ويقتاد دولة اسرائيل الى جولة انتخابات رابعة، بلا معارضة وعمليا كمرشح وحيد لرئاسة الوزراء.

هكذا هو الحال عندما تقام الوحدة على عدم الثقة المتبادلة وعدم الاحترام الاساسي. ليس عبثاان استقالة رئيس أزرق أبيض بيني غانتس من منصب رئيس الكنيست تترافق وتخوف شديد من أن “ينهار” مع استقالته فجأة الاتفاق الائتلافي المعقد فيفقد أزرق ابيض رافعة ضغط على نتنياهو.

من الصعب التفكير بتعبير أوضح لمدى الثقة السائدة بين الطرفين. والتي سترافق الحكومة الجديدة والجمهور حتى لحظة تنفيذ التناوب بين نتنياهو وغانتس. فالخوف من ادارة نتنياهو الظهر سيرافق أبدا هذه الحكومة على مدى كل ايامها. وسيتعين على رجال أزرق أبيض أن يتعلموا العيش مع هذا الخوف الدائم.

غير أن الخوف وعدم الثقة لن يكونا فقط خبز  عيش أعضاء الحكومة. فالجمهور كله سيضطر الى ان يتعلم العيش مع عدم اليقين المطلق بالنسبة لدوافع الحكومة وأن يتصرف في ظل الشك في أنه ليست المصلحة الوطنية هي التي تملي خطواتها بل الاعتبارات القضائية لمن يترأسها.

هذا وضع غير مرغوب فيه للمواطنين في كل الدولة، في كل وقت وفي كل وضع. ولكن في دولة اسرائيل، التي في كل لحظة معطاة توجد قبل، بعد، او في ذروة جولة قتالية – فان هذا يعد وضعا خطيرا ومتفجرا.

أخطر من ذلك هو أنه في الوقت الذي توجد فيه على جدول اعمال الحكومة ومبادرة احادية الجانب لتغيير حدودها؛ مبادرة من شأنها أن تضع حدا لحل الدولتين – بتشجيع حماسي جدا من رئيس امريكي عديم المسؤولية – هذا يعد رهانا سائبا على مستقبل الدولة.

محظور أن تخفي الابتسامات الاحتفالية التي ستغلف الكنيست اليوم حقيقة أن هذه هي حكومة افساد المقاييس التي يقودها متهم بالجنائي. اما تمنيات النجاح التي يجدر ارسالها الى الحكومة الجديدة فيجمل إذن ان نتمناها لمواطنيها الذين ينطلقون اليوم الى المجهول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى