ترجمات عبرية

هآرتس: بايدن يحاول ترميم تحالفات أميركا المتصدّعة في الشرق الأوسط

هآرتس 2023-10-20، بقلم: عاموس هرئيل: بايدن يحاول ترميم تحالفات أميركا المتصدّعة في الشرق الأوسط

قام الرئيس الأميركي، جو بايدن، أول من أمس، بزيارة خاطفة لإسرائيل في ذروة الحرب في قطاع غزة. هذه الخطوة غير المسبوقة رافقها خطاب سيسجل في كتب التاريخ. واصل بايدن العناق الدافئ والموافقة العلنية لإسرائيل. مع ذلك، يعكس هذا العناق ايضا قلق أميركا من تصرفات القيادة في إسرائيل ومن احتمالية أن يؤدي ذلك الى حرب اقليمية، وكانت هناك عدة طلبات من ناحيته أيضا.

 

أبلغ بايدن الإسرائيليين بأنهم ليسوا وحدهم، وطرح بشكل مؤثر ذكرى الكارثة التي عادت الى الخطاب الإسرائيلي بكل قوة بعد المذبحة الصادمة ضد المدنيين في غلاف غزة، التي نفذتها “حماس” في هجومها يوم 7 تشرين الأول. شرح بايدن لسامعيه الأميركيين بأنه وبشكل متناسب فإن هذه الأعمال الفظيعة تشبه هجمات 11 ايلول. كرر الرئيس تهديده القاطع لإيران و”حزب الله” كي لا يدخلا في حرب مع إسرائيل رغم أنه من الواضح أنه اتفق مع مستضيفيه بأنه لا توجد أي معارضة للولايات المتحدة بالقيام بعملية برية للجيش الإسرائيلي في القطاع. وقد وعد بايدن ايضاً برزمة مساعدات أمنية أميركية واسعة، وتعهد بأن الجيش سيحصل على كل السلاح الذي سيحتاجه.

عند الاستماع للرئيس العجوز والمثير للانطباع لم يكن بالامكان أن لا نأسف على غياب زعيم إسرائيلي لديه قدرة مشابهة لإظهار الانسانية (المستضيف الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، شوهد في العدسات وهو يبعد بيده رئيس الدولة، اسحق هرتسوغ، كي يلتقط هو أولاً صورة مع الضيف على سلم الطائرة). مع ذلك، جاء بايدن يحمل اقوالاً ظهرت متناقضة من وجهة نظر إسرائيل، التي يتم تكرارها يومياً في الاستوديوهات. هو يؤيد القضاء على “حماس”، ولكنه يعارض احتلال القطاع. ويوضح فإنه بالنسبة له ليس جميع الفلسطينيين في غزة هم من اعضاء “حماس”.

ربما تلاحظ الولايات المتحدة ايضا فرصة استراتيجية في الكارثة التي حدثت هنا. منذ سنوات كثيرة تحمل أميركا على ظهرها سنامة من فترة الرئيس براك اوباما والرئيس دونالد ترامب، تثير الشكوك من قبل اصدقائها في المنطقة بخصوص التزامها بأن تهب لمساعدتهم في اوقات المحنة. صاغ اوباما في 2013 خطوطاً حمراً ضد نظام الاسد في سورية – استخدام السلاح الكيميائي ضد المواطنين – ولم يقم بتطبيق اقواله. وتجنب ترامب في 2019 مد يد العون للسعوديين عندما اصيبت مواقع النفط في بلادهم بشكل شديد جراء هجوم ايران. لم يوافق بايدن عندما كان نائبا للرئيس اوباما على خطوة الرئيس هذه.

أكدت استراتيجية الادارة الحالية بشكل خاص على التحالفات الاقليمية. هذه فرصة للمساعدة، ومحاولة إحياء التحالفات التي يبدو أنها تضررت (ضعف إسرائيل الذي يظهر هنا قد يكون له ثمن ايضا في العلاقات مع الدول الصديقة في المنطقة)، ايضا اظهار القوة في المنافسة مع الصين على النفود العالمي. على الصعيد السياسي، قبل سنة وبضعة اسابيع على الانتخابات الرئاسية، فانه من غير السيئ لرئيس ديمقراطي أن يظهر القوة العسكرية (إن كان لاستخدامها الفعلي، مع امكانية التورط، يمكن أن تكون تأثيرات سياسية سلبية).

الدعم الأميركي رافقته ايضا طلبات، وافق كابنت الحرب عليها، ولم يكن أمامه أي خيار آخر؛ يمكن تجاهل الخطاب العنيف والمتسارع في استوديوهات اليمين. لن تعيق إسرائيل المساعدات الانسانية من مصر لجنوب القطاع طالما أن الحديث يدور عن غذاء ودواء للسكان المدنيين. وبخصوص المساعدات الانسانية من أراضيها فانها ستسمح بذلك بعد اعادة المخطوفين الإسرائيليين، وهي تطالب بالسماح بزيارتهم من قبل الصليب الاحمر.

بالنسبة للممر الانساني فقد أملى بايدن على إسرائيل قواعد لعب جديدة. ينبع هذا من الوضع في المنطقة الشمالية. إسرائيل بحاجة الى الردع الأميركي، وعلى رأس ذلك وجود حاملات الطائرات كي لا يغري ذلك ايران و”حزب الله” بالانضمام للمعركة. ما زالت هذه الامور ديناميكية. فلا توجد أي قدرة استخبارية كي تقرر بشكل مؤكد كيف سيتصرفون هناك. من الواضح أن الايرانيين يعطون وزنا ثقيلا لرئيس “حزب الله”، حسن نصر الله، وقدرته على تحليل اعتبارات إسرائيل.

المشكلة هي أن حسن نصر الله منذ الحرب في 2006 حذر جداً. يبدو أنه مصاب بالدوار بعض الشيء من مكانته الجديدة. يواصل “حزب الله” هجماته بالصواريخ المضادة للدروع، واطلاق قذائف الهاون، واطلاق النار من سلاح خفيف، ويفحص في كل يوم من جديد صبر إسرائيل. شمل هجوم أول من أمس اطلاق الصواريخ على كريات شمونة. وبعد بضع دقائق على انتهاء خطاب بايدن (بعد طيران الرئيس اطلقت رشقات من غزة). قام الجيش الإسرائيلي بقتل خلية أطلقت قذائف الهاون نحو إسرائيل. وفي هذه الاثناء أعلنت الامم المتحدة والسعودية اخلاء رعاياها من لبنان خوفا من اندلاع حرب وشيكة.

يرمز قدوم بايدن ايضا الى محاولة اقامة نوع من تحالف غربي لدعم إسرائيل، بروحية الوقوف الاخلاقي لغرب اوروبا تأييدا لاوكرانيا عندما تمت مهاجمتها من قبل روسيا. ربما ساعدت “حماس” على بلورة هذا التحالف عندما رافقت بصلية صواريخ وجهت الى مطار بن غوريون خروج المستشار الالماني من هنا. في الايام القريبة القادمة سيزور البلاد ايضا زعماء فرنسا وبريطانيا. قامت بريطانيا بارسال سفن حربية الى المنطقة. وأرسلت فرنسا تهديدات لإيران ولبنان وذكرتهم بالاضرار المالية التي تنتظرهم اذا لم يتم وقف تصعيد “حزب الله”.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى