ترجمات عبرية

هآرتس: انقلاب النظام والتمييز الاقتصادي

هآرتس 23-2-2023: انقلاب النظام والتمييز الاقتصادي

أعلن بنك إسرائيل الإثنين عن رفع حاد بمعدل 0.5 في المئة للفائدة. فور ذلك، ضعف سعر الشيكل بأكثر من 1 في المئة، وواصل الضعف في الغداة أيضاً. يدور الحديث عن صافرة إنذار حقيقية: رفع الفائدة كان يفترض أن يعزز الشيكل. لكن ضعف الشيكل بدلاً من أن يتعزز، دليل قاطع على فقدان الثقة بالاقتصاد الإسرائيلي.

منذ بدأت المداولات على الانقلاب النظامي، تدق أجراس الإنذار في اقتصاد إسرائيل بكل وسيلة ممكنة. الشيكل ضعف بـ 7 في المئة منذ بداية الشهر وبـ 4 في المئة منذ بداية الأسبوع. وحسب توقعات بنوك الاستثمار في العالم، سيتواصل ميل ضعف الدولار. جدول أسهم تل أبيب هبط بـ 5.5 في المئة. وهكذا أيضاً سندات حكومة إسرائيل التي تعطي لأول مرة منذ سنين مردوداً (فائدة) أعلى من سندات حكومة الولايات المتحدة.

معظم هذه الانخفاضات تأتي بخلاف الميل العالمي، وهي نتيجة سحب الأموال من إسرائيل. كانت شركات التكنولوجيا العليا أول من أعلن عن أن المخاطرة الإسرائيلية عالية جداً، ولهذا تفضل إيداع بعض من أموالها في دول أكثر أماناً. وحذرت الشركات من مس في الاستعداد للاستثمار فيها، لأن إسرائيل بدأت تتخذ صورة دولة ذات ديمقراطية ضعيفة، لأن النذر بقفز المخاطرة الإسرائيلية نحو درجة، انتشر في كل صوب والبنوك تبلغ عن ارتفاع دائم في سحب الودائع منها، ومستشارو الاستثمار يبلغون بآلاف العائلات الإسرائيلية الغنية التي بدأت لأول مرة تعنى بفتح حساب بنكي في الخارج. في بحث داخل الكنيست أمس، قال أحدهم إن هذه وتيرة مئات العائلات في اليوم.

لا يدور الحديث فقط عن فزع إسرائيلي؛ فالصحيفة الاقتصادية المهمة “فايننشال تايمز” والبنك الأمريكي الكبيرة J.P. Morgan، ومسؤولون اقتصاديون كبار في إسرائيل وفي العالم بينهم حاصلون على جائزة نوبل في الاقتصاد، كلهم انضموا إلى التحذيرات. لم تتطرق شركات التصنيف الائتماني الدولية بعد لآثار الانقلاب الدستوري، لكن معقول الافتراض بأنها ستضمها إلى عناصر الخطر القائمة في الاقتصاد الإسرائيلي، مثلما سبق أن فعلت منظمة الــ OECD هذا الأسبوع. ثمة تخوف من أن جزءاً من شركات التصنيف ستختار أيضاً إصدار تحذير عن تخفيض التصنيف.

فقد يزيد الانقلاب النظامي الخطر في أزمة مالية. لا حاجة للانتظار حتى يجتاز كل مراحل التشريع لنفهم هذا. كل المؤشرات تشير إلى ذلك الآن. إسرائيل، التي أظهرت مكانة اقتصادية مبهرة في السنوات الأخيرة حتى عندما شهدت دول أخرى أزمة، تتحول أمام ناظرينا إلى دولة مع ملاحظة تحذير مالية يخشى المستثمرون الاقتراب منها. رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، سيسجل كمسؤول عن هذه الكارثة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى