ترجمات عبرية

هآرتس: الطريق إلى لاهاي: مِن كاهانا الهامشي إلى التيار المركزي

هآرتس 2024-01-29، بقلم: جدعون ليفيالطريق إلى لاهاي: مِن كاهانا الهامشي إلى التيار المركزي

اسحق هرتسوغ، يوآف غالانت وإسرائيل كاتس، رئيس الدولة، وزير الدفاع ووزير الخارجية. هؤلاء الثلاثة اختارتهم رئيسة محكمة العدل الدولية في لاهاي، جوان دونهيو، من اجل اقتباسهم كدليل على الاشتباه بالتحريض على الإبادة الجماعية في إسرائيل. القاضية لم تقتبس الأشخاص الهامشيين الحالمين في اليمين، أو إيتمار بن غفير وإيال غولان، أو الجنرالات السابقين غيورا آيلاند (نشر الأوبئة في غزة) أو يائير غولان، رجل السلام وتشخيص العمليات (تجويع غزة). الأمر الثالث الذي أصدرته المحكمة، بتوقيع اهرون باراك، يأمر إسرائيل باتخاذ كل الخطوات الممكنة من اجل منع ومعاقبة كل الذين يحرضون بشكل علني على الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة. يبدو أن إسرائيل يجب عليها الآن التحقيق، وربما معاقبة، الرئيس والوزيرين، وكان يجب استدعاؤهم إلى الشرطة منذ هذا الصباح. إسرائيل لن تفعل ذلك بالطبع، لكن لا يمكن تجاهل الشكوك التي طرحتها المحكمة تجاه قلب إسرائيل.

القرار في لاهاي هو نموذج للتفكير الحذر والمدروس. فقط في إسرائيل، التي تنكر وتخدع نفسها، كان يمكن “تنفس الصعداء”، وحتى “الابتهاج” في أعقاب القرار. دولة تمثل للمحاكمة من قبل الأمم بسبب الإبادة الجماعية يجب عليها الخجل وليس الابتهاج. دولة رئيسها ووزراؤها متهمون بالتحريض على الإبادة الجماعية يجب أن تضع كيسا على رأسها، وألا تنفعل من الإنجاز الكبير الوهمي الذي حققته. كل إسرائيلي كان يمكنه الانكماش، أول من أمس، على الكرسي بسبب هذا الموقف، والشعور بالخزي والعار الكبيرين عند سماع مبررات هذا القرار. هناك إسرائيليون ربما سمعوا للمرة الأولى منذ بداية الحرب عن الذي ارتكبته دولتهم في غزة وما الذي تستمر في تنفيذه. هذه المرة حتى وسائل الإعلام الدعائية في إسرائيل، التي قامت بحمايتهم حتى الآن بإخلاص لا حدود له ولم تظهر لهم أي شيء، لا يمكنها أن تهب لمساعدتهم.

الآن أصبح أصعب قليلا اتهام هذه المحكمة باللاسامية بعد أن لم تقم بأمر إسرائيل بوقف الحرب. هذا لم يزعج المراسلة السياسية في “أخبار 13″، موريا اسرف – فولبرغ وهي تضع على صدرها خارطة إسرائيل الكاملة، ولم تتنازل للاساميين في لاهاي، واستمرت في تكرار الادعاء بأن المحكمة منافقة والعالم منافق وإسرائيل تدير الحرب الأكثر عدالة وأخلاقية في العالم. من يريد تصديق ذلك حتى بعد القرار في لاهاي فليتفضل، يمكن تصديق أي وهم.

إضافة إلى ذلك يجب الانتباه إلى حكمة المحكمة، التي ركزت على التيار الرئيس في إسرائيل وليس على الهوامش. هرتسوغ، رئيس حزب العمل السابق والشخص الأكثر رسمية في البلاد. غالانت، الذي منع احتجاج الوسط – يسار بجسده إقالته. كاتس، الذي في الحقيقة دعا، أمس، إلى تقديم مدير “الأونروا” للمحاكمة، لكن هو أيضا يعتبر معتدلا نسبيا – هؤلاء هم المتهمون الرئيسيون في التحريض على الإبادة الجماعية. التحريض على إبادة الشعب الفلسطيني ربما اخترعه مائير كاهانا، لكنه أصبح ملكا للجميع تقريبا.

في إسرائيل بعد 7 أكتوبر فإن الرد التقني على عقوبة غزة هو “هذا شعب كامل مسؤول”، كما قال الرئيس الذي وقع على الصواريخ؛ “أنا قمت بإزالة كل العوائق، نحن نحارب ضد حيوانات”، كما قال وزير الدفاع، الذي عندما كان قائد المنطقة الجنوبية أحب جدا القول، “يجب تحطيم رأس الأفعى”. أو “هم لن يحصلوا على أي قطرة مياه أو كهرباء”، كما هدد الدبلوماسي رقم واحد، وزير الخارجية كاتس، عندما كان وزير الطاقة.

القضاة في محكمة العدل الدولية تمكنوا من التمييز بشكل مدهش ما نرفض نحن هنا الاعتراف به وهو أن مشكلة إسرائيل هي في التيار الرئيس فيها وليس الهوامش الحالمة. التيار الرئيس هو الذي أوصلنا إلى لاهاي، وهو الذي حرض على الإبادة الجماعية، بعد أن أقنعت إسرائيل نفسها بسهولة كبيرة أنه بعد 7 أكتوبر مسموح لها كل شيء. لحسن الحظ، يبدو أنهم في لاهاي يفكرون بطريقة مختلفة جدا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى