ترجمات عبرية

هآرتس: التطبيع مع السعودية سيقودنا إلى دولة ثنائية القومية

هآرتس 7-8-2023، بقلم رفيف دروكر: التطبيع مع السعودية سيقودنا إلى دولة ثنائية القومية

يبدو أن رئيس الحكومة نتنياهو، على ثقة بأن ثمناً ضئيلاً هو كل ما سيطلب دفعه مقابل التطبيع مع السعودية. “سنعد مرة أخرى بأننا لن نقوم بالضم، إذا أراد المشتري شراء بضاعة بعناها من قبل فماذا يهمنا”، تذكر نتنياهو تعهداً بعدم ضم مناطق من الضفة الغربية مقابل اتفاق التطبيع مع الإمارات. سيتعهد الآن مرة أخرى، في الأصل بعد ذاك الاتفاق قال رئيس الحكومة، بأنه لم يتنازل عن الضم، إنما تعهد فقط بـ “تأجيله”. وبعد ذلك، سيؤجله مرة أخرى.

نووي مدني في السعودية؟ يقول نتنياهو ورجاله إن هذا سيستغرق بضع سنوات، وسيخضع للرقابة، وهذا الأمر غير جدي. من الغريب سماع ذلك ممن حذر مرة تلو الأخرى بأن إحدى النتائج القاسية للنووي الإيراني ستكون سباق تسلح في الشرق الأوسط، الذي سترغب فيه السعودية أيضاً في الحصول على قدرة نووية.

إذا كان الأمر هكذا فهي قضية أمريكية بشكل عام، حسب نتنياهو. السعوديون بالأساس معنيون بحلف دفاعي يحصنهم من إيران. ستتعهد الولايات المتحدة بالدفاع عن المملكة في كل حالة تهاجم فيها. قبيل الانتخابات الرئاسية، بدا جو بايدن متحمساً لإنجاز سياسي واحد في فترة ولايته. هذا هو الإنجاز الفعلي الوحيد الذي يمكنه التوصل إليه، وهو بحاجة إلى إسرائيل لجلب أصابع الجمهوريين. من أجل إقامة حلف دفاعي، يقول محللون في مكتب رئيس الحكومة إن بايدن بحاجة إلى 67 صوتاً في مجلس الشيوخ. يملك الحزب الديمقراطي 51 صوتاً، لكن من المرجح ألا يؤيده عدد من الديمقراطيين؛ فهل يستطيع الرئيس جلب نحو 22 سيناتوراً جمهورياً للتصويت مع إنجازه السياسي الكبير في سنة الانتخابات؟ اتفاق تعهد فيه للدفاع عن دولة قمعية، ديكتاتورية، يترأسها حاكم سبق وأن أظهر قدرته على قتل معارضيه؟ أمر غير واضح، لكن نتنياهو يفترض بأن بايدن يعقد عليه آمالاً لتجنيد دعم الجمهوريين.

هذه معادلة يجب أن نضيف إليها عدم حماسة الإدارة، على أقل تقدير، من تقديم إنجاز بهذا المستوى لنتنياهو. إنجاز يمكن أن ينقذه من الحضيض الذي هو فيه. ولكن من تحليل الوضع، يتبين بأن نتنياهو ورجاله مخطئون. من المرجح أن بايدن سيطالب بأثمان على الجبهة الفلسطينية. أولاً، التركيز على نتنياهو وزيادة فرصة تفكك ائتلافه. ثانياً، لأن هذا سيساعد السعودية على شرعنة التطبيع. ثالثاً والأهم، سيساعد على تجنيد المزيد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين لدعم الصفقة. ماذا ستكون هذه التغييرات؟ تجميد البناء في المستوطنات؟ خطاب جديد يصادق على الرؤية (الفارغة) لحل الدولتين؟

عدد غير قليل من رؤساء الولايات المتحدة حاولوا التدخل في سياسة إسرائيل. كلينتون وأوباما فشلا بشكل كبير، وتدخلهما عزز اليمين ونتنياهو. بوش الأب نجح أكثر، وبايدن فعل ذلك بطريقة أكثر حكمة منهم جميعاً. فقد نجح في عدم ظهوره عدواً لإسرائيل، بل كشخص يجد صعوبة في بلع نتنياهو. يصعب التصديق بأن إدارة بايدن، التي تظهر خبرة استثنائية في سياسة إسرائيل لن تعرف كيف تستغل اتفاق محتمل مع السعودية من أجل الضغط على نتنياهو.

في الختام، بقي سؤال واحد صغير، وهو: هل مثل هذا الاتفاق جيد لإسرائيل؟ من الواضح أنه جيد لنتنياهو. ذات مرة، استهدف الاتفاق مع السعودية أن يكون ثمرة لاتفاق مع الفلسطينيين أو مع السوريين، ولكن هذا الاتفاق قد يدفن أكثر أدوات الضغط للفلسطينيين، الضعفاء أصلاً. الطريق إلى دولة ثنائية القومية ستصبح سريعة. في جانب الفائدة، سنحصل على سياحة واستثمارات من دولة دكتاتورية، التي يريد معظم من يحبون الحرية في العالم، الابتعاد عنها. أما في جانب الأضرار، فسنحصل على شعب فلسطيني أكثر يأساً، الذي سيظهر نهجه غير العنيف للحصول على الاستقلال مسدوداً تماماً. اليمين في إسرائيل سيعتبر ذلك انتصاراً تاماً له، أما سموتريتش وأصدقاؤه فسيعتبرونه رخصة نهائية ومطلقة لتحطيم كل أدوات اللعب.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى