ترجمات عبرية

هآرتس: الترحيل الجماعي وإنشاء حديقة على موقع مدينة غزة، لا ينبغي الاستهانة بخطط المستوطنين

هآرتس 5-11-2023، بقلم عميرة هاس: الترحيل الجماعي وإنشاء حديقة على موقع مدينة غزة، لا ينبغي الاستهانة بخطط المستوطنين

“إلى البيت – عائدون إلى منطقة غزة”، هذا ليس صفحة جديدة في الفيسبوك: لقد وضع هذا الشعار في 12 تموز 2014، بعد خمسة أيام على انطلاق عملية “الجرف الصامد”. المنشور الأخير قبل الحرب الحالية طرح في 22 آب، وبشر بإقامة نواة استيطانية جديدة في شمال الضفة. المنشور التالي كان في 12 تشرين الأول، أي بعد ستة أيام على هجوم حماس، وهو يشمل صورة لجمهور من اليهود يرقصون في الشارع في مستوطنة “غنريت”، التي كتبت امرأة فوقها باسم عيدي مويئيل: أسمع الأغنية وأسمع الأصوات، غزة ممسوحة، الشمال توسع”. 

بعد بضع دقائق “طرح رجل احتياط عادي من سلاح المشاة في الجبهة” باسم بنيامين كرفليس “اقتراحاً: بعد سنتين من الآن ستكون مدينة “خلود إسرائيل”، في المكان الذي كانت فيه مدينة القتلة، غزة”، وشرح ما هو في الصورة المرفقة. “صناديق (قذائف) فارغة. الهدايا التي كانت في الداخل أرسلناها للعدو”. 

في 23 تشرين الأول، اقترح مئير دانا – فيكار، مؤسس الصفحة، “حلاً سينهي مشكلة غزة: إعادة احتلال القطاع، وتدمير مدينة الإرهاب العليا والسفلى ومخيمات اللاجئين، وطرد السكان نحو الجنوب”. في منشور آخر اقترح إصلاح خطأ وإقامة مدن يهودية في القطاع، فيها الكثير من السكان. دانا فيكار من مستوطنة “بيت حجاي”، يستهزئ بمن يستهزئ بخطته. وكم هو محق في الاستهزاء؟ مثلما تعلمنا الخمسين سنة الأخيرة، يجب أن نتعامل بجدية مع كل هذيان لأي مستوطن، والتعامل معه كبرنامج عمل للحكومة القادمة أو الحكومة الحالية. وعندما يكون هذا الهذيان مبنياً على خطط علنية لتدمير شامل وطرد جماعي، فإن الحرب هي الأرضية المناسبة لتطبيقه. 

على سبيل المثال، يطالب البروفيسور أفيتار متانيا من جامعة تل أبيب بتدمير مدينة غزة، لكنه يعارض إقامة مستوطنات بدلاً منها. في المقال الذي نشر على نموذج “المصدر الأول” في 27/10 (في الموقع نشر في 30/10 وتم رفعه فوراً)، هو يقترح تقليص القطاع واقتصاره على الجزء الجنوبي فقط، الذي سيطرد إليه السكان الفلسطينيون، ويجب تدمير غزة تماماً وإقامة متنزه ضخم بدلا منها إحياء لذكرى الضحايا؛ قبل أسبوعين كشف اميتاي غازيت من صحيفة “كلكليست” ورقة سياسة وزارة المخابرات برئاسة غيلا غملئيل، التي تتضمن اقتراحا لطرد كل سكان القطاع إلى مصر. الرسالة الداخلية وصلت إلى المجموعة التي تنشئ “هيئة لاستيطان – منطقة غزة”، وإلى عضو الكنيست أمير فايتمان (الليكود) الذي يطالب بأن تضمن رزمة تعويض سخية تعطى لمصر مقابل وضع الفلسطينيين المطرودين بإسكانات في مصر وليس في سيناء. 

إن تعيين رئيس الموساد السابق، يوسي كوهين، مبعوثاً للمهمات الخاصة الذي من صلاحيته العمل على اليوم التالي للحرب، يدل على أن هذه الأفكار ليست هامشية. مثلاً، “هل يمكن نقل جزء كبير من السكان الغزيين إلى سيناء بموافقة مصر”، كما كتب يوسي فيرتر (“هآرتس”، 3/11)، الذي أضاف أن هذا المصدر السياسي المقتبس على ثقة بأن “إسرائيل لا يمكنها الموافقة – بعد أن تهدأ النار-  على إعادة كل من هربوا نحو الجنوب إلى الشمال”. 

بعد عمليات القصف الشديدة والقتل، يدفع الجيش الإسرائيلي الآن سكان شمال القطاع نحو الجنوب، ويقوم بتدمير كل ما يمكن تدميره. في نهاية الحرب، سيتم العثور على تسوية بين من يطالبون بالطرد الكامل واستيطان كل القطاع وبين الذين سيكتفون بالاستيطان على 80 في المئة من أراضيه، وبين من يؤيدون إقامة متنزه ضخم وطرد جزئي.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى