ترجمات عبرية

هآرتس: اغتيال مهداوي الفصل الأكثر خطورة في الجبهة الشمالية

هآرتس 3-4-2024، بقلم: عاموس هرئيل: اغتيال مهداوي الفصل الأكثر خطورة في الجبهة الشمالية

اغتيال حسن مهداوي (المعروف أيضاً باسم محمود رضا زاهدي) قائد قوة القدس التابعة لحرس الثورة الإيراني في سورية ولبنان، المنسوب لإسرائيل، يؤدي بالمواجهة بين إسرائيل ولبنان وحزب الله إلى نقطة ذروة قياسية. ربما هذا هو الفصل الأكثر خطورة في الجبهة الشمالية منذ بدأت الحرب في الجنوب في قطاع غزة منذ ستة أشهر تقريباً.

مهداوي هو الإيراني الأكثر أهمية الذي نسب اغتياله لإسرائيل حتى الآن.

القائد السابق لقوة القدس، الجنرال قاسم سليماني، قتل في كانون الثاني 2020 في عملية اغتيال قامت بها الولايات المتحدة، والتي قيل إنها ارتكزت في جزء منها على معلومات استخبارية إسرائيلية.

مهداوي (63 سنة) شخصية معروفة في سورية ولبنان منذ ثلاثة عقود تقريباً.

حسب أقوال الدكتور شمعون شبيرا، المختص في شؤون حزب الله فقد اعتبر مهداوي مقرباً بشكل خاص من رئيس حزب الله، حسن نصر الله، ورجل الاتصال بين نصر الله وطهران، وهو ضليع جداً في النشاطات العملياتية لحزب الله.

ومثل شخصيات رفيعة أخرى في قوة القدس فإنه كان ينتمي للجيل المخضرم الذي شارك في الثورة الإسلامية في إيران في نهاية السبعينيات وفي الحرب بين إيران والعراق في الثمانينيات. بعد ذلك عمل هو وأصدقاؤه في جهود نشر الثورة في أرجاء العالم العربي والإسلامي.

لبنان هي الدولة الأولى التي حقق الإيرانيون فيها نجاحاً حقيقياً بفضل دعمهم لحزب الله.

لقد عرفت إيران وحزب الله عن خطة حماس لتنفيذ هجوم إرهابي قاتل في غلاف غزة، لكن رئيس حماس في القطاع يحيى السنوار لم يشركهم في قرار الهجوم في الوقت المحدد، 7 أكتوبر السنة الماضية.

وكالة “رويترز” نشرت بأن قرار السنوار فاجأ إيران وأغضبها لذلك قررت عدم الاستجابة لتوقعاته وأمرت حزب الله بالاكتفاء بهجوم عسكري محدود ضد إسرائيل في بداية 8 أكتوبر. الخط الذي اتبعه حسن نصر الله، إطلاق الصواريخ بعيدة المدى وقذائف مضادة للدروع، كان يكفي لجذب ثلاث فرق إسرائيلية إلى الحدود وإخلاء عشرات آلاف المدنيين. لكن حزب الله حرص دائماً على عدم إشعال حرب شاملة.

بدرجة كبيرة كانت إسرائيل هي التي رفعت بشكل ثابت الثمن الذي جبته من أعدائها في الشمال.

الحديث لا يدور فقط عن أكثر من 300 قتيل لحزب الله والمنظمات الفلسطينية التي تعمل منه بسبب الهجمات الإسرائيلية. أهداف الهجمات وسعت بالتدريج ووصلت أيضاً إلى قادة كبار في قوة الرضوان التابعة لحزب الله وفي حرس الثورة وفي حماس لبنان.

عمق الهجمات أيضاً أخذ يزداد، دمشق كانت هدفاً حتى قبل الحرب، في إطار هجمات “المعركة بين حربين” التي وجهت بالأساس ضد جهود تعزز قوة حزب الله. لكن في الشهر الماضي سجلت أيضاً هجمات جوية في البقاع وفي شمال بيروت.

لم تتحمل إسرائيل المسؤولية بشكل علني عن هجوم أمس، وإن كان وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لم ينجح في ضبط النفس ونشر تلميحاً في حسابه في “اكس”.

المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي نشر فيلماً قصيراً لرئيس الأركان هرتسي هليفي أثناء زيارته لقيادة المنطقة الشمالية.

وقد جاء أنه صادق هناك على خطط عملياتية. في الهجوم نفسه، وفي مبنى قريب من السفارة الإيرانية في دمشق، قتل أيضاً عدد من الشخصيات الإيرانية الرفيعة.

وحسب التقارير فإن أحد القتلى هو نائب مهداوي وشخص آخر هو رئيس مكتبه.

إيران هددت في بيان رسمي برد “حاد ومباشر وشديد” على عملية الاغتيال التي نسبتها لإسرائيل.

جاءت عملية القصف في دمشق بعد ليلة أطلقت فيها مليشيا شيعية في العراق، ممولة من إيران، مسيرة نحو قاعدة بحرية في إيلات.

هذه المسيرة لم يتم اعتراضها وانفجارها تسبب بأضرار في أحد مباني القاعدة، التي قربها ترسو عدة سفن تابعة لسلاح البحرية، منها سفينة ساعر 6.

تصعب معرفة هل عملية الاغتيال هي رسالة مباشرة من إسرائيل موجهة لهذه العملية الإيرانية.

لكن من الواضح أن فيها رسالة محسوبة: إيران بدأت تدفع ثمناً متزايداً بسبب مشاركتها في الهجمات ضد إسرائيل، التي تنفذها بوساطة مبعوثيها.

لا توجد لها أي حصانة من هجمات مضادة. في وسائل الإعلام نشرت أمس صورة قديمة من الأرشيف ظهرت فيها شخصيات رفيعة في حرس الثورة مع رؤساء حزب الله، من بينهم رئيس الحزب حسن نصر الله.

عدد كبير ممن ظهروا في الصورة، من بينهم مهداوي، لم يعودوا على قيد الحياة. ربما هذه الصورة تملأ نصر الله بالغضب؛ ربما نأمل أنها أيضاً ستجعله يظهر قدراً من الحذر.

أطلق حزب الله في الحقيقة آلاف القذائف والصواريخ المضادة للدروع نحو إسرائيل منذ 7 أكتوبر، لكن حتى الآن حذر جدا في اختيار الأهداف.

صواريخ دقيقة مضادة للدروع أطلقت على بلدات خط الحدود، وصواريخ غير دقيقة بعيدة المدى أطلقت على المنطقة التي تقع جنوباً، على الأغلب ليس أبعد من صفد.

حتى أول من أمس لم يتم إطلاق سلاح دقيق إلى عمق أراضي إسرائيل. السؤال هو: هل حسن نصر الله وأسياده الإيرانيون سيقررون أنه الآن مطلوب رسالة مختلفة، وسيزيدون شدة الرد. خطوة كهذه ستقصر الطريق نحو اندلاع الحرب.

يجب بشكل خاص الانتباه إلى الرد الأميركي على التطورات الأخيرة عندما سيأتي.

الرئيس الأميركي، جو بايدن، اهتم بأن يرسل تأييداً مباشراً لإسرائيل بعد أن ثار الشك في بداية الحرب في غزة بأن إيران وحزب الله سينضمان بكامل القوة لحماس، هذه الرسالة تم استيعابها جيداً في طهران وفي بيروت.

وهكذا حرصت جهات رفيعة في الإدارة الأميركية على بث هذه الرسالة.

بذل هؤلاء الجهود من أجل التوضيح بأن الولايات المتحدة لن تدعم بعمى انجرار إسرائيل إلى حرب شاملة في لبنان.

الحل الذي سيمكن من عودة سكان الجليل إلى بيوتهم يمر من ناحية واشنطن فقط بالاتفاق السياسي. يمكن الافتراض أن الأميركيين سيبذلون الآن كل الجهود لمنع تدهور آخر في الشمال الذي يمكن أن يورطهم بشكل مباشر مع إيران.

حتى الآن لم تظهر الولايات المتحدة أي موقف متصلب تجاه إيران، بل بحثت بالأساس عن مساومة من أجل تأخير تقدم النظام نحو إنتاج القنبلة النووية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى